الاغوار/ تحت وطأة الحر الشديد وظروف البيئة التي لاتحتمل يعيش سكان اهالي المالح بالاغوار شرق الضفة الغربية ليزيد الاحتلال مأساتهم ومعاناتهم ويمنع دخول صهاريج المياه اليهم التي تشكل مصدر المياه الوحيد بعد سيطرة الاحتلال على كافة مصادر المياه بتلك المنطقة .
من جانبه قال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني أن الاحتلال يسيطر على كافة مصادر المياه في الاغوار الفلسطينية باستثناء بعض الابار الارتوازية السطحية التي يستخدمها بعض المزارعين وهي ذات جودة متدنية حيث ترتفع نسبة الملوحة التي يلجأ اليها أهالي الأغوار وخاصة مربيي الثروة الحيوانية لري الاغنام والشرب.
وأشار الفتياني في حديث خاص لشبكة فلسطين الاخباريةPNN أن سلطات الاحتلال تسعى لطرد سكان الأغوار من مكانهم بعدة اجراءات كمنع الأهالي من تعبئة المياه او الوصول الى مناطقهم وفي بعض الحالات تصادر تنكات المياه من مربي الماشية في وسائل ضغط متعددة لاجبارهم على الرحيل او تغير مكان سكنهم او الخروج من مناطق الاغوار ،مضيفا ان هذه السياسة الاسرائيلية الضاغطة التي تتصاعد يوما بعد يوما هي بهدف تهجير سكان الاغوار وتشن حملة في فصل الصيف تحديدا حيث درجات الحرارة المرتفعة و الحاجة المتزايدة للمياه .
وأوضح الفتياني أن السلطة الوطنية قدمت مئات صهاريج المياه لسكان الاغوار لكن سلطات الاحتلال تقوم من خلال ضباط البنية التحتية وقطعان المستوطنين بمطاردتهم و مصادرة التنكات وتخريبها كلما توفر لهم ذلك.
مشهد لا يمكن ان يغيب عن الذاكرة حين يحاول الطفل ابراهيم محمود من المالح أن ينتزع حقه بالمياه أثناء قيام الاحتلال بتفريغ صهريج مياه وحرمان الاهالي منه الا ان قوات الاحتلال حالت دون حصوله على قارورة ماء صغيرة ارادها ليبلل ريقه الحانق من الاحتلال وظلمه.
من جانب اخر أكد عارف دراغمة رئيس مجلس منطقة المالح و المضارب في الاغوار أن اسرائيل جففت ينابيع منطقة المالح و صادرت جميع مصادر المياه وتتبع هذه الفترة سياسة جديدة تتمثل بمصادرة صهاريج المياه في المنطقة و تفريغها امام الاطفال و النساء.
واعتبر دراغمة ان هذه السياسة خطيرة جدا مشيرا ان الاحتلال صادر ثلاثة عشر صهريج مياه خلال هذا الشهر في منطقة المالح وتهدف هذه السياسة الى تعطيش سكان المالح الذين يشكلون ثلثي سكان الاغوار الشمالية ولا يوجد اي مصدر مياه فيها .
وأكد دراغمة خاص لPNNأن حوالي 480 عائلة في منطقة المالح وهي خالية من مصادر مياه محذرا أن الوضع أصبح خطير بسبب قلة المياه وصعوبة توافرها وتكلفتها الزائدة.
ويذكر ان سلطات الاحتلال تنتهج سياسة تهجير وتطهير عرقي بحق سكان الأغوار بهدف ترحيلهم عن ارضهم ومصادرتها لصالح الدولة العبرية.
سكان المالح او كما يطلق عليهم “حراس الارض” يعانون قسوة الطبيعة وظلم الاحتلال ويدفعون ضريبة بقائهم على ارضهم مصرين على الصمود مهما كان الثمن.
المصدر :أنصار اطميزة PNN