طالما تغنَّينا بالمرأة الشامية ، حسنها وجمالها وحبها وكمالها الروحي والجسدي ، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الفولكلور الشعبي ، ناهيك عن الطبق الشامي الذي يحوي أشهى المأكولات الشرقية بثمن بخس من الجنيهات ، عوضًا عن الروح الطافحة بالغنى الإنساني وطيبة النفس والاشتهاء. غير ان منظومة الخصيان ، من الزعامات العربية ، تأبى لهذا البلد الصامد والمقاوم ان يبقى كذلك.
فقد اغتالت يد الغدر غسان كنفاني وناجي العلي. وأبو جهاد وأبو إياد وعصام السرطاوي وآخرهم شكري بلعيد التونسي – هذه المنظومة والجوقة الببغاوية التي تردِّد ما يخطط لها في البيت الأبيض من تصريحات واستراتيجيات وإغراءات بالمال والثراء.
الشرق الأوسط مهد الإنسان الأول ومنبع حضارته. والذي درجت عليه حضارات وديانات وثروات طبيعية يبقى موقع الحسد والطمع والنفوذ ، لما يتمتع به من منافذ إلى الشرق الأقصى ، وحقول النفط والغاز والمعادن ، وكلها مسخّرة لمصالح الغرب الذي يرى في هذا الشرق الحبيب مرتعًا ومرعى للخراف.
ان ما يحدث في سوريا حربٌ شعواء تشترك فيها قوى الظلام العالمية وعلى رأسها قطَر والسعودية وإسرائيل وأمريكا وتركيا وهذه القوى اتحدت جميعًا (لضَعفها) لإفشال الدولة السورية وما تتمتع به من علمانية بعيدًا عن ارتداء العباءة الأمريكية وإتباع سياسة الخنوع.
بدع شيطانية
المفارقات ان هيلري كلينتون أطلقت عبارة الربيع العربي معبِّرة عمَّا يدور في شرقنا الحبيب من ظهور فطريات فئوية ودينية وشعائرية مثل النهضة ، وهبة الإسلام ، والصحوة ، والتكفير والسلفية وغيرها من البدع الشيطانية ، التي تموَّل من قوى ظلام متعددة لإفشال المشروع الوطني والديمقراطي في المشرق العربي. العناية الإلهية تحرر الشعوب ؟! المجد الإلهي يُصنّع العالم العربي ؟! انتظار الجنة والجحيم؟!
هذه البضاعة كسدت أيها السادة أمام الجوع العربي والمهانة والذل .. وربما تفلحون في غارة وجولة وصولة هنا وهناك ، ولكن رياح التنوير هبَّت لكي تحدث التغيير وخلع الاجترار والنمطية والتبعية. إن “دينكم” الحقيقي هو دورلاركم بعدما تحجّر الدمع على أطفال العراق وسوريا في عيونكم.
تشرتشل وحماة الديار
بينما كانت الطائرات النازية تقصف لندن في الحرب العالمية الثانية ، حيث استعملت أنفاق التراموايات ( القطارات الكهربائية التي تسير تحت الارض ) ملاجئ للانجليز ، كان تشرشل يصرح ويقول : ” ليس الخوف من تلك الطائرات إنَّما الخوف من تلك الدجاجة الحمراء التي يجب القضاء عليها قبل ان تُفقّس “.
وكان يعني الاتحاد السوفييتي آنذاك الذي صَدَّ النازية وله الفضل الأكبر في إنقاذ أوروبا من هذا الشر المستطير.
زعماء أنظمة شرقنا يخافون من النور كالخفافيش ، يعقدون الصفقات ، يبيعون ويشترون – كما باعوا فلسطين – تتقدمهم الورود عوضًا عن نسائهم وقيانهم وساقية خمورهم ، اما المشهد الدرامي فيتمثل عندما تقف هيلري وسطهم لالتقاط صورة تذكارية..
كاتبة فلسطينية من حيفا