غزة /أكد سياسيون فلسطينيون أن الأجواء الإيجابية التي تحيط بملف المصالحة خلال الفترة الأخيرة، يجب أن تترجم على أرض الواقع ولا تقتصر على التطمينات والمواقف السياسية والإعلامية، معتبرين أن حديث رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل “مطمئن ومبشر إلى حد كبير”.
وأكد السياسيون في أحاديث منفصلة مع “القدس دوت كوم” “أن المصالحة باتت على الأبواب، والمؤشرات في هذا الاتجاه ايجابية، إذ أن هناك خطاب تصالحي منذ أسبوعين أو أكثر ومشعل بالامس كرر هذا الخطاب”.
وشدد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر على ضرورة أن تنعكس الأجواء الإيجابية على أرض الواقع، وأن تتحول الى خطوات عملية ملموسة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، باعتبارها السبيل الوحيد لاستعادة وحدة شعبنا في مواجهة المخاطر والتحديات الاسرائيلية والاستيطان والقتل وفق تقديره.
وقال: “هذه الاجواء الايجابية التي تعززت في قطاع غزة بحضور القيادات الفلسطينية يجب تستثمر، ومطلوب من القيادات الفلسطينية أن تبدأ في التنفيذ الأمين لاتفاق المصالحة الموقع من الجميع”.
وأضاف: “إنجاز هذا الاتفاق بخطوات ملموسة من شأنه أن يوحد شعبنا في مواجهة الاحتلال ويعزز صموده، ومن شأنه أن يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في ضوء ما تحقق من انتصار دبلوماسي سياسي وانتصار غزة والاعتراف بفلسطين”.
وطالب مزهر الفرقاء بإعلاء كافة المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات الحزبية، بالذهاب فورا لتطبيق اتفاق المصالحة، معتبراً استمرار الوضع الراهن بمثابة “كارثة على الشعب الفلسطيني”، حتى يكون الجميع على قدر كبير من المسئولية الاخلاقية والوطنية.
بدوره أوضح صالح ناصر عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن “الأجواء إيجابية تجاه المصالحة، لكن الأهم هو ترجمة ذلك عمليا ووضع اليات محددة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة”.
وقال: “نحن شعبب تحت الاحتلال والوحدة طريق النصر، مضى ما مضى من وقت خسرنا فيه كثيرا، والجميع استفاد من هذه التجربة، وعلينا أن ننفذ ما اتفقنا عليه، لنتصدى لإجراءات العدو ضد شعبنا”.
من جانبه جدد القيادي في حركة فتح يحيى رباح استعداد حركته للتنفيذ الفوري لما جاء في اتفاقي القاهرة والدوحة للمصالحة، “فحركة فتح تفعل كل ماتستطيع من أجل ان نتقدم الى الأمام في موضوع المصالحة، خصوصاً وأن الشعب الفلسطيني أرسل رسالة واحدة بأنه لن يكون إلا شعب واحد” على حد قوله.
وأشار إلى أن الضفة الغربية والقدس انتفضت وقت العدوان تضامناً مع أهل غزة الصامدين،لافتاً إلى أن الجميع في انتظار دعوة الرئيس محمود عباس للهيئة القيادية للفصائل، للبدأ في تنفيذ بنود المصالحة.
وأبدى رباح تفاؤلاً كبيراً تجاه تنفيذ اتفاقي المصالحة، التي أصبحت “وشيكة” حسب تقديره، مؤكداً أهمية توحيد كافة هذه الجهود في المرحلة المقبلة ولمواجهة الاحتلال بقيادة واحدة للشعب الفلسطيني”.
واستبعد زيارة الرئيس عباس إلى قطاع غزة في المرحلة الرهنة، مشيراً إلى أن الزيارة ستكون بعد توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية وتشيكل حكومة التوافق وإنهاء الانقسام بصورة كاملة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أكد أكثر من مرة على طي صفحة الانقسام والتوجه إلى مصالحة حقيقية. ودعا خلال جولاته في قطاع غزة التي بدأها قبل ثلاثة أيام إلى توحيد صفوف الفلسطينيين وتجاوز المرحلة السابقة، للتفرغ لمشروع تحرير فلسطين.
القدس دوت كوم.