رام الله – دنيا الوطن /كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، تفاصيل اللحظات الأخيرة، التي أدت لعودة الهدنة في قطاع غزة، وفق تفاهمات 2014، بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، إن إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي الليلة عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار لم يكن صحيحاً، حيث إنهم قد هدفوا من هذا الإعلان لإيصال رسالة مفادها بأن هناك تعادل بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وإظهار بأنهم قد حققوا ردعاً متبادلاً، وأن الجيش قد اضطر لتغيير قواعد اللعبة نتيجة الصواريخ التي أطلقوها على بلدات النقب الغربي.
وأوضحت الصحيفة، أن هناك مصلحة مصرية كبيرة لمنع التصعيد في قطاع غزة، وذلك لعدة عوامل منها حرب مصر ضد تنظيم الدولة في سيناء في ظل ملاحقة حماس لعناصر التنظيم في غزة، ومنعهم من التهرب إلى سيناء للانضمام للتنظيم هناك، إضافة إلى أن مصر تهدف من ذلك الإثبات للجميع بأن لها تأثير كبير على القطاع لتعزيز مكانتها في العالم العربي والمجتمع الدولي.
وحسب الصحيفة، فقد أبلغت حماس، المخابرات المصرية في حوالي الساعة الواحدة ليلاً بأنهم على استعداد لوقف أحادي الجانب لإطلاق الصواريخ.
وأضافت: “من منطلق السياسة الإسرائيلية بأن الهدوء سيقابل بالهدوء، فقد أبلغت مصر إسرائيل بذلك، وحينها أمر الجيش الإسرائيلي باستئناف الدراسة والحياة الطبيعية في بلدات الغلاف، كما أن إطلاق الصواريخ الذي حدث بعد الساعة الواحدة ليلا كان من قبل المنظمات الفلسطينية الصغيرة الخارجة عن الصف الفلسطيني”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التقدم في التنسيق والمباحثات بين مصر والفصائل الفلسطينية في غزة، هو نتيجة ثمرة مخطط للجيش الإسرائيلي كان قد تبناه الكابنيت السياسي الأمني، حيث إنه وفقاً لهذا المخطط فإن أي إطلاق نار تجاه إسرائيل سيقابل بردود عسكرية من قبل سلاح الجو والبر والبحرية الإسرائيلي، بحيث يتم إلحاق أضرار جسيمة بحماس والجهاد الإسلامي، ولكن على مراحل.
ووفقاً للمخطط، توصل الجيش الإسرائيلي لنتيجة بأنه يجب أن يحافظ في حربه ضد التنظيمات الفلسطينية على قدرة الرد العسكري التدريجي، وذلك لكي لا يضطر للدخول في عملية عسكرية موسعة داخل القطاع نتيجة جولات تبادل النيران، كالتي حصلت يوم أمس الثلاثاء.
وأضافت الصحيفة، أن القيادة السياسية الإسرائيلية على قناعة أيضاً بعدم وجود ما تبحث عنه في قطاع غزة، كما أنها لا ترغب في السيطرة على القطاع، وتحمل مسؤولية 2 مليون مواطن، ولكن القيادة الإسرائيلية اتخذت قراراً بأنه إذا ما اضطر الجيش الإسرائيلي لدخول قطاع غزة فإن ذلك لن يمر إلا بالقضاء على حكم حماس في غزة، وذلك بالرغم من عدم وجود بديل مناسب لحماس في الوقت الحالي بالنسبة لإسرائيل، وذلك في ظل تملص الجميع من تحمل مسؤولية القطاع