غزة – الحياة الثقافية – سامي أبو عون- رواية أخاط حروفها من طين القدس ولون الانتظار من باب العمود ومن تشابك الميقات وطرز ثوب البقاء من بياض السنين وفصل حزام الأين من كحل الحالمات ورسم شمس اليقين من جغرافيا الأكيد ثم الحركة اللولبية من وإلى
ثم أخذ من شوارع الألم حكايات تحكى للتاريخ ومن ضيق المكان نسج مدى ليكون الاتساع للغد الذي يرى بسمات الناطرين ، ومن القهر بنى فكرة الوعى وطهى الكلمات من دموع نبتت في مقابر الوداع وأوجد عنوان الرواية من واقع المعايشة وحتمية الوصول إلى الفجر الضحوك
عجن الكلمات من عقود القهر وبهرها من عزيمة العزم الذي لا يلين طالما هناك الأرض الحبلى التي تلد أملاً برجالها وهي هوية وعقيدة للأجيال الأتية من جوف الأرض
هو السؤال العالق في طريق الألم ليبقى فناراً لتصويب الرؤية من خلال البوصلة الممدودة عبر الأزمان وحتمية الرياح الآتية من كل صوب وحدب
هنا الحس المعرفي والصورة المعيشية والحوار المأخوذ من تراكم المشهد اليومي والحاصل من دوران الشمس على استبيان التأكيد الأممي لهذا الشعب المعطاة فقام بهندسة سردية مليئة بأكشن المرابط فوق جمر السؤال ونهل من كل بيت حرف ومن كل حارة كلمة وفي كل قصة شهيد حتى فاض القلم وتمرد على الورق وسجل من هنا وهناك حكاية شعب التحف التواصل و اتك على حواف الأمل
الجدبة لقد غرس في كل زوايا النفس أمل اللقاء والاطمئنان كما زرع في طريق السلاك أدوات الكشف الازلي وشكل رؤية من أفواه الأطفال والبس الجرح الغائر دفء السؤال الغائب عن الإجابة
ثم قال ما الذي يحدث لكم
ما الذي يحدث لي
ما الذي يحدث يا قدس
فقامت القدس ولبت النداء وشحنت الهمم وشرعت السيف وهو بمثابة باب الأمل من كل حكاية ودمعة وفراق ورحيل وهجرة حيث المجهول
إذن هو السيف الباقي في خاصرة الظلم
عندها قالت القدس لي سيف وباب
ولي العمود والتاريخ والغد والمستقبل ولي الشمس الآتية من عظام الشهداء الذين أحبوا القدس ولم يكتبوا على الباب قصيدة انتصار
فالقدس سجلت على العمود قصيدة انتظار وانتصار ، فالسيف باقي ما دامت الحياة والقدس فنار حتى فجر النهايات والشعب سياج الوليد ليوم قريب
الفرج آت والسيف قادر والشعب حاضر والأمل ميعاد وشتاء الخير في قلوب الأهل عنوان
نقول شكرا للكاتب هشام الجدبة على هذا الإنجاز الواقعي في حياة الشعب الصابر على الابتلاء والذي حقق من خلال هذا الإنجاز ضوء على مساحة معتمة الكشف لعدة أمور في يوميات الناس
فالكاتب الجدبة عالج الكثير من الوجع الحاصل من نتيجة الأسباب
ثم أوجد خلطة الرواية من طين القدس ومن حكاية وطن وشعب .