خلود فوراني سرية-حيفا – بدعوة من نادي حيفا الثقافي ومؤسسة سميح القاسم وعائلته أقيمت أمسية احتفائية لذكرى ميلاد شاعر العروبة والوطن الشاعر طيب الذكر سميح القاسم.
كانت البداية لمسة وفاء لطيبيّ الذكر ألأخوين السينمائيين إبراهيم وبدر لاما.
افتتح بعدها الأمسية رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة فرحب بالحضور والمشاركين وهنأ أصدقاء النادي بإصداراتهم الجديدة كما هنأ الإخوة بحلول شهر رمضان المبارك معلنا عن توقف نشاط النادي خلال الشهر الفضيل على أن يُستأنف بعد عيد الفطر.
تولت عرافة الأمسية بلباقتها المعهودة الأديبة الجليلية أنوار الأنوار ولعلّ أفضل وصف لانتفاضتنا في زمننا الأصفر الرديء، ما جاء في تقديمها: “رغم كل ما يتزاحم حولنا من وعورة ، في زمن تتعرض فيه إنسانيتنا لكل ما يشوهها ويئد براعمَ تجلياتها، تبدو الثقافة سبيلًا أسمى للانتفاض انتصارًا للإنسان وتأسيسًا لعالم أصفى، تغدو ملاذًا حين تُبَحّ الصرخات فتستنجد بالإبداع لئلا تختنق. هي في ذات الوقت خيارٌ وقدر كي نشهد لأنفسنا أنّنا لم نصمت، وأننا إذ حاربنا القبحَ سعينا أيضًا لبناء عالمٍ بديلٍ من الجمال والفكر الحرّ. هي شهادتنا لذواتنا وللذين نحملهم فينا أننا لم نرضَ بالانحدار دينًا ولا اعتنقنا الهاويات سبيلا للبقاء، بل نسجنا بالحرف واللوحة والريشة والموسيقى، عالمًا من السؤال والأمل، عالمَا من الفكر والحلم معًا، من الإرادة والحياة”.
ثم جائت المشاركة الأولى د. نبيه القاسم حيث تناول العوامل التي أثرت في شاعرية سميح القاسم مؤكدا أن شاعرنا انشغل منذ بداياته بقضايا الجماهير العربية وتابع الثورات وحركات التحرر في العالم العربي وقد قدّس الثورة وكانت محور قصائده.
أما موتيف الموت فكان مرافقا لقصائده وعناوينها تأثرا بالوضع الفلسطيني النازف. والصحراء كمكان جغرافي هي أصل الانسان العربي.
تناول بعدها بعض المواقف الهامة في حياة سميح القاسم والتي ألهمته لكتابة بعض قصائده والتي أصبحت أناشيد محفزة ومُلهبة لأحاسيس الجمهور العربي فيما بعد.
اعتلى المنصة بعده الشاعر أسامة خطيب حيث ألقى مرثية بقلمه لخاله سميح القاسم.
كانت بعدها وصلة فنية مع الفنان الملتزم ألبير مرعب مع بعض من قصائد سميح القاسم المغناة.
كانت المشاركة الثانية للإعلامي وديع عواودة الذي استذكر بدوره زمالته مع سميح القاسم حين كان محررا لصحيفة “كل العرب”.
وأضاف أن سميح ثار في القصيدة على الظلم والاحتلال والاستعمار والعدوان وفي التجربة الصحفية ثار على التقاليد والمفاهيم والقيم الاجتماعية البالية منتصرا للحريات الشخصية وللمرأة وللفقراء والمضطهدين. وتابع أن بقي سميح دبلوماسيا ومرنًا وبراغماتيا في عمله بكل الصحف التي عمل بها ووصفه بمايسترو الكلمة. لكنه في القضايا المبدئية ظل شجاعا مخلصا لرؤيته السياسية والاجتماعية حتى لو اضطر لتقديم استقالته عدة مرات.
وهكذا تجلت شجاعته في مذكراته ” إنها مجرد منفضة ” التي تحدث فيها عن طفولته وأسرته وطائفته المعروفية وعن شعبه الفلسطيني وأمته العربية بشجاعة وشفافية وبأسلوب رشيق رافق المضمون العميق الذي لا يخلو من الطرائف على غرار أسلوب الراحلين إدوارد سعيد وحنا نقارة وشفيق الحوت في سيرهم الذاتية.
ألقى بعده الشاعر مفيد قويقس قصيدة لروح صديقه الشاعر سميح القاسم.
أما الإعلامي وطن القاسم نجل الشاعر الراحل فقدم الكلمة الختامية تحدث فيها عن سميح القاسم الأب والصديق والإعلامي الشاعر الممتلئ بهموم شعبه. منوها لقدرة والده على استيعاب وتشجيع ودعم الغير، مستذكرا عنفوانه وتواضعه وإنسانيته في كثير من المواقف الحياتية.
دون أن ينسى فضل والدته نوال القاسم في تكبدها عناء تربية أبنائها في ظل غياب أبيه بحكم أسفاره وعمله.
تحدث بعدها عن مشاريع العائلة التي هي بصددها كمشروع بناء مؤسسة سميح القاسم في قريته الرامة الجليلية، والتي باشر العمل على المخطط لها بروح سميح القاسم، المصمم المعماري أيمن طبعوني.
بالإضافة لتخصيص جائزة سنوية للمبدعين والشعراء تحمل اسم والده.
وعن تجنيد موارد لبناء متحف يحمل اسم سميح القاسم.
وعن مشروع ترجمة أعماله الكاملة .
وبشكره لنادي حيفا الثقافي وللحضور جميعا