الايام – عيسى سعد الله:فـرّ آلاف النازحين، ظهر أمس، من مراكز الإيواء في محافظتَي غزة والشمال، بعد قصف طائرات الاحتلال مدرسة مصطفى حافظ في حيّ الرمال بمدينة غزة، وتدمير أجزاء منها وقتل وإصابة العشرات من النازحين.
ولم يعرف الكثير من هؤلاء النازحين وجهتهم المقبلة في ظل انعدام الخيارات أمامهم، بعد تجدد القصف واستهدافات الاحتلال للمراكز بعد نحو عشرة أيام على ضرب آخر مركز.
وشوهد آلاف النازحين يفترشون الأرصفة ومخازن المنازل والعمارات المدمرة لحين العثور على مراكز إيواء أخرى، كما هو الحال مع عائلة المواطن فادي حمد الذي نجا وعائلته من الموت بأعجوبة بعد قصف مدرسة مصطفى حافظ التي يسكنها منذ أشهر.
وقال حمد لـ”الأيام”: إنه لن يعود مرة أخرى للسكن في المدارس أو مراكز الإيواء بعد تجدد القصف واستهدافات الاحتلال لها، واستشهاد العديد من النازحين.
وانشغل حمد في تهدئة روع ومخاوف أبنائه بعد قصف الاحتلال للمدرسة، قبل ذهابه للبحث عن مكان آخر لا يتجمع فيه الكثير من النازحين.
ويفضل حمد، في الأربعينيات من عمره، السكن في منزل مدمر جزئياً في أي منطقة بمدينة غزة على السكن في مراكز الإيواء، بعد أن باتت هدفاً دائماً للاحتلال.
فيما لجأت أُسر أخرى إلى أحد الأبراج المدمرة جزئياً في شارع الوحدة إلى حين العثور على مكان آخر تؤوي إليه.
وبدأت هذه الأسر رحلة نزوح جديدة لا تخلو من عذابات تأسيس الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، في مقدمتها استحقاق توفير الماء والطاقة وغيرها، كما ذكر المواطن هشام حمدان.
وانشغل حمدان في البحث عن مصادر المياه في المنطقة لتوفيرها بالحد الأدنى لأسرته وأكثر من عشر أسر أخرى لجأت إلى البناية.
وأوضح حمدان أنه خرج من مدرسة مصطفى حافظ بعد أن دمر الاحتلال أجزاء واسعة منها، وقتل وجرح عدداً كبيراً من النازحين فيها، مبيناً أنه لن يعود مرة أخرى إلى المدارس بعد أن تعرض أكثر من مركز إيواء لجأ إليه للقصف، منذ رحلة تشرده ونزوحه في تشرين الثاني الماضي.
كما خرج نازحون آخرون من مدارس أخرى لم يطلها القصف حتى الآن، وذلك خشية لقصفها بعد تصاعد حدة القصف الإسرائيلي بشكل عام لمنطقة شمال غزة. وبرر هؤلاء ذلك بخشيتهم من قصف مراكزهم بعد قصف الاحتلال أكثر من عشرين مركزاً خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
ولفت هؤلاء، في أحاديث منفصلة مع “الأيام”، إلى أن مراكز الإيواء أصبحت مراكز للموت والقتل والعذاب ولم تعد صالحة للحياة إطلاقاً.
وقالت المواطنة سماهر زايد: إنها وأسرتها وجميع النازحين يعيشون منذ فترة في قلق وتوتر دائمَين على ضوء الاستهدافات الإسرائيلية القاتلة للمدارس، وكان آخرها مدرسة مصطفى حافظ، وقبلها مدرسة التابعين التي ارتكبت خلالها قوات الاحتلال مجزرة فظيعة بحق النازحين استشهد خلالها أكثر من 120 مواطناً، عدا مئات الإصابات والإعاقات الخطيرة.
وأكدت زايد أنها لا تريد أن ترى أبناءها أو أحباءها أشلاء متناثرة على الجدران وفي ساحة مراكز الإيواء، كما حصل في مدرستَي مصطفى حافظ والتابعين.