شعبان حلم العودة يبدأ بالوحدة الوطنية وإغلاق ملف الانقسام الأسود
* شعبنا وصل إلى مرحلة “القرف” مما يسمى بالحوار
* المصالح الفصائلية هي التي أعاقت عبر مسيرتنا الطويلة أي عمل وحدوي
* لم أكن أتصور أن غزة جميلة بهذا الشكل
* من المبكر الوصول للسلام والحكومة الإسرائيلية غير جاهزة لأي تسوية
* مصلحتنا في مصر قوية وموحدة بغض النظر عن الرئيس
* المقاومة الشعبية والحراك السياسي والدبلوماسي هي الأنسب للمرحلة الحالية
غزة- خاص بـ”البيادر السياسي” حاوره/ محمد المدهون
لا تزال قضية الانقسام الفلسطيني تشغل بال الكثير من الفلسطينيين ، خاصة من ذاق مرارة وويلات هذا الانقسام ، فكلما اقتربت المصالحة الوطنية إلى النضوج ، سرعان ما تبرز خلافات وعقبات جديدة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، وكأن الأمور لم تعد ناضجة بعد لإنهاء الانقسام المدمر الذي يُجمع الجميع على خطورته وضرورة إنهائه في أرع وقت ممكن.. ” البيادر السياسي ” استضافت في هذا العدد أمين سر اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، مسؤولها في الخارج الرفيق سلطان شعبان الذي زار غزة للمرة الأولى منذ عدة عقود ، حيث تحدث حول هذه الزيارة والمشاعر المفعمة بالألم والأمل التي عايشها حينما حطت قدماه أرض الوطن ، كما تناول اللقاء ما آلت إليه الأمور على صعيد المصالحة والوضع السياسي الراهنة والعديد من الملفات الأخرى.
هذا وفيما يلي نص اللقاء.
انفعالات وأحاسيس
* كيف تصف لنا اللحظات الأولى عندما حطت قدماك أرض الوطن بعد غياب طويل؟
– في الحقيقة منذ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية وعودة رفاقنا من المنافي والشتات ، لم يسمح لي الاحتلال بالعودة أسوةً بالزملاء الذين عادوا ، حيث حاولنا في أكثر من مناسبة ، بما فيها خلال جلسة المجلس الوطني الذي عقد في أرض الوطن عام 1996، إلا أنه دون جدوى ، وكنت من ضمن آخر ثلاثة تم رفضهم وهم “أنا وأبو اللطف والشهيد أبو علي مصطفى” ، لكن بقي حلم العودة إلى هذا الوطن الذي حلمنا بتحريره قائمة ، وعندما سمحت الظروف للعودة ، وعندما حطت قدماي أرض الوطن ، قلت لرفاقي لا أستطيع أن أعبر عما يجيش في خاطري .. كانت هناك انفعالات وأحاسيس ، فأنا موجود في جزء من فلسطين ، أنا على أرض فلسطين.. على جزء من أرضنا التي كنا نحلم أن نقيم دولتنا كاملة السيادة عليها ، كما كنت سعيداً أن أعود إلى هذا الجزء من الوطن لأطلع على معاناة شعبنا في ظل الحصار الخانق ، فعندما استقبلنا الرفاق على المعبر، وذهبنا إلى مقابر الشهداء ، وخاصة الرفيق الشهيد المؤسس نبيل قبلاني قلت لهم عندما دخلت شعرت أنني في السجن الكبير.. الاحتلال أولاً وثانياً وثالثاً يتحمل مسؤولية هذا الحصار وهذه المعاناة ، ولكننا أيضاً نتحمل هذه المسؤولية من خلال الانقسام ، وإذا أردنا حقيقة أن نحافظ على كرامة شعبنا وأهلنا ، ونكمل حلمهم في هذا الوطن ، علينا أن ننهي هذا الانقسام ، فالمشاعر عديدة عندما دخلت إلى أرض الوطن ، وأيضاً المشاعر مؤلمة عندما انتهى برنامجي في الزيارة ، ولكن آمل ألا تكون الزيارة الأولى والأخيرة ، وأن أعود إلى غزة مرة أخرى.
* ما هو هدف زيارتكم لغزة؟
– حقيقة عنوان هذه الزيارة كان الالتقاء برفاقنا والاطلاع على أوضاعهم.
* هل يعني أنها زيارة تنظيمية فقط؟
– نعم هي زيارة تنظيمية 100% ، ولكن خلال هذه الزيارة التقينا بالإخوة والفصائل ، وكان هناك لقاء خاص وثنائي مع الإخوة في قيادة حركة حماس .. لم أكن أتصور أن غزة جميلة بهذا الشكل ، لكننا نستطيع أن تكون أجمل بوحدتنا الوطنية ومساهمتنا في بنائها وتطويرها.
لقاءات عابرة
* هل بذلتم جهوداً خلال وجودكم في غزة مع الفصائل الأخرى من أجل دفع عجلة المصالحة للأمام؟
– خلال لقاءاتنا مع الفصائل لم نتناول أي حديث حول هذا الموضوع ، وكانت لقاءات عابرة ، أما في لقائنا مع الإخوة في حركة حماس فقد تحدثنا ووضعناهم في صورة الأوضاع خارج الوطن في الشتات وقضية اللاجئين ، وتحدثنا أيضاً عن معاناة شعبنا في ظل الحصار، وأيضاً أين وصلنا في الحوار، فقد شاركت في كافة جلسات الحوار الوطني في القاهرة منذ عام 2003، وتطرقنا إلى كيفية إغلاق هذا الملف.. كان لإخوتنا في حركة حماس وجهة نظر طرحوها ، وأنهم قدموا تنازلات كثيرة من أجل إنهاء الانقسام ، ولكن كلما قدموا تنازلاً يُطلب منهم تنازلاً آخر ويطالبونهم بالأكثر، لكننا تمنينا عليهم وقلنا لهم أننا نحمل لهم رسالة من أهلهم وشعبهم في مخيمات الشتات أن حلم العودة يبدأ بالوحدة الوطنية ، وإغلاق هذا الملف الأسود في التاريخ الفلسطيني.
* هل تحدثتم مع حركة فتح في هذا الموضوع؟
– نحن نتحدث بشكل دائم في اللقاءات في هذا الموضوع ، لكن في هذه الزيارة لم نتحدث ، ودوماً نقول للجميع بأنه إذا قدم تنازل هنا أو هناك، فهذا ليس من ضعف ، وإنما قوة.
والسؤال هو كيف يمكن أن نخرج من هذه الأزمة وأن ننجز المصالحة ، لأن شعبنا وصل إلى مرحلة “القرف” مما يسمى بالحوار، فعندما كنا نعود إلى سوريا من حوارات القاهرة نضع الفصائل التي لم تشارك في صورة الأوضاع ، وكان الوجهاء في المخيمات يطلبون لقاءات لنضعهم في آخر ما توصلت إليه الحوارات وما تخللها ، لكن في آخر حوارات الناس لم تطلب لقاءات لأنهم سئموا الحوارات.
* بماذا تعزون ما وصلت إليه الحوارات من مراوحة في المكان دون تقدم ملموس؟
– للأسف المصالح الفصائلية هي التي أعاقت عبر مسيرتنا الطويلة أي عمل وحدوي في السياحة الفلسطينية ، فضلاً عن التدخلات الخارجية ، فأول من وضع حجر العثرة في وجه أي مصالحة هم الأمريكان والأوروبيون ، عندما هددوا الأخ الرئيس أبو مازن بقطع المساعدات ، وأنه إذا استمرت المساعدات ، ستكون فقط للأجهزة الأمنية ، فكان رد القيادة ” نحن لسنا جيش أنطوان لحد أو سعد حداد ” ، ونحن لسنا أمناً لنحمي حدود إسرائيل ، وإذا أردتم أن توقفوا المساعدات أوقفوها ، وهذا سيف سيبقى مسلطاً على رقابنا إذا لم نستطع أن نطور إمكانياتنا الذاتية.
* ماذا تقصدون بتطوير الإمكانيات الذاتية؟
– عندما تكون سلطة واحدة ، فلن يكون الهدر والمصاريف بنفس القدر، ونستطيع أن نحل مشكلة 180 ألف موظف في الضفة والقطاع ، فللأسف نحن سلطة لدينا موظفون أكثر من أي دول أخرى ، وفاتورة الرواتب أعلى فاتورة.. إذا أردنا أن نبني دولة ومؤسسات دولة سنقف أمام كل هذه المساوئ.
الحكومة التوافقية
* بالرغم من الاتفاق الأخير بين فتح وحماس ، وما تم من تداول للأسماء لتولي الحكومة التوافقية إلا أن العجلة لا تزال تدور مكانها.. ما هو تفسيركم لما يجري؟
– الرئيس أبو مازن قبل تولي رئاسة الحكومة التوافقية مكرهاً ، وقالها بكل صراحة أنا لا أريد رئاسة الوزراء ، وأيضاً رد الأخ خالد مشعل وفي نفس الجلسة ” الله يكون في عون الأخ أبو مازن على هذه المسؤولية “. وطالب الأخ أبو مازن أولاً وقبل كل شيء أن يسمح للجنة الانتخابات دخول القطاع واستلام مقراتها وتبدأ بعملها.. هذه الحكومة لها مهمات مؤقتة إعمار غزة والتحضير للانتخابات.
* ومن يضمن نزاهة الانتخابات القادمة في ظل وجود سيطرة أجهزة أمنية مختلفة على الضفة والقطاع وعدم وجود أجهزة أمنية حيادية؟
– إذا كانت هناك نوايا طيبة بإنهاء الانقسام ستكون هناك نزاهة ، وكذلك هناك لجان رقابة دولية تراقب كل الانتخابات بشفافية ، لكن نحن الأساس يجب أن يكون هناك قرار وإرادة بإنهاء هذا الملف ، والصندوق هو الحكم.
* هل تلمسون إرادة حقيقية لدى كل الأطراف لإنهاء هذا الانقسام؟
– مازالت هناك عقبات.. الحكومة وإعلانها كان من المقرر أن يكون في العشرين من الشهر الجاري ، وسمعنا من أحد الإخوة في حركة فتح في عمان أنه تم الاتفاق على أسماء وزراء الحكومة ، وأنه لا يوجد أي أحد منهم يتبع أي فصيل ، المهم أن يكون اللقاء بين الرئيس ومشعل في العشرين من يوينو/ حزيران ، وتداركوا أن هذا الموعد سيكون لإعلان نتائج الانتخابات المصرية ، فتم إرجاؤه للسابع والعشرين من الشهر نفسه.. البعض يشكك بأنه لن يعلن شيء في هذا التاريخ.. لا أريد أن أكون متشائماً ، لكني اعتقد بأن البعض سيؤجل انتظاراً لنتائج الانتخابات المصرية ، وربما الأمريكية.
* إلى متى سنبقى ننتظر نتائج الانتخابات هنا وهناك؟
– لأن التطورات الإقليمية والدولية لها تأثير كبير على قضيتنا ، فقد انتظرنا طويلاً نتائج الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية وحتى الفرنسية ، ولكن الأكثر تأثيراً هو نتائج الانتخابات المصرية.
* أين تكمن مصلحتنا كفلسطينيين؟
– مصلحتنا في مصر قوية وموحدة بغض النظر عن الرئيس ، فهو خيار الشعب في النهاية ، أما أن تفقد مصر دورها المركزي فهذه هي الخسارة الأولى لشعبنا.. بصراحة تحدثنا مع الإخوة المصريين أنه لم نتصور أن تعود مصر إلى دورها خلال خمس سنين ، ولكن يقولون أنه ممكن خلال عامين ونحن نأمل ذلك .
* هل تتوقعون مستقبلاً أفضل لمصر؟
– أي رئيس لمصر ستكون لديه ملفات طويلة وقصص عالقة منذ سنوات ، سواءً أزمة البطالة أو الإسكان أو الغلاء وغيرها ، هذه عناوين كبيرة وتحتاج تعاون من الجميع.. مصر لديها إمكانيات كبيرة، لكن أين هذه الإمكانيات ؟ ففي ظل الفساد هناك الكثير من الإمكانيات تصرف في غير مكانها، وإهدار الثروات الوطنية.. الشعب المصري هو شعب مبدع يمتلك الطاقات والتطوير، لكن يجب أن تعرف كيف أن تدير هذه الطاقات.
العملية السلمية
* على الصعيد السياسي.. لا تزال عملية السلام تراوح مكانها جراء التعنت الإسرائيلي وسياسة الاستيطان وتهويد القدس .. ما هي قراءتكم لمستقبل العملية السياسية في ظل هذا الواقع؟
– القيادة الفلسطينية تعلن دائماً أنها متمسكة بالسلام ، لكن هناك أسس للعودة إلى المفاوضات ، أولها وقف الاستيطان بشكل تام، وجدول زمني للمفاوضات ، ومرجعية لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.. عندما طلب عربياً ودولياً من القيادة الفلسطينية المشاركة في اللقاءات الاستكشافية استجابت القيادة وتمت خمسة لقاءات لم يقدم خلالها الإسرائيليون أي شيء.. الوفد الفلسطيني ذهب إلى هذه المفاوضات وقدم ورقة من أول لقاء حول الموقف الفلسطيني من الأمن والحدود ، وفي اللقاء الثالث قال الإسرائيليون أنهم سيقدمون حسن نوايا ، من خلال إطلاق سراح عشرين أسيراً وتخفيف بعض الحواجز والسماح بمناطق صناعية في المنطقة “سي”..!، هذه ليست حسن نوايا ، الأساس هو إعادة السلطة إلى المناطق “بي” وإطلاق سراح ألف أسير حسب ما تم من اتفاق بين الرئيس أبو مازن وأولمرت ، وكذلك وقف المداهمات والاعتقالات ووقف الاستيطان وتوسيع المستوطنات تحت حجج النمو الطبيعي ، ووقف مصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية، هذا أساس العودة إلى المفاوضات.
* على مدار عشرين عاماً لم تحقق هذه المفاوضات أي شي.. ما هو جدوى الاستمرار في المفاوضات إذاً؟
– الإسرائيليون ، وهذه الحكومة بالتحديد غير جاهزة لأي تسوية ، لا أريد أن أستعمل تعبير “سلام” لأنه من المبكر الوصول للسلام ، كذلك المتغيرات الدولية غير جاهزة للضغط على الاحتلال ، لا الرباعية الدولية ولا الأمريكان ثم الوضع العربي ، ففي ظل الانهيارات العربية لا توجد حاضنة للشعب الفلسطيني والسلطة ومنظمة التحرير لتدعم الموقف الفلسطيني ، وبالعكس العرب في بعض الأحيان قد يكونون عامل ضغط علينا للذهاب إلى المفاوضات ، فعندما ذهب الرئيس أبو مازن إلى نيويورك في أيلول من العام الماضي كانت بضغط من العرب ، حينها قال لهم الرئيس لديّ كل الخيارات.
خيار المفاوضات
* ولكن الرئيس دوماً يقول خيارنا المفاوضات.. المفاوضات.. المفاوضات.. ولا يتحدث عن خيار آخر. هل تتفقون معه في هذا الخيار؟
– نحن كتنظيم “جبهة النضال الشعبي” انطلق من داخل الأرض المحتلة عام 1967 ، مارسنا الكفاح المسلح وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى ، وهذا يؤكد إيماننا بالكفاح المسلح ، لكن عند العودة إلى داخل الوطن وبدأنا عملية البناء ، قلنا أن هناك بعض العمليات تسئ لشعبنا ومشروعنا في بناء سلطة ، وفي حوارات القاهرة قلنا مجرم من لا يتصدى للاستيطان والمستوطنين ، ومجرم من لا يتصدى في المستقبل للجيش الإسرائيلي عندما يدخل مناطق السلطة ، ولكن لا يجوز لأحد أن يأخذ قرار الحرب والسلم لوحده ، عندما نأخذ قرار المقاومة يجب أن يكون لدينا إستراتيجية للمقاومة ، وعندما نأخذ قرار المفاوضات يجب أن تكون هناك إستراتيجية ومرجعية للمفاوضات ، ولا يحق لتنظيم أن يفاوض لوحده في غياب شركائه ، ولا يحق لفصيل أن يأخذ لوحده قرار الحرب والسلم.. الآن نحن مع المقاومة الشعبية ، سواءً باستقبال المتضامنين أو بتصعيد العمل اليومي ضد الاستيطان والمستوطنين والجدار، أو في تصعيد الحملة الإعلامية والسياسية ، فإسرائيل تخشى المقاومة السلمية، والدليل ما قامت به من إجراءات بحق المتضامنين في المطارات ، لذلك نريد أن يعود الزخم الشعبي والحراك الشعبي للمقاومة السلمية ، وأن تكون كما كانت في الانتفاضة الأولى التي أوصلتنا إلى قيام السلطة الوطنية..
* هل تقصدون أننا بالمقاومة الشعبية حققنا أكثر مما حققناه بالكفاح المسلح؟
– في مرحلة من المراحل نعم ، وخاصة في الانتفاضة الأولى ، أما الآن فأين مقومات المقاومة ؟.. في السابق كنا نمارس المقاومة المسلحة في خارج الوطن وداخله ، لكن الآن هل نملك الإمكانيات التي من الممكن أن تؤدي إلى الإخلال بموازين القوى بينا وبين المحتل ؟.. إذاً نحن هنا ننتحر.. نحن مع جميع أشكال المقاومة وعدم إسقاط أي خيار من خيارتنا ، لكن كل مرحلة لها شكل معين من المقاومة ، والآن المقاومة الشعبية والحراك السياسي والدبلوماسي هي الأنسب للمرحلة الحالية.
* ما هي الرسالة التي تحملونها من أرض الوطن إلى الخارج ؟
– في البداية أحمل رسالة من أهلنا وشعبنا في مخيمات اللجوء والشتات إلى هذا الجزء العزيز من أرض الوطن نقول لهم فيها “إن أهلكم في مخيمات اللجوء والشتات متمسكون بحقوقهم التاريخية والطبيعية، وخاصة حقهم في العودة إلى أرض الوطن”، أما رسالتي التي أحملها من أرض الوطن إلى أهلنا في الشتات “نحن صامدون وسنبقى نقاوم ولن يكسر الاحتلال إرادة صمودنا ، وسنبقى نناضل في وجه كل من يريد استمرار الانقسام وتقسيم الوطن ، يكفي الاحتلال قسّم الوطن، ونقول لأهلكم في الخارج نحن في انتظاركم لنبني معاً هذه الدولة”.
نقلا عن مجلة ” البيادر السياسي “