الايام – خليل الشيخ:لم تفاجئ وفاة الشاب محمد عساف (17 عاماً) من جباليا الطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي التي توقعت حدوث ذلك بسب سوء التغذية والمجاعة التي يعاني منها منذ عدة شهور.
وقال أحد الأطباء أن الشاب عساف توفي نتيجة نقص المعادن والبروتين وباقي العناصر الغذائية من جسده دون أن تظهر عليه أعراض المجاعة كنقص الوزن مثلاً.
الشاب عساف واحد من العشرات الذين يتوفون نتيجة سوء التغذية تزامناً مع غياب العلاج والأدوية اللازمة في المستشفيات بحسب الطبيب المشرف على حالته والذي فضل عدم نشر اسمه.
وأشار في حديث لـ”الأيام” إلى أن الشاب كان يعاني من أعراض مرضية عامة ولم يكن جسده يقوى على مواجهتها، ودخل في مضاعفات مرضية بالتزامن مع سوء التغذية والشعور بالجوع شبه المستمر، ما أدى إلى وفاته.
ونوه إلى وجود عدد غير قليل من المواطنين من بينهم أطفال يعانون نفس الأعراض في مستشفيي الإندونيسي والشهيد كمال عدوان في بيت لاهيا.
وفي وقت متزامن أعلن مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح وسط القطاع مطلع الاسبوع الجاري عن وفاة طفل رضيع نتيجة سوء التغذية والجفاف.
وسبقه بعدة أسابيع وفاة الطفل حكمت بدير (ستة أعوام) لنفس السبب، علماً ان الطفل بدير كان قد نزح مع عائلته بحثاً عن الطعام، بعد أن عانت العائلة من المجاعة لعدة شهور، شمال القطاع.
وفي السياق نوهت وزارة الصحة الى أنه تم تسجيل نحو 55 حالة وفاة ناجمة عن المجاعة وسوء التغذية في شمال القطاع.
وتم خلال الأسابيع الماضية تسجيل أكثر من 300 مواطن غالبيتهم أطفال يعانون من سوء التغذية بسبب المجاعة المنتشرة لا سيما شمال القطاع.
من جانبه قال المواطن خليل ابو عواد (36 عاماً) من جباليا أن ابنه (ثلاثة أعوام) لا يزال يتردد إلى المستشفى لتلقي العلاج من الجفاف وسوء التغذية، مشيراً إلى أن ابنه فقد من وزنه نحو الثلث لكنه يكافح من أجل البقاء، بحسب وصف الأطباء له.
وتوقع ابو عواد في حديث هاتفي لـ”الأيام” ان ابنه قد يتوفى في أي وقت وسيحسبه مع الشهداء بسبب انه يكافح المرض الناجم عن سوء التغذية في ظل العدوان والحصار.
وقال مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان في بيان صحافي أن علامات سوء التغذية واضحة على المواطنين، لا سيما الذين يصلون المستشفى اثر معاناتهم من أمراض قد تكون بسبب عدم تناولهم الطعام بشكل كاف منذ عدة شهور.
ويعاني شمال القطاع من مجاعة حقيقية نتيجة قيام قوات الاحتلال بمنع دخول المساعدات والمنتجات الغذائية، فيما يعاني جميع السكان من صعوبة في الحصول على الغذاء فضلاً عن الشح الشديد في امدادات الماء والدواء والوقود.
واعتبرت مصادر طبية ان بعض الأمراض التي تصيب المواطنين شمال القطاع ناجمة أيضاَ عن شرب مياه ملوثة وغير صحية.
ورأت هذه المصادر أن حالات سوء التغذية والتلوث المؤدية للوفاة والمرض لا تقتصر على شمال القطاع بل يوجد حالات وفاة للأسباب ذاتها جنوب القطاع.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن الآلاف من سكان القطاع يتعرضون إلى مستوى كارثي من الجوع وظروف شبيهة بالمجاعة.