وبخلاف الرؤساء والقادة والضيوف الآخرين، سيلتقي بايدن الرئيس محمد عباس، في مدينة بيت لحم، في زيارة لا تتجاوز الساعتين، وذلك بعد أن يزور مستشفى المطلع في القدس وتقديم المساعدات للمرضى هناك.
يأتي ذلك بعد نحو خمس سنوات من زيارة مماثلة قام بها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس عباس في بيت لحم أيضاً.
ويستقبل الرئيس عباس عادة، الرؤساء والزعماء والقادة الأجانب، خلال زيارتهم للأراضي الفلسطينية، في مقر المقاطعة برام الله، التي تُوصف بأنها العاصمة السياسية للفلسطينيين، خاصة وأنه مكان إقامة الرئيس عباس، وحيث اجتماعات القيادة الفلسطينية.
واختلف محللان سياسيان خلال حديث مع “دنيا الوطن” بشأن اختيار الرؤساء الأميركيين لمدينة بيت لحم، وليس مدينة رام الله.
بدوره، قال المحلل الساسي، محمد هواش: “هذه ليست أول مرة يُستقبل فيها زعيم دولة أجنبية في بيت لحم سواء أكان أمريكي أم غيره”، مشيراً إلى أن “الرئيس الروسي اُستقبل في بيت لحم، وكذلك الرؤساء الأمريكيين السابقين عندما زاروا المنطقة قدموا إلى بيت لحم وليس إلى رام الله”.
وأضاف هواش في حديثه لـ”دنيا الوطن” لا يوجد فرق بين رام الله وبيت لحم هناك فجميعها أماكن تخضع للسلطة والسيادة الفلسطينية وما يجعلهم يرتادون بيت لحم الراحة والأمن التي تتمتع به.
وأكد أن “زيارة بيت لحم لا تحمل أي بعد سياسي بقدر ما تحمله من أبعاد دينية فبعض الزيارات يقوم الزائر بالحج في كنيسة المهد”، موضحا أن “بيت لحم لا تقل مكانة عن باقي المدن ولا يوجد شيء غير مفهم في هذه الزيارة”.
وأشار إلى أنه لا يوجد تمييز بين مدينة ومدينة أخرى الزيارات تحتاج إلى ترتيبات أمنية، موضحاً أن كل الزيارات المشابهة لهذه الزيارة يكون هناك لقاء بين الرئيس الأمريكي والفلسطيني والذي لا يزيد عن نصف ساعة وأحيانا اقل من ذلك.
وأوضح هواش أن الزيارة بالأساس زيارة إلى السعودية بالدرجة الاولي وهدفها الرئيس هو محاولة الضغط أو اقناع دول الخليج بزيادة انتاج النفط لتخفيض أسعار البنزين في الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوربي.
من جانبه، أكد المحلل السياسي، ساري عرابي، أن “عدم زيارة بايدن لرام الله تنبع من عدم إعطاء هذه الزيارة أي دلالة سياسية وذلك لأن هذه الإدارة الامريكية لا تحمل أي مشاريع سياسية تجاه القضة الفلسطينية باختلاف الرؤساء السابقين وبالرغم من موقفهم العدائي من القضية الفلسطينية إلا أنهم قدموا مقترحات لحلها”.
وقال عرابي في حديثه لـ”دنيا الوطن”: إن “الهدف من الزيارة ليس زيارة بيت لحم بل عدم زيارة رام الله، فقد كان من الممكن أن يزور رام الله ومن ثم يزور بيت لحم، مشيراً إلى أنه وإن نزل في رام الله والتقى بالقيادة الفلسطينية هناك لأعطى هذه الزيارة دلالات سياسية”.
وأضاف: لقد تعمد الرئيس الأمريكي عدم زيارة رام الله للتقليل من قدر القيادة والسلطة الفلسطينية وكأنه يقول “هذه بالنهاية منطقة محكومة بالاحتلال الإسرائيلي”، مؤكداً أنه يرغب في إظهار نوع من اللامبالاة للسلطة الفلسطينية في سياق المزيد من الضغط عليها.
وبيّن أن المدة الزمنية التي أعطاها من زيارة مستشفى المطلع ليعطي بعداً إنسانياً وأن “الدعم ليس للسلطة الفلسطينية بل هي للفلسطينيين وزيارة بيت لحم ليعطي دليل على سياسة التعايش الديني بين السكان المختلفين وذلك بالقول أن الدور السياسي للسلطة والقيادة الفلسطينية محدود”.
وأشار إلى أن إدارة بايدن لم تحمل في جعبتها أي أطروحة أو حل للقضية الفلسطينية بخلاف الرؤساء السابقين للولايات المتحدة، وبالتالي هو لا يريد أن يعطي هذه الزيارة أي دلالة سياسية فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني بالرغم من أنها تحمل في باطنها جل الابعاد السياسية.
وتابع إن زيارة بايدن للمنطقة تحمل بين جنباتها مد جذور التطبيع وتعزيزه بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في المنطقة ومحاولة لتعزيز نوع من العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.