فتح: انقلاب “حماس” يتمدد نحو الانفصال
الأحمد: الانقسام عقبة أمام استمرار النضال الوطني لإنهاء الاحتلال
رام الله- غزة- الحياة الجديدة- 15 عاماً مرت على انقلاب حماس الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية، يوم سفكت حماس دماء أبناء شعبنا في قطاع غزة، وألقت بهم من أبراج ما زالت شاهدةً على وَقع الجريمة، يوم سَحلت جثامين المناضلين في شوراع قطاع غزة، وحاصرت بيوتهم بالرصاص وقذائف “الأر بي جي” لساعات.. 15 عاما من التنكيل بشعبنا في قطاع غزة، وسلب حريته، وحرمانه من حقه الطبيعي في ممارسة أدنى حدود الديموقراطية.
15 عاماً احتلت حماس خلالها بلديات القطاع، وفرضت الآتاوات والضرائب دون وجه حق، 15 عامًا من كتم حماس لكل صوت ناهض استبداد حكمها، فزجت بكل من قال (لا) في غياهب زنازينها، حتى خرج العشرات منهم جثامينَ لذويهم، وآخرهم المواطن نواف الحسنات (45 عاما) من سكان النصيرات الذي قتل في سجونها نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الشديد.
انقلاب “حماس” الدموي يتمدد نحو الانفصال
وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إصرار قيادتها ومناضليها وجماهيرها على المضي قدما في استرجاع قطاع غزة إلى الشرعية الوطنية الفلسطينية، واستعادة النظام والقانون، ورفع المعاناة والمآسي عن المواطنين ومحو الآثار الكارثية لانقلاب “حماس” المسلح الدموي الانفصالي على الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية)، والمشروع الوطني.
وجددّت حركة “فتح”، لمناسبة مرور 15 عاما على انقلاب “حماس” الدموي، العهد مع جماهير شعبنا الفلسطيني على الالتزام بمبدأ احترام روح ودم الإنسان الفلسطيني وحياته، ورفضها المطلق للصراعات الثانوية الدموية المسلحة بين أبناء الشعب الواحد.
وأشارت إلى وجود مؤامرة دولية وإقليمية بقيادة منظومة الاحتلال على المشروع الوطني، لمنع قيام دولة فلسطينية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، عاصمتها القدس الشرقية، مؤامرة نفذها فرع الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى “حماس” يوم الرابع عشر من شهر حزيران من العام 2007، حيث انقلبت بالقوة المسلحة على نظام وقانون السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلى مبادئ وأهداف حركة التحرر الوطنية وميثاق منظمة التحرير الفلسطينية وقراراتها ونظامها، بقصد إلغاء تمثيل المنظمة الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وحذرت “فتح” من استمرار انقلاب “حماس”، حيث بدأت فعليا منذ سيطرتها على قطاع غزة بالنار، وسفك الدماء، بضرب الهوية الوطنية وركائزها الثقافية، وإلغاء الانتماء للوطن لصالح الولاء الأعمى للجماعة وخدمة أجندات خارجية إقليمية على رأسها منظومة الاحتلال إسرائيل، حيث التقت مصلحتهما في ضرب حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومنع تجسيد دولة فلسطينية حرة ديمقراطية تقدمية ذات سيادة.
وأعربت حركة “فتح” عن ثقتها بوعي ويقظة الجماهير الفلسطينية رغم جرائم الانقلابيين الدموية ومجازرهم غير المسبوقة بحق المواطنين الفلسطينيين ، وطالبت أخذ أقصى درجات اليقظة لمواجهة الحلقات التالية من مسلسل المؤامرة، والتي قد لا تنتهي بفصل قطاع غزة عن الوطن وحسب، بل في محاولات الانقلابيين التمدد بمؤامرتهم للسيطرة على الضفة الفلسطينية، بعد حصولهم على شهادة تقدير من رئيس حكومة منظومة الاحتلال نفتالي بينيت على التزامهم الدقيق بالاتفاقات الأمنية السرية والعلنية على حد سواء، مقابل الإبقاء على سيطرتهم على قطاع غزة.
وتابعت: حيث تم غض الطرف عن تحضيراتهم لعمليات تخريبية في الضفة الفلسطينية، هدفها المشترك مع سلطة الاحتلال تقويض أركان السلطة الوطنية، ونشر الفوضى عبر ضرب النظام والأمن – انفاق بيتونيا المكدسة بالسلاح والمتفجرات مثال حي على ذلك -، وانتهاج الإرهاب متنافسة مع إرهاب منظومة الاحتلال في عمليات القمع والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وتدمير بيوتهم بدون أدنى حساب لحالاتهم الإنسانية والمعيشية الصعبة، المسؤولة عنها مباشرة، وجريمة ما حدث من هدم البيوت في قرية أم النصر شمال قطاع غزة، من هو إلا دليل قاطع على نهج الجريمة الناظم لسياسات قيادات حماس، بالتوازي مع نشرهم الإشاعات، وتهييج الشارع، وجره نحو صراعات اجتماعية، واصطناع أزمات اقتصادية.
وحيت “فتح” أرواح مئات الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن شعبنا، وعن أركان المشروع الوطني، وحيت مئات الجرحى الذين ما زالوا يعانون آلام ركبهم المبتورة، وأياديهم بفعل رصاص حماس المتفجر.
كما توجهت بعظيم التقدير لجماهير شعبنا في قطاع غزة على صمودهم، وثباتهم، وإيمانهم بانتمائهم الوطني رغم المعاناة المزدوجة من سياسة الانقلابيين، وجرائمهم الدموية، ومن آثار أربع حملات عسكرية عدوانية شنها جيش منظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
ونوهت حركة “فتح” إلى هروب قيادات “حماس” للعيش في عواصم قريبة وبعيدة في فنادق وفيلات فخمة مع عائلاتهم وأبنائهم، تاركين المواطنين في قطاع غزة فريسة للفقر، والجوع، والمآسي، والأمراض النفسية والاجتماعية، نتيجة لسياساتهم الفئوية العبثية المدمرة.
ودعت القوى الفلسطينية إلى موقف موحد ضاغط على “حماس”؛ لإجبارها على الانصياع لإرادة ومصالح الجماهير الفلسطينية في غزة أولا، والمصالح العليا لشعبنا في الوطن وخارجه، والعمل على تقوية مناعة الروح المعنوية للمواطن، وتعزيزها بمواقف وطنية واضحة صلبة صريحة، لكسر موجات الإحباط واليأس التي تصنعها “حماس” بين الحين والآخر.
عقبة أمام استمرار النضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال
أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن ذكرى انقلاب “حماس” الأسود على الشرعية في قطاع غزة يشكل عقبة أمام استمرار النضال الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال.
وشدد الأحمد، على أن الانقسام كان أحد أهداف القوى الإقليمية والدولية التي عملت على تشجيعه وتغذيته مادياً وسياسياً وللطرف الذي قام به وما تزال هذه الأموال تتدفق عبر إسرائيل لضمان استمراره.
وأضاف، أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأطراف العربية اتخذوا من الانقسام ذريعة للتهرب من واجباتهم.
وأشار الأحمد إلى أنه جرت طيلة سنوات الانقسام حوارات متكررة ومتعددة، وتم التوقيع على اتفاقيات لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة وكان آخرها تحرك الأشقاء في الجزائر بداية العام الجاري، مبينا أنه وحتى الآن لم يتم تنفيذ أي من هذه الاتفاقات جراء عدم وجود إرادة لدى “حماس” من أجل إتمام ذلك وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ شعبنا.
الانقسام تسبب في انعدام الأمن والأمان في القطاع
من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض إنه منذ انقلاب حركة “حماس” على الشرعية في قطاع غزة، دخل شعبنا في دوامة صعبة طالت مختلف مجالات الحياة الفلسطينية على كل الصعد، سواء السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى الانهيار الكبير الذي تسبب به الانقسام على الحياة الاقتصادية خاصة في قطاع غزة، وتدهور مكانة الطبقة العاملة وطبقة الفلاحين، إذ باتت مستويات الفقر تتجاوز 70%، ونسبة البطالة وصلت لأكثر من 64%.
وأوضح العوض أن الانقسام تسبب في انعدام الأمن والأمان في القطاع، إذ إن قوة السلاح لا تزال آثارها ماثلة كالندوب في أجساد أبناء شعبنا، وأنه خلال الخمسة عشر عاما الماضية تتعمد “حماس” إفشال كل محاولات إنهاء الانقسام وتزداد تمسكا في الحكم لأسباب اقتصادية وسياسية.
“حماس” ما زالت على نفس نهج البطش
وقال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية محمد التاج إن 15 سنة مرت على ذكرى الإنقلاب في قطاع غزة وما زالت حركة “حماس” على نفس النهج الذي ارتكبته، كما حصل مؤخرا من هجوم على قرية أم النصر، واستخدام البطش ضد أبناء شعبنا.
وأضاف التاج، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن الانقلاب الذي نفذته حركة “حماس” شكّل عائقا كبيرا أمام تحقيق طموحات شعبنا ووحدته تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وتابع أن الكل الفلسطيني يتمنى في ذكرى الانقلاب أن يسمع رسالة من حركة “حماس” موجهة إلى جماهير شعبنا وإلى الفصائل الوطنية، بأنها سوف تعود إلى المربع الوطني الفلسطيني وإلى حضن الشرعية الفلسطينية.
وأكد التاج أن الانقسام الذي تحقق بفعل الإنقلاب أصبح ما بين حركة “حماس” وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، معربا عن أسفه من أن الجهات الخارجية هي من تغذي الإنقسام، وأن “حماس” سمحت لنفسها بأن تكون أسيرة لهذه الأجندات الخارجية.
“حماس” تعمل على تحويله لانفصال
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، أن انقلاب “حماس” على الشرعية في غزة قبل 15 عاما، ألحق أضرارا كبيرة بالقضية الفلسطينية وقسَّم الشعب.
وتابع قديح في حديث لإذاعة “صوت فلسطين”، إن “حماس” لا تزال متمسكة بالانقسام وتعمل على تحويله لانفصال بتناغم مع المشروع الصهيوني رغم الجهود التي بذلت لإنهائه طوال السنوات الماضية.
“حماس” صفّت أشخاصا كانوا مطلوبين للاحتلال
وقال أحد الكوادر الفتحاوية في قطاع غزة فادي أبو الجديان إن عددا من الشهداء الذين ارتقوا في الانقلاب الدموي عام ألفين وسبعة بدم بارد كانوا على قوائم التصفية من قبل جيش الاحتلال ومخابراته.
وأضاف أبو الجديان (ابن شقيق الشهيد جمال أبو الجديان)، أن عمه الذي قتلته مليشيات حماس كان أحد قادة العمل الميداني العسكري في القطاع ولم يكن من دعاة التفرقة والاقتتال.
نكبة جديدة بحق شعبنا وصناعة للفقر والبطالة وانعدام الأفق
من ناحيته، أكد الكاتب والمحلل السياسي منيب حمودة، الالتفاف حول القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت، وأن شعبنا متمسك بسلاح الإرادة والصمود الذي جسدته حركة فتح باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وشدد حمودة في حديث لإذاعة “صوت فلسطين”، على استمرارية العمل والتمسك باستعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الوحدة الجغرافية ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية.
وأشار إلى أن انقلاب حماس على الشرعية منذ 15 عاماً شكل نكبة بحق شعبنا، تسببت بتراجع في الرؤية وفي مركزية القضية الوطنية الفلسطينية.
الكاتب والمحلل السياسي شفيق التلولي من ناحيته، أكد إن انقلاب “حماس” قبل 15 عاما شكل صفحة سوداء بتاريخ شعبنا، وتسبب بعزل القطاع عن العالم أجمع.
وأضاف التلولي، إن الانقسام خلف الفقر والبطالة وانعدام الأفق أمام المواطنين خاصة الشباب، مبينا أن استمرار “حماس” بانقلابها يأتي على حساب شعبنا.
حماس تتاجر بمعاناة أهالي القطاع وإغناء لخزينتها على حساب جيوب المواطنين
من ناحيته، قال الناشط الشبابي في قطاع غزة أمين عابد إن انقلاب حركة حماس على الشرعية وعلى نفسها بالأساس أفرز حالة من الضياع وانعدام الأمل وضياع الحلم والعمل لدى الشباب، حيث أصبح القطاع وشبابُه فاقدين لكل مقومات الحياة وأدنى متطلبات العيش الكريم.
وأضاف عابد، أن حركة حماس تعتبر المواطن مصدر دخلها والمادة الثرية للمتاجرة به في غزة وكل فترة تخوض به حرباً كي تزيد من استثماراتها على حسابه.
واستهجن عابد قيام حماس ببناء الأبراج في غزة وتركيا واندونيسيا واستثماراتها في الخارج في ظل وجود أكثر من 300 ألف من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل في القطاع، مشددا على أن حماس تمارس سياسة الاغتيال المعنوي، حيث هاجر من القطاع أكثر من 40 ألف مواطن في سفن الموت عبر بحر ايجة للنجاة بمستقبلهم.
الانقلاب عطل نحو 57% من القوى العاملة
وقال الخبير الاقتصادي مازن العجلة، إن انقلاب “حماس” على الشرعية منذ 15 عاما أدى لتعطيل نحو 57% من القوى العاملة وارتفاع معدل الفقر إلى 60%.
وأكد العجلة في حديث لإذاعة “صوت فلسطين”، أن الوضع الاقتصادي بتدهور مستمر في قطاع غزة، وأصبحت حصة القطاع من مجمل الاقتصاد الوطني 20% بعد أن كانت 35% قبل الانقلاب.
وأضاف أن حماس أثرت على مجمل العملية الاقتصادية في قطاع غزة، وأصبحت تقوم على الجباية كمصدر أساسي للتمويل، مؤكدا أن الاستثمارات الخاصة بها أثرت على القطاع الخاص ما أدى الى سحق الطبقة المتوسطة وتحويل المواطنين إلى فقراء.
القلاب: “حماس” تستبعد نفسها عن العمل الوطني والقومي بشكل عام
وتزامنا مع ذكرى الانقلاب الدموي، قال وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب إن حركة “حماس” لا تعتبر نفسها حركة فلسطينية وإنما حركة إسلامية تابعة للإخوان المسلمين وهو ما أقرت به، ما يعني أنهم يستبعدون أنفسهم عن العمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي بشكل عام.
وأضاف القلاب، أن الاعتقاد السائد في بداية انطلاقة حركة “حماس” أن تكون رديفا للثورة الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية المقاومة، إلا أنهم أصروا على أن يكونوا جزءا من الإخوان المسلمين.
وبيّن القلاب أن الرئيس محمود عباس يسير على خطى الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في توحيد الصف والموقف الفلسطيني الذي يواجه تحدياً كبيراً، مؤكداً أن كل التنظيمات يجب أن تنضوي تحت الإطار الفلسطيني، إلا أن “حماس” لا تعترف ولا تقر بأنها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية.