الايام – فراس حج محمد:صدر مؤخراً عن دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافية للنشر والتوزيع في رام الله وعمّان كتاب “يوميات الزيارة والمزور- متنفس عبر القضبان” للكاتب الفلسطيني المحامي حسن عبادي، يقع في (230) صفحة، واشتمل على زيارات المحامي عبّادي لسبعين أسيراً فلسطينياً على امتداد أربع سنوات، وخصصها لزيارة الأسرى الكتّاب.
ووظّف الفنان ظافر شوربجي صور هؤلاء الأسرى لتشكيل لوحة الغلاف مع إثبات اسم كل أسير، تحقيقاً لمقولة إنّ لكل أسير قصة واسماً، وليس مجرد رقم أو حالة عديمة التاريخ الإنساني والامتداد الاجتماعي في الأرض الفلسطينية.
أشرف على الكتاب وحرره الكاتب فراس حج محمد، وجاء في كلمته: “يأتي هذا الكتاب المتبلور من مشروع الزيارات للأسرى الكتّاب، وقد حرص [مؤلّفه] أن يجعله “متنفساً عبر القضبان” للأسرى، يتنفسون فيه ومنه، من رئتين: رئة التواصل الاجتماعي مع المحيط والبيئة المهتمة بالأسير، ورئة الكتابة، وقد ساعد هذا المشروع على ولادة كثير من الكتب للأسرى الكتاب، وتشجيع آخرين على الكتابة”.
كما أعدّ المحرر في نهاية الكتاب مسرداً تعريفياً لهؤلاء الأسرى الذين تمت زيارتهم، شاملاً بلد الأسير، ومولده، ومدة حكمه.
أنتجت هذه الزيارات (147) لقاء، إذ كان يلتقي المؤلف بعدة أسرى في اليوم الواحد، وزار بعضهم عدة زيارات، وكانوا يتناولون بالحديث الأوضاع العامة الإنسانية والاجتماعية، وأوضاع الثقافة والكتابة والتأليف، إضافة إلى ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتعذيب من إدارات السجون التي هم فيها.
ويعدّ الكتاب وثيقة مهمة لما يحدث داخل السجون الصهيونية من إجراءات، وكيف يعيش الأسرى، وكيف يفكرون، وكيف يشكلون مجتمعاً منظماً داخل تلك السجون.
كما أن ما اشتملت عليه المادة وأفق الحوار مع الأسرى الكتّاب يكشف عن أمنياتهم وتطلعاتهم وأفكارهم وما اشتملت عليه كتبهم ومشاريعهم الثقافية، وأسماء كتبهم، ومراحل التأليف وما يتعرضون له من إجراءات قد تودي بتلك المشاريع، وأسماء السجون وأماكن وجودها، وما صاحب تلك الزيارات من مشقة الطريق والسفر التي وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من خمس ساعات في الذهاب وأخرى مثلها في الإياب.
ويختم المؤلف كتابه بتمنيات التحرر للأسرى جميعاً، ليحقق أمنيته وأمنيات الأسرى الكُتّاب في صهر مفاتيح السجن، وعمل تمثال حرية منها، وفي زيارة بيت المؤلف في حيفا حيث سيسهرون على تلك (البلكونة) التي احتضنت أحلامهم، وقد جعل منها المؤلف منصة ثقافية يعرض فيها كتب الكتاب الأسرى، محتفياً بها، كلما صدر لأحدهم كتاب جديد، حتى غدت تلك البلكونة (الشرفة الحيفاوية) مشهورة لدى الأسرى ولكل من يتابع مؤلفاتهم، إذ ارتبطت كتبهم والأخبار عنها والقراءات النقدية ونشاطات الإشهار بتلك الصور الملتقطة من هناك.
ومن الجدير بالذكر أن كتاب “يوميّات الزيارة والمزور” واحد من سلسلة كتب انبثقت من مشروع المحامي الحيفاوي حسن عبادي مع الأسرى، سبقه كتاب “الكتابة على ضوء شمعة”، وستتبعه كتب أخرى لتوثيق زيارات الأسيرات اللواتي زارهن عبادي، وكذلك زيارات الأسرى الآخرين التي تمت بعد آخر زيارة توقف عندها الكتاب وهي 13/8/2023.