غزة – وكالات: باتت أزمة شح الوَقود في قطاع غزة تنعكس على كل مفاصل الحياة، حتى اختفت حركة المركبات في الشوارع تقريبا لكن القطاع الصحي كان أكثر القطاعات تضررا، الأمر الذي أدى إلى “إيقاف العديد من الأقسام داخل ما تبقى من المستشفيات العاملة في القطاع.
وفي هذا الإطار، حذرت مصادر طبية، من تداعيات استمرار أزمة الوقود على المرافق الصحية القليلة العاملة في قطاع غزة، في ظل إجراءات تقشفية اضطرت إلى تنفيذها بفعل شح الكميات الواردة إلى القطاع.
وقالت المصادر الطبية: “نحذر مجدداً من استمرار أزمة الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات الأ,كسجين وثلاجات حفظ الأدوية في كل المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في قطاع غزة”.
وأضافت: “يتم اتباع إجراءات تقشفية قاسية أمام سياسة التقطير في توريد كميات قليلة جداً من الوقود”، مشيرة إلى “إيقاف العديد من الأقسام داخل ما تبقّى من المستشفيات العاملة في القطاع جراء الأزمة”.
يذكر أن 15 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة تعمل، وجميعها تعمل جزئياً، وتواجه نقصاً حاداً في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، ما يجعل العاملين بمجال الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح.
واستشهد نحو 500 كادر في القطاع الصحي، وأصيب المئات، واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 310 آخرين، ودمّرت 130 مركبة إسعاف، خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ 9 أشهر.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن حجم الإمدادات الطبية التي تدخل غزة غير كافٍ لاستدامة الاستجابة الصحية، وأن جميع عمليات الإجلاء الطبي خارج غزة لا تزال متوقفة.
ورغم تأكيدات المنظمات الأممية والحقوقية الدولية أن استهداف المستشفيات والمنظومة الصحية هو مخالفة واضحة لمبادئ ومعايير القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي تكفل حماية خاصة للمستشفيات والمراكز الصحية وقت نشوب النزاعات المسلحة والحروب، وأن استهدافها يشكل جريمة ضد الإنسانية وترقى إلى جريمة حرب، إلا أن الاحتلال يواصل استهدافه للمستشفيات والبنية التحتية الصحية في قطاع غزة، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية.
وتتحكّم سلطات الاحتلال بكل ما يدخل إلى قطاع غزة الذي يعاني منذ اندلاع العدوان من نقص حاد في الوقود الضروري لتشغيل مولدات المستشفيات والمخابز ووحدات تحلية المياه في غزّة.