أمد/ حاذت زيارة خالد مشعل القائد السياسي لحركة حماس إهتمام كبير في أوساط مؤيدي الحركة بقطاع غزة ، والضفة الغربية ، وينظر إليها من زوايا عديدة ، أهمها أنها اعلان انتصار كبير للحركة تتوج بزيارة مشعل ورفاقه من المكتب السياسي بالمنفى الى قطاع غزة .
ورغم سهولة تناول الزيارة كخبر ، وتكراره كمعلومة ، إلا أن تنفيذ الزيارة وحماية مشعل ومن معه ، غاية بالتعقيد ، بل كانت بفترة ما شبه مستحيلة ، ولكن بعد نجاح حماس بإخفاء الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ، لمدة خمس سنوات في أماكن أو مكان لم تستطع أجهزة أمن اسرائيل بالوصول اليه ، اكتسب القسام خبرة كبيرة بالتمويه والاخفاء ، وهذا ما نجح به القائد العسكري لكتائب حماس المسلحة ” القسام ” أحمد الجعبري ، الذي اغتالته اسرائيل الشهر الماضي ، وجعلت من مساعده الابرز مروان عيسى خليفة له لكي يكمل ما اتفقا عليه من اساليب عسكرية وأمنية .
مروان عيسى غير المعروف لغالبية سكان قطاع غزة ، لازال يتموضع في بقعة الشك من إنه قادر على سد مكان الجعبري ، الذي كان يعرف أكثر بمواقفه داخل الكتائب ، وربما اعطت عملية صد العدوان الأخير على القطاع مؤشراً ايجابياً عن عيسى ، في إدارة الدفاع عن قطاع غزة ، واتخاذ قرارات ميدانية كانت موفقة من وجهة نظر قيادات وكوادر حركة حماس ، ولكن ظهور محمود الزهار بالزي العسكري ومسلحاً ، اعطى اشارات أضرت بمروان عيسى كخليفة للجعبري ، فيما اعتقد الكثيرون أن الزهار نفسه من قاد موجة الصراع الأخيرة مع اسرائيل ، وليس مروان عيسى ، وهذا ما وضع الأخير في موقف أضعف وطرح سؤالا كبيراً في صفوف حماس ، ماذا لو كان الجعبري حياً أكان يسمح للزهار أن يخرج ولو مسرحياً بالزي العسكري ومدججاً بالسلاح؟
ولكن فرصة ثانية اذا اصطادها مروان عيسى سيعيد ثقة من سحبوا منه الثقة ، لكي يأخذ مكان الجعبري بجدارة ، وهذه الفرصة هي تأمين حماية خالد مشعل اثناء زيارته الى القطاع ، لأن الكتائب المسلحة في حماس ، لا تثق كثيراً بداخلية اسماعيل هنية ولا شرطته ولا أمنه الوطني ، لإعتبارات كثيرة ، أولها أن عدداً كبيراً ممن خدموا في الاجهزة الأمنية في السلطة يعملون اليوم في داخلية اسماعيل هنية ، ولا يوجد لدى القسام تطمينات من جهتهم فلذا يعتمد القسام على وحداته وتشكيلانه الامنية والاستخباراتية والعسكرية في تأمين الشئون المعقدة ، كزيارة خالد مشعل .
هذا وذكرت مصادر في الحركة أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس سيقوم بأول زيارة له لقطاع غزة الجمعة لحضور الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الحركة.
وتستغرق الزيارة يومين ، فيما ذكر مصدر عليم بشئون القسام ، أن مكان الاقامة لن تكون معلنة ، وستحاط بسرية بالغة ، وربما يكون مكان اقامته في ذات المكان الذي اقام فيه شاليط سنوات أسره .
وساعة ظهوره على مسرح كبير في ساحة الكتيبة بمدينة غزة القريبة من الجامعات ، ستكون عناصر القسام ، قد احتلت جميع المباني القريبة ، ونصب قناصة بنادقهم في زوايا واماكن مختلفة ، متخفين تماماً ، بينما وحدة الرصد الامني في الكتائب ستنشر عناصرها بين الحضور ، بشكل مكثف وستوقف كل من تشتبه به ، ولو كان من عناصر حماس ، بينما ستقوم قوة كبيرة بتأمين محيط الكتيبة من الخلف وعلى مسافات متباعدة .
وحسب ما قدره المصدر أن شرطة اسماعيل هنية وعناصره ستحمي المفارق والشوارع الرئيسة الداخلة والخارجة لمدينة غزة ، وستكون هذه العناصر ايضاً تحت أمرة قيادي عسكري كبير في كتائب القسام وليس رتبة من شرطة هنية .
فيما ذكر مصدر مقرب من الكتائب أنه سيتم اغلاق الانفاق على الشريط الحدودي مع مصر بشكل كامل ، ولن يسمح للتجار والعمال الاقتراب من المنطقة .
وذكرت مصادر في حماس إن مسؤولين مصريين هم الذين نسقوا زيارة مشعل للقطاع.
واما عن أهداف زيارة مشعل الى القطاع ، ظاهرها حضور مهرجان انطلاقة الحركة الـ 25 وباطنها اجراء فرز للانتخابات النهائية والتوافق على خليفة لمشعل أو التوافق على أن يبقى في منصبه لولاية جديدة ، وهذه الاجتماعات ستتم في مكان سري للغاية ، وبحضور مروان عيسى الذي من المحتمل أن يأخذ مكان الجعبري في عضوية المكتب السياسي ، بعد أن يوافق الجميع على تعينه مكان الجعبري في قيادة الكتائب ، اذ أن المعلومات تشير الى أن وجوده في منصب الجعبري جاء على عجل وبشكل غير نهائي والقرار غير واضح وصريح ولم يكن بالإجماع ، ولكن اتفق على أن يكون “مسيراً ” للكتائب الى ما بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي.
واوضحت مصادر في حماس ان الحركة اجرت منذ نيسان/ابريل “انتخابات داخلية سرية وطويلة” بسبب “تعقيدات الوضع الامني في الخارج وفي الضفة الغربية”، وقد هدفت هذه الانتخابات الى اختيار مجالس شورى ومكاتب سياسية تختار بدورها المكتب السياسي العام ورئيسه.
وفي ايار/مايو قال ابو مرزوق ان الاطر القيادية لحماس خلال انتخابات الدورة الاخيرة شهدت تغييرا تجاوزت نسبته ثلاثين في المئة.
وحسب المصدر أن ملفات كثيرة سيتم مناقشتها في حضور مشعل وابو مرزوق والرشق وهنية والزهار والعلمي والحية وربما عيسى عن الكتائب وأهم هذه الملفات،انهاء تعدد المواقف اتجاه العلاقة مع ايران وتوحيدها في إطار ضرورة استمرارها لدعم المقاومة ، والملف الاكثر سخونة سيكون علاقة حماس بالاخوان المسلمين بمصر في الفترة القادمة وموقفها مما يجري مع الرئيس محمد مرسي ، وملف المصالحة الداخلية مع فتح والرئيس عباس ، فيما سيتم مناقشة ملف المفاوضات السرية مع بعض الدول الأوروبية في الفترة السابقة ، ولن يغيب عن المداولات التطرق الى الانخراط أكثر في العلاقات الدولية ، واستقبال عروض اسرائيلية لتهدئة طويلة الأمد من خلال وسطاء أوروبين وعرب .
اما الأمتحان الامني لمروان عيسى ، خليفة أحمد الجعبري في القسام تنبع من تعدد جهات الخطر على خالد مشعل منها داخلية ، ومنها من جماعات انشقت عن الحركة ولها ثأر معها كـ “جلجلت” وجماعة الشيخ عبداللطيف موسى ، والسلفية الجهادية ومنها ما يتعلق بجماعات فتح ( حسب تقديرات حماس الأمنية ) وأخطر هذه الجهات هي عملاء اسرائيل المندسة في صفوف الحركة “حماس” وغير المكشوفة .
امد الاخبارية.