رام الله/ بوقع السؤال وحزم الإجابة، كان الحوار بين الإعلامية سائدة حمد ورئيس تحرير صحيفة “الحياة الجديدة” عارف حجاوي، في برنامج “شعاع الأمل”، الذي ناقش خلال حلقته هذه، مسؤولية وحساسية الإعلاميين تجاه قضايا النساء، بالتوازي مع العمق الاجتماعي الذي يبدو من خلال الحوار، لاعبًا رئيسًا في ملامح حضور المرأة بوسائل الإعلام.
تقول رئيسة تحرير ملحق “صوت النساء” لبنى الأشقر، التي كانت ضيفة حمد إلى جانب حجاوي: المجتمع لا يرى المرأة جزءًا كامل الأهلية، وهذا له تبعاته في الإعلام، الذي يعكس، حتى اللحظة، الأدوار السياسية على حساب الاجتماعية.
وفيما يدعو حجاوي العاملين في “الحياة الجديد” إلى الانتباه جيدًا حين كتابة موادهم الصحافية في أن تشمل المرأة برأيها وقضاياها، يلغي صفحة من صفحات الجريدة اختصت قبل توليه رئاسة التحرير، بالمرأة.. تسأله حمد “لماذا؟”
يقول: لأنها لم تكن مقروءة.. أنا لست مع الحديث عن المرأة بشكل جندري لا يفهمه أحد، إنما مع وجودها في مختلف الصفحات.
وكنموذج على الصحافة النسوية المتخصصة، كانت “صوت النساء” منذ عام 1997، مجلة دورية ملحقة بصحيفة “الأيام”، مهمتها، حسبما كُتب في الموقع الإلكتروني لطاقم شؤون المرأة، “تعزيز العدالة والمساواة للمرأة وتشجيعها على المشاركة بشكل كامل وفعال في المجتمع، من خلال عرضها اهتمامات وإنجازات وتجارب وخبرات ووجهات نظر المراة في مختلف قطاعات وشرائح المجتمع الفلسطيني”.
لكن يؤخذ عليها حسبما تنقُل حمد “التقليدية والنمطية وعدم الخروج عن سياق الصحافة الفلسطينية” وكما يقول حجاوي “المجتمع فيها كما يجب أن يكون، إنما يجب أن تنقل ما هو كائن، ونجاري الواقع حتى نصل الى ما نريد، ولا ضير إن احتوت صفحاتها إلى جانب الفكر النسوي محاكاة اهتمامات أخرى كالطبخ والأزياء”.
لكن الأشقر، ترى أن الحديث عن المواضيع المقترحة “تسطيحٌ” لقضايا النساء، وأنه على العكس مما يقال أنها “تقليدية” فهي “تطرح المواضيع بحرية وجرأة وتناقش قضايا مختلفة ومتنوعة في صلب الهم النسائي”.
وفي تعقيب الأشقر على إحصاءات قام بها فريق “شعاع الأمل” عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، كانت نتيجتها أن 50% من المصوتين، يتفقون مع عدم وجود حساسية لدى الإعلاميين تجاه قضايا المرأة، قالت ” نعم، هناك سطحية، وهذه النتيجة موضوعية”.
من جانبه، قال حجاوي “لو نظرنا إلى عقول الإعلاميين بعيدًا عمّا يقال عن حرية المرأة ومناصرتها، سنجدها ذكورية”.
وكسبيل للتخلص مما يشهده الواقع الإعلامي من “إجحاف” ربما، بحق المرأة، تدعو الأشقر إلى أن يتلقى طلبة الإعلام تمرينات وتركيزًا على تغطية بقضايا المرأة قبل الخروج إلى سوق العمل، مضيفةً “التنافس الإعلامي يكون على حساب قضايا المرأة، حيث يعتبر بعض الإعلاميين أن الحديث عن السياسة يبرزهم ويدلل على قدرتهم بينما الحديث في شؤون المرأة يقلل من مهنيتهم ويسيء إليهم، وهذا خاطئ”.
أما حجّاوي، فيرى أن هذه المسألة لا تنتهي بين يوم وليلة، واستغرق الخروج منها 100 أو 200 عام في بعض الدول الأوروبية، ولم تنته حتى، وشيء من المشكلة عائد إلى السيطرة الذكورية في المؤسسات الإعلامية وآخر إلى “التفاعل مع الظلم” لدى النساء، وقال “على مستوى التوظيف، ليس بالعملية البسيطة بأن نراكم موظفين من أجل إحداث توازن بين عدد الذكور والإناث، وصحيح أن عددهن قليل جدًا في (الحياة) لكني غير راض عن ذلك ونحاول في المستقبل تجاوز ذلك”.
يشار إلى أن برنامج “شعاع الأمل” يُبث على تلفزيون “وطن” بالتعاون مع مبادرة الشرق الأوسط (ميبي).
PNN