واشنطن /في خطاب علني نادر أمام “مجلس العلاقات الخارجية” المرموق في واشنطن امس الثلاثاء قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) جون برينان إن “الرئيس السوري بشار الأسد يشعر على الارجح بالثقة الآن وأن نظامه سيخرج من الأزمة وسيستمر في أعقاب إنجازات الجيش السوري الأخيرة ونتيجة الاقتتال الداخلي بين مجموعات المتمردين الإسلاميين الذي يحاربونه”.
يذكر أن برينان أمضى معظم حياته المهنية في “سي.آي.إيه” باستثناء تسلمه ملف “مكافحة الإرهاب” في البيت الأبيض تحت رئاسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بين آب (اغسطس) 2004 و آب 2005 وكوزير “الأمن القومي” بين كانون الثاني (يناير) 2009 وكانون الثاني 2013، أي فترة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأولى، بما يعطيه نظرة بانورامية ثاقبة لكافة أسرار الدولة الأميركية. وقال برينان ان الجيش السوري اثبت أنه مرن وقادر على تجاوز المحن أكثر من توقعات العديد من الخبراء.
وقال برينان في رده على سؤال من الحاضرين “إن سوريا تحتفظ بجيش حقيقي يمتلك ترسانة كبيرة وحديثة من الأسلحة التقليدية والقوة النارية، يمكن النظام من الاستمرار من السيطرة وأن الجيش السوري استفاد كثيراً من سنوات التدريب والإعداد الروسي”.
وأشار برينان إلى أنه في الوقت الذي يمتلك فيه بعض المتمردين الإسلاميين قدرات مهنية عسكرية “إلا أن الاقتتال في ما بينهم أصابهم ببالغ الأذى، مما مكن الأسد الوقوف مشاهداً لتناحرهم الذي يخدم مصلحته”.
وحول الوضع الميداني في الأراضي السورية عبر برينان عن قلق ألـ “سي.آي.إيه” من ان سوريا “أصبحت مغناطيساً للإرهاب يجذب المتطرفين والإرهابيين والجهاديين من كل مكان، وأن ذلك (موضوع جذب الحرب السورية للإرهابيين) يحظى بالاهتمام الأول في أحاديثنا مع نظرائنا في المنطقة للحصول على مساعدتهم في مكافحة ذلك”.
إلا أن برينان قال “إن استمرار الأسد في السلطة هو الذي يجذب الإرهابيين إلى سوريا”.
وفي إطار رده على سؤال بخصوص العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية التي يستعد الرئيس الأميركي أوباما لزيارتها قال برينان: “إنها في أفضل وضع اذ نشترك في الأهداف الإستراتيجية ونتبادل المعلومات الاستخبارية”، مقراً بوجود خلافات بين البلدين بخصوص إيران وسوريا والعراق.
وكانت القدس قد نشرت الشهر الماضي معلومات حصلت عليها من مصادر موثوقة “إن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عبرت للقيادات السعودية (الملك عبد الله) عن استيائها من تصرفات الأمير بندر بن سلطان وتعامله مع الوضع في سوريا بشكل أدى إلى استشراء المجموعات المتطرفة في الأراضي السورية، وبشكل فتت قوى المتمردين السوريين وعقد عملية محاربة الأسد بشكل فعال، وأن مدير الوكالة نفسه، جون برينان نقل هذه المعلومات إلى الملك عبد الله” وهو ما أدى إلى عزل الأمير بندر من موقعه في رئاسة الاستخبارات السعودية، بحسب المصدر.
يشار إلى أن برينان ألقى كلمته أمام “مجلس العلاقات الخارجية” وسط جدل حول قضيتين تقضان مضاجع الـ “سي.آي.إيه”، الاولى ما يجري في أوكرانيا، الذي أثار حفيظة الكونغرس الأميركي الذي اتهم “سي.آي.إيه” بالتغيب عما كان يعد له الروس (من خطط لغزو القرم) والثانية، ما اتهمته به شخصياً، وما اتهمت به “سي.آي.إيه” السيناتور دايان فاينشتاين الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، رئيسة “لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ” بأن الوكالة “قامت بالتجسس على مجلس الشيوخ ومجلس النواب” وهو ما نفاه برينان قائلاً “إن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة”.
وأقر برينان أن الولايات المتحدة والشعب الأميركي سيضطران لمواجهة الإرهاب لسنوات طويلة قادمة.
القدس دوت كوم-سعيد عريقات