غزة – وكالة قدس نت للأنباء /كشف مصدر سياسي فلسطيني مطلع، أن الرئيس محمود عباس(أبو مازن) اتفق مع الملك الأردني على مواجهة المخططات الأمريكية الرامية لطرح “صفقة القرن” في القمة العربية المقبلة المقررة في السعودية، وذلك من خلال العمل على تبنيها قرارات تؤكد على رفض نقل أي سفارات لدول أجنبية إلى مدينة القدس، وترفض أي مشاريع تأتي على حساب القضية الفلسطينية.
ونقلت صحيفة ” القدس العربي” اللندنية عن المصدر المطلع، أن “الرئيس الفلسطيني والملك الأردني يدركان خطورة الوضع المقبل، خاصة مع قرب حلول يوم 15 مايو/ أيار المقبل المحدد لنقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة، والمتوقع أن يترافق مع طرح خطة “صفقة القرن” الأمريكية، التي جرى الكشف مسبقا أنها تستثني ملفي القدس واللاجئين من المفاوضات، ولا تعطي حدودا واضحة لدولة فلسطين، وتنص على إقامة كيان متقطع الأوصال، أشبه بـ “حكم ذاتي موسع”.
وأكد المصدر أنه خلافا لما جرى ترويجه خلال الأيام الماضية، عن وجود توجه لدى الإدارة الأمريكية بتأجيل إعلان الصفقة، وكذلك تأجيل موعد نقل السفارة إلى القدس، من خلال إعادة بحث الملفين من جديد، لتهيئتهم بما يتلاءم من الطرفين، فإن القيادتين الفلسطينية والأردنية لم يصلهما أي من هذا الطرح.
واستعدادا للمرحلة المقبلة خاصة في ظل “المفاجآت السياسية” التي اعتادت الإدارة الأمريكية على تقديمها، وبدأت بقرارات ضد القدس واللاجئين عبر تقليص دعم “الأونروا”، جرى بشكل معمق بحث تنسيق الخطوات الفلسطينية الأردنية، بين الرئيس عباس والملك عبد الله في القمة الأخيرة التي عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة عمان.حسب الصحيفة
وتقول المصادر إن الطرفين يصران على رفض المقترحات الأمريكية، حيث جرى تأكيد ذلك خلال قمة الأخيرة، وإنهما رغم “الضغوط” الممارسة عليهما من عدة جهات، يدركان أنه لا يمكن تمرير أي مخطط بدون موافقتهما عليه، كونهما الجهتين المشرفتين على إدارة المناطق الفلسطينية (السلطة الفلسطينية)، والمقدسات الإسلامية في القدس (المملكة الأردنية).
ويدور الحديث عن بحث قمة الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني، أيضا، آخر ما وصل من مقترحات أمريكية سربتها واشنطن لبعض حلفائها، بخصوص ما يعرف بـ”صفقة القرن”، حيث لم تختلف هذه التسريبات الجديدة عن الخطة عما وصل للقيادتين في وقت سابق، وهو أمر كشف عنه الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حين قال إن المقترحات الأمريكية تنص على إقامة عاصمة في أبو ديس، وعن دولة منزوعة السلاح.
كما جرى البحث بشكل تفصيلي في توقعات الطرفين لخطوات من المحتمل أن تتخذها الإدارة الأمريكية، بشأن ملفات فلسطينية بعيدا عن القيادة السياسية، كما حدث أخيرا في البيت الأبيض، حين دعا المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، عددا من المسؤولين الدوليين والعرب، لبحث أزمة غزة، وهو ما اعتبره الكثيرون مقدمة لطرح “صفقة العصر”، ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة فيه، وقالت إنه يندرج في إطار إقامة دولة في غزة.
وحسب “القدس العربي” فأن قمة (عباس ـ عبد الله الثاني)، تمخضت عن اتفاق على طرح الملف الفلسطيني بقوة على طاولة “قمة الرياض” المقبلة، وأن يكون الملف في صدر الملفات المطروحة عربيا، بعد ان تراجع لصالح ملفات عربية أخرى، والعمل كذلك على تعزيز قرارات القمة الأخيرة التي عقدت في منطقة البحر الميت في الأردن.
وإضافة إلى ذلك جرى الاتفاق على ضرورة قيام ممثلي السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية، في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي تسبق عقد القمة، بطرح البنود الخاصة بالتصدي للمخططات الأمريكية الجديدة، وتضمينها في البيان الختامي للقمة، وجعلها “محل تنفيذ”، وذلك بهدف قطع الطريق أمام أي عمليات اختراق أمريكية للموقف العربي.
وسيجري في هذا الخصوص طرح “المبادرة الفلسطينية للسلام” التي أعلنها الرئيس عباس في خطابه الأخير في مجلس الأمن الشهر الماضي، من أجل اعتمادها رسميا من قيل الزعماء العرب، لتكون إلى جانب مبادرة السلام العربية، خاصة وأن المبادرة الفلسطينية جاءت بعد كشف مخططات الإدارة الأمريكية، وتحمل “أفكارا عملية” لإنهاء الصراع، وتقطع الطريق أمام خطط واشنطن الرامية لإسقاط ملفات القدس واللاجئين من المفاوضات، إضافة إلى عملها على إقامة كيان فلسطيني لا يرتقي لمستوى دولة.
وتنص المبادرة الفلسطينية، على عقد مؤتمر دولي مع حلول منتصف العام الحالي، تنبثق عنه مرجعية متعددة الأطراف دولية تعمل على تفعيل المفاوضات ضمن ووفق أسس الشرعية الدولية، وامتناع أي طرف عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب، بالإضافة الى اعتماد مبادرة السلام العربية كأساس للعملية التفاوضية بما يشمل الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، والعمل على منع أي دولة أخرى من أن تحذو حذو أمريكا فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس ونقل سفارتها اليها.
ومن المقرر أن يستمر التفاهم والتشاور بين الطرفين الفلسطيني والأردني، وعلى أعلى المستويات خلال الأيام المقبلة، من أجل تنسيق المواقف بشكل أكبر قبل القمة في السعودية التي ستعقد على الأرجح الشهر المقبل، من أجل الخروج بقرارات ملزمة وقوية تناسب المرحلة المقبلة، خاصة وأن الجانب الفلسطيني عبر في وقت سابق عن حالة عدم الرضا من الموقف العربي على مدار الأعوام الماضية