غزة – عيسى سعد الله – “الأيام الالكترونية”: رغم عدم اكتمال بناء وإعادة تأهيل الاستراحات والمرافق البحرية الصيفية الا ان شاطئ البحر بقي المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني مواطن يعيشون في قطاع غزة في ظروف غاية في القسوة والصعوبة.
ومع تفجر العديد من الازمات خلال الأسابيع الأخيرة زاد اقبال المواطنين على ارتياد الشاطئ الذي يعاني هو الاخر من الإهمال الذي انعكس على منظره الجمالي.
ومع ارتفاع درجات حرارة الجو وتفجر العديد من الازمات في القطاع غص شاطئ البحر الممتد على مسافة 45 كيلو متر بعشرات الاف المواطنين حتى ساعات متأخرة من الليل.
ودفعت ازمة انقطاع التيار الكهربائي شبه المتواصل التي تضرب القطاع منذ عشرين يوماً المواطنين الى التبكير في التصييف وقضاء وقتاً أطول على شاطئ البحر الذي يتعرض للتلوث بسبب تدفق مياه المجاري من محطات الضخ.
ولم تأبه الكثير من العائلات بقرب الامتحانات النهائية لابنائها وارتأت قضاء وقت طويل على شاطئ البحر هرباً من جحيم الظلماء والأجواء الحارة التي تزداد قسوة وشدة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كما هو الحال مع المواطن سمير نبهان ويسكن جباليا والذي اصطحب عائلته إلى شاطئ البحر رغم عدم جهوزيته.
وقال نبهان ان تراجع ساعات توفر التيار الكهربائي في اليوم الى اقل من ثلاث ساعات أجبره على مغادرة منطقة سكناه برفقة العديد من العائلات الأخرى التي تواجه نفس المشكلة.
وافترش نبهان وعائلته شاطئ البحر الذي يفتقد الخيام والمظلات والانارة والنظافة الكافية وشرعوا بتناول طعام الغداء برفقة عائلته أخرى انضمت اليهم.
ويرى نبهان بالشاطئ بالمتنفس الاجباري لهم رغم عدم تأهيله بالشكل المطلوب لاستقبال المواطنين.
وقلل نبهان من أهمية قرب الامتحانات النهائية لابنائه الطلبة الذين يعانون حالة نفسية سيئة بسبب انقطاع التيار الكهربائي والضوضاء التي يحدثها لعب الأطفال والبلبلة التي يحدثها تواجد الكبار في الشارع وتبادلهم لاطراف الحديث باصوات مرتفعة بالقرب من نوافذ المنزل.
وغلب الطابع العائلي على رحلات المتواجدين على الشاطئ، حيث توافدت أفواج كبيرة الى الشاطئ الذي غص ايضاَ بالباعة الجائلين الذين استغلوا الحركة النشطة للمواطنين المستجمين.
وبررت مرام عبد الهادي التي جاءت برفقة ست صديقات الى شاطئ البحر قضائها لأوقات طويلة على الشاطئ برغبتها البحث عن مكان تجد فيه الراحة النفسية التي تبعدها عن مرارة التواجد في المنازل المحرومة من التيار الكهربائي طيلة اليوم.
وقالت عبد الهادي في منتصف العشرينات من عمرها إن الأجواء الحارة قست عليها ولم تعد تحتملها في ظل عدم قدرتها على تشغيل المراوح ولذا اختارت وصديقاتها التوجه الى شاطئ البحر والاستمتاع بالسير على الكورنيش المقابل له على شاطئ جباليا.
ويلاحظ تواجد مجموعات كثيرة للشباب الذين يكتفون باصطحاب النرجيلة وتدخينها مع ترديد بعض الأغنيات.
ويقول الشاب هاني سليم الذي جلس برفقة ثمانية من أصدقائه يتراقصون على انغام احدى الأغاني الشعبية انه لا يوجد امامهم أي خيار غير التواجد على شاطئ البحر الذي بقي المكان الوحيد المقبول للكل رغم كل الماخذ عليه من نظام ونظافة.
وأضاف سليم أن الحياة لم تعد تطاق في المناطق السكنية ليس بسبب ازمة الكهرباء فحسب ولكن لكثرة المشتكين والمتذمرين من الوضع الاقتصادي والمادي والاجتماعي.
ويعتقد سليم ان العام الحالي سيحطم كل الأرقام القياسية من حيث نسبة وأعداد الوافدين الى شاطئ البحر بسبب الازمات المتعددة التي تعصف بالقطاع والمتوقع تضاعفها خلال المرحلة المقبلة.
وتبنت معظم بلديات القطاع المطلة على شاطئ البحر هذا العام استراتيجية جديدة للتعامل مع موسم الصيف حيث قررت ترك مساحات واسعة من الشاطئ دون تلزيمها لاستراحات ومرافق سياحية ووضعها تحت تصرف المواطنين العاديين الذين لا يرغبون ولا يقدرون مادياً على دفع مقابل الخدمات التي تقدمها الاستراحات والتي كانت تسيطر حتى السنة الماضية على الغالبية العظمى من شاطئ البحر وتجبر المستجمين على دفع بل ايجار خيمة او طاولة.
شاطئ البحر متنفس الغزيين الوحيد رغم عدم اكتمال تأهيله

Leave a comment