عشرات الشهداء والجرحى و المساجد” ضمن “بنك الأهداف” الاسرائيلية وانقطاع الكهرباء عن اجزاء واسعة من القطاع
– نتنياهو يصر على مواصلة “حرب الابادة” ويؤكد: لا هدف يتمتع بالحصانة!
– الفصائل تواصل اطلاق الصواريخ وتهدد بقصف “مطار بن غوريون” والسياح يلغون حجوزاتهم باسرائيل
– مواجهات بالضفة ومسيرات داخل الخط الأخضر والعالم تنديدا بالعدوان .. وصواريخ من جنوب لبنان على اسرائيل
محافظات – تل أبيب – عواصم -وكالات- واصلت قوات الاحتلال أمس حرب الابادة على قطاع غزة ورفضت جهود التهدئة ولوحت بحرب برية ووسعت من “بنك اهدافها” الذي طال أمس المساجد وخطوط الكهرباء اضافة الى الأطفال والمنازل.
في غضون ذلك اصيب عشرات المواطنين في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة انطلقت تضامنا مع غزة فيما عمت المسيرات المنددة بالعدوان مختلف دول العالم.
وقالت مصادر طبية ان عدد الشهداء وصل الى أكثر من 110 مواطنين اضافة الى اصابة أكثر من 800 بجروح مختلفة منذ حرب الابادة الثلاثاء الماضي.
فقد استهدفت طائرة احتلالية منزل عائلة عياد جنوب دير البلح ما ادى الى استشهاد الشابين رامي أبو مساعد (23 عاما) ومحمد السميري (24 عاما). وكانت طائرات الاحتلال استهدفت صباح أمس سيارة تابعة لبلدية البريج بمحافظة الوسطى حيث استشهد اثنان من الموظفين هما مازن مصطفى أصلان (51 عاما), وشهرمان أبو الكاس (30 عاما) والطفلة شهد القريناوي خمسة أعوام.
وعثرت طواقم الإنقاذ أمس على جثمان الشهيد عبد الحليم عبد المعطي عشرة (54 سنة)، تحت انقاض منزل استهدفه القصف في دير البلح.
كما استشهد المواطن عبد الله أبو محروق، متأثرا بجروح أصيب بها مساء أمس في القصف الذي طال مدينة دير البلح.
كما استشهد الشاب أنس رزق أبو الكاس (30 عاما) الذي يعمل طبيبا في مستشفى الوفاء للمسنين، في قصف شقته الواقعة في برج تل الهوا غرب مدينة غزة.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس استشهد 6 مواطنين على الأقل جميعهم من المدنيين العزل، في قصف مدفعي وصاروخي إسرائيلي طال مخيم يبنا وحي النهضة على الشريط الحدودي مع مصر.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد المواطن عدنان سالم الأشهب (40 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها جنوب مدينة غزة.
وأصيب نحو 20 مواطنا غالبيتهم من كبار السن، وجميعهم من المدنيين في مسجد دار السلام بحي الزيتون شرق غزة. ووفق شهود عيان فإن صاروخا من طائرة إف 16 سقط بمحاذاة حمامات المسجد ما أدى إلى وقوع هذه الاصابات. وتضرر المسجد نتيجة تطاير شبابيكه ووصول الشظايا إلى جدرانه.
وادى القصف الاسرائيلي المدفعي الشديد شرق حي الشجاعية الى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من مدينة غزة، مساء أمس. وقال جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة في شركة الكهرباء ان أهم خطين للكهرباء قادمين من اسرائيل وهما خط القبة والشعت اصيبا بأضرار.
وأشار الدردساوي الى ان القصف الاسرائيلي اصاب الخط المصري المغذي لمدينة رفح للمرة الثالثة خلال اليومين الماضيين.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة ما ادى الى اصابة العشرات بجروح فيما تمكن الشبان من احراق برج قلنديا العسكري.
نتنياهو يهدد!
وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس انه لن يستجيب للضغوط الدولية لوقف حرب الابادة على قطاع غزة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده في مبنى وزارة الجيش في تل أبيب “لن يمنعنا أي ضغط دولي من ضرب الارهابيين الذين يهاجموننا” حسب تعبيره.
واضاف “لقد اجريت محادثة جيدة جدا مع الرئيس (الأميركي باراك) اوباما وقادة اخرين اكدوا جميعا انهم يفهمون حاجتنا الى التحرك”. وتابع “ان الولايات المتحدة تبقى مستعدة لتسهيل وقف المعارك، وبينها العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2012”. وقال نتنياهو إن إسرائيل قصفت أكثر من ألف هدف في قطاع غزة وإنه “لا تزال هناك خطوات أخرى“.
وكان اوباما اعرب الخميس لنتنياهو عن خشيته من تصعيد المواجهة بين اسرائيل وحماس واقترح وساطته للتوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقال البيت الأبيض في بيان ان اوباما اعرب في اتصال هاتفي مع نتنياهو عن “خشيته من خطر تصعيد النزاع وشدد على ضرورة ان تبذل كل الأطراف ما بوسعها لحماية المدنيين واعتماد التهدئة”. وأضاف ان “الولايات المتحدة تبقى مستعدة لتسهيل التوصل الى وقف للعمليات العسكرية، بما في ذلك العودة الى وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2012“.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ان وزير الخارجية جون كيري تحدث الى نظيره المصري لحث مصر على استخدام نفوذها لتهدئة الوضع. وأبلغت ساكي الصحفيين “جزء من مسعى الوزير هو التواصل مع دول في المنطقة بما في ذلك قطر.. وبما في ذلك مصر. أي دولة في المنطقة يمكنها ان تلعب دورا في وضع نهاية لاطلاق الصواريخ من حماس فاننا بالتأكيد سنتواصل معها“.
وكرر رئيس اركان جيش الاحتلال الجنرال بيني غانتس ان “الارهابيين في غزة ارتكبوا خطأ خطيرا عبر مهاجمة سكان اسرائيل” حسب تعبيره، محذرا من ان جيشه “سيوسع تحركه حسب حاجاته وبكل القوات الضرورية”. ويقول جيش الاحتلال انه تمت تعبئة 33 ألف جندي من الاحتياط.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان “حتى الآن لا نزال في المرحلة الاولى: الهجمات الجوية. أتوقع ان نقرر غدا (اليوم) أو بعد غد ( غدا) المرحلة المقبلة“.
صواريخ
واعلن جيش الاحتلال ان حركتي حماس والجهاد الاسلامي اطلقتا أمس أكثر من 110 صواريخ تم اعتراض 25 منها من جانب القبة الحديدية.
وتبنت كتائب القسام اطلاق اربعة صواريخ على مطار بن غوريون، وطلبت من شركات الطيران الأجنبية وقف كافة رحلاتها الى اسرائيل بسبب المخاطر المحدقة بكافة المطارات.
واكد متحدث باسم سلطة الطيران الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان مطار بن غوريون “يعمل كالمعتاد بعد توقف لتسع دقائق” مشيرا الى ان التوقف جرى خلال انطلاق صفارات الانذار وبعدها استأنف عمله كالمعتاد.
ودارت اشتباكات مسلحة بين مقاومين من سرايا القدس مع جنود الاحتلال شرق حي الشجاعية مساء أمس. وقالت السرايا ان اصابات مؤكدة وقعت بصفوف الجنود، حيث وقعت اشتباكات وتم اطلاق الصواريخ عليهم. واضافت السرايا ان قوة اسرائيلية خاصة وقعت في كمين محكم لها.
وكانت سرايا القدس أعلنت عن مسؤوليتها عن اطلاق 5 صواريخ فجر على منطقة تل ابيب مساء أمس اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي لنتنياهو.
كما أعلنت السرايا قصف بئر السبع واوريم بـ 6 صواريخ غراد ونير عوز وكيسوفيم والعين الثالثة ورعيم بـ 18 صاروخا 107.
من جانبها ذكرت اذاعة جيش الاحتلال ان مقاومين اطلقوا صاروخا مضادا للدبابات مساء أمس على قوات الاحتلال قرب ناحل عوز شرق غزة. وقالت الاذاعة ان جنديين اصيبا بجروح وانه تم نقلهما الى المشفى بطائرة هليوكبتر بعد اصابة مركبتهما اصابة مباشرة.
وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس ان “تفجير كتائب القسام للجيب الإسرائيلي شرق غزة هو عنوان لما ستكون عليه الحرب البرية، وغزة لن تكون إلا مقبرة لجنود الاحتلال والقادم أعظم“.
نشاطات مكثفة في الأمم المتحدة
وعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس وبطلب من وفد دولة فلسطين، اجتماعا طارئا لسفراء المجموعة العربية ومجموعة دول حركة عدم الانحياز ومجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي، وذلك ضمن الجهود المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
واحاط المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، الحضور بتفاصيل العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدان على الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقفه فورا، وذلك بعد فشل مجلس الأمن في جلسته الطارئة أمس الأول في تحمل مسؤولياته وفقا لميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وفي اتخاذ موقف لوقف العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي استدعى اعتماد مشروع قرار من قبل المجموعة العربية وتم تبنيه من قبل مجموعة دول منظمة التعاون الاسلامي ومجموعة دول حركة عدم الإنحياز.
واتفقت هذه المجموعات على خطة عمل بتكثيف الاتصالات واللقاءات مع أعضاء مجلس الأمن كي يتحمل المجلس مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا.
وكان الحضور الكبير لسفراء هذه المجموعات لافتا للنظر، وأدلوا ببيانات أدانوا فيها بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه فورا وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والمطالبة بالتحقيق في جريمة خطف وقتل وحرق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، والتأكيد على عدم افلات مرتكبي هذه الجريمة النكراء من المستوطنين الارهابيين من العقاب.
كما أقرت دول عديدة في هذه المجموعات، تقديم مساعدات مادية وطبية وانسانية إلى الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان اسرائيلي وحشي وغاشم.
مصر: جهودنا للتهدئة تواجه “بالتعنت”
وأكدت مصر انها تواجه “تعنتا” في جهود تبذلها منذ ايام لوقف العدوان وأدانت “سياسات القمع والعقاب الجماعي” التي تنتهجها اسرائيل، داعية الأسرة الدولية الى وقف النزاع.
وجاء في بيان للخارجية المصرية “وإذ تؤكد مصر مواصلة اتصالاتها المكثفة بكافة الأطراف المعنية لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء واستئناف العمل باِتفاق الهدنة المبرم في تشرين الثاني 2012، وتعرب عن أسفها لما تواجهه تلك الاتصالات والجهود الجارية منذ عشرة أيام من تعنت وعناد، لا يدفع ثمنه سوى المدنيين الأبرياء ويخدم مصالح بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب الفلسطيني، فإنها تهيب بالأطراف المعنية تحكيم لغة العقل والارتقاء إلى مستوى المسؤولية وعدم تحميل الشعب الفلسطيني بأكمله نتائج تلك السياسات“.
واكد البيان ان “مصر ترفض تماما التصعيد الإسرائيلي غير المسؤول في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية وما يترتب عليه من ازهاق لأرواح المدنيين الابرياء“.
وقال البيان ان استمرار العنف “لا يوفر اي مناخ موات لاستئناف المفاوضات مستقبلا لتسوية القضية بالطرق السلمية، ووفقا للمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة“.
اردوغان يدين “اكاذيب” اسرائيل
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل بانتهاج سياسة مبنية على “الأكاذيب” فيما يتعلق بعمليات قصفها لقطاع غزة. وقال اردوغان الذي كان يتحدث امام انصاره في اسطنبول “تقول (اسرائيل) ان (حماس) تطلق صواريخ. لكن هل قتل أحد؟”، قبل ان يضيف ان “عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم (اسرائيل) بلغ الآن 100. وحياتها (حياة اسرائيل) قائمة على الأكاذيب. انها لا تصدق”. واضاف “لا يمكننا ان ننحاز الى الوحشية”، مؤكدا ان “القضية الفلسطينية هي قضيتنا“.
وكان اردوغان أكد الخميس ان العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها اذا لم توقف الدولة العبرية هجومها الدموي على قطاع غزة. وقال اردوغان “في البداية ستوقفون هذا الاضطهاد. واذا لم يحصل ذلك لن يكون بالامكان تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل“.
مفوضية حقوق الانسان: غارات اسرائيل قد تنتهك قوانين الحرب
وحذرت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الأمم المتحدة من ان اسرائيل بقصفها المنازل في قطاع غزة قد تشكل انتهاكا لقوانين الحرب.
وصرحت المتحدثة رافينا شمدساني في جنيف للصحفيين “تلقينا تقارير مقلقة مفادها ان عددا من الضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال هم نتيجة ضربات طاولت منازل”. واضافت ان “هذه التقارير تثير شكوكا في مدى التزام هذه الضربات للقوانين الانسانية الدولية وللقوانين الدولية حول حقوق الانسان“.
وتنص اتفاقات جنيف على ان استهداف منازل يشكل انتهاكا للقوانين الانسانية الدولية الا اذا كانت هذه المنازل تستخدم لاغراض عسكرية.
وتابعت المتحدثة “حتى لو تم الاعتبار ان منزلا ما يستخدم لاغراض عسكرية، فان اي هجوم يجب ان يكون متكافئا وينبغي اتخاذ تدابير وقائية لحماية المدنيين“.
وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في بيان ان “اسرائيل وحماس والمجموعات المسلحة الفلسطينية سبق ان سلكت هذا النهج في الماضي ولم يؤد سوى الى سقوط قتلى وتدمير وريبة وتمديد مؤلم للنزاع”. واضافت بيلاي “مجددا، يدفع المدنيون ثمن النزاع، ادعو جميع الاطراف الى ان يحترموا بشدة التزاماتهم استنادا الى القوانين الدولية حول حقوق الانسان والقوانين الانسانية الدولية لحماية المدنيين”. وطالبت بعدم استهداف اهداف مدنية وعدم وضع وسائل عسكرية في مناطق ماهولة وعدم شن هجمات من تلك المناطق.
34 منظمة غير حكومية تدعو للتهدئة
ودعت 34 منظمة انسانية دولية في بيان مشترك أمس الى وقف لاطلاق النار والى احترام حقوق الانسان في قطاع غزة. وصدر البيان عن منظمات “عمل لمكافحة الجوع” و”كير” و”سيف ذي تشيلدرن” و”اوكسفام” وثلاثين منظمة غير حكومية اخرى من ايطاليا وسويسرا واليابان تطلب من الفلسطينيين والاسرائيليين ايجاد حل دائم لوضع حد لنزاعهم “لكي يلقى ضحايا هذه المعارك الحماية من اعمال العنف واحترام حقوقهم وحاجياتهم“.
وقالت المنظمات في البيان “في حين يقتل مدنيون في قطاع غزة بسبب الغارات الجوية الاسرائيلية وتتضرر وتدمر المنازل والمدارس وشبكات المياه، وفي حين يستمر اطلاق الصواريخ من قبل الفلسطينيين على اسرائيل، نطلب مجددا وقفا لاطلاق نار“.
الأونروا” تعلن حالة الطوارئ
واعلنت وكالة “الأونروا” أمس حالة الطوارئ في كافة مناطقها الخمس في قطاع غزة، بسبب تصاعد عمليات العنف خلال الأيام القليلة الماضية وبسبب الهجوم الواسع على غزة.
وقالت “الأونروا” في بيان “إنها تعمل على مراقبة الوضع عن كثب وأنها على أهبة الاستعداد لإطلاق استجابة طارئة في حال أصبح ذلك ضروريا. إن الأولوية بالنسبة للوكالة تتمثل في الاستمرار بأداء عملياتها الاعتيادية، ومع ذلك، فلا يزال هنالك حاجة لتمويل عاجل“.
وأشارت الى انه لم يحدث حتى يوم أمس سوى عدد محدود من حالات النزوح ولم يتم رسميا فتح أي ملجأ للطوارئ في هذه المرحلة، إلا أن بعض السكان القريبين لجأوا لمنشآت “الأونروا” بحثا عن الأمن النسبي والمؤقت فيها. كما قام حوالي 180 شخصا باستخدام مدارس “الأونروا” كملاجئ مؤقتة ليلة العاشر من تموز. وقام 45 فلسطينيا باللجوء إلى مدرستين في مدينة غزة فيما لجأ 135 فلسطينيا آخر في ثلاث مدارس في خان يونس.
وأشارت الوكالة الى إن مستويات الاستعداد لديها مرتفعة، إلا أن التاريخ يبين أن المنظمة قادرة على إيواء ما يصل إلى 50000 شخص مشرد من غزة في مدارسها في حال حدوث عدوان بري. ومع ذلك، فإن المنظمة تحتفظ بمؤونة تكفي لأقل من 35000 شخص بسبب شح الموارد المالية “التي لم تسمح لنا بتجديد إمدادات الطوارئ بعد الفيضان المدمر في كانون الأول من العام 2013“.
وقالت “الأونروا” “إنها تخشى كثيرا من أن الاستعدادات لعدوان بري وشيك ستؤدي إلى حدوث عمليات نزوح واسعة النطاق من المناطق القريبة من السياج مع إسرائيل. وقد أثبت التاريخ هذا سيكون له آثار هائلة على المدنيين في غزة، بما في ذلك أضرار كبيرة على المباني والبنية التحتية، علاوة على النزوح والاضطراب الهائل في الاقتصاد“.
وتعرضت ما مجموعه 21 منشأة تابعة “للأونروا” لأضرار منذ يوم الثلاثاء الماضي، وفي الساعات الأربع وعشرين الماضية، تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا لأضرار، واحدة في رفح والأخرى في المنطقة الوسطى كما أصيب مخزن في رفح بأضرار بحسب بيان الوكالة.
وقال البيان “على الرغم من أن عمليات “الأونروا” مستمرة في المناطق الخمسة كافة، إلا أن هنالك حاجة ملحة للتمويل من أجل تغطية عجز المناشدة الطارئة البالغ 22 مليون دولار والذي كانت “الأونروا” قد توقعته أصلا. وحاليا، فإن الاحتياجات التمويلية الأشد إلحاحا تتضمن التمويل من أجل الاستمرار ببرنامج المعونة الغذائية وموارد إضافية لشراء مواد إضافية غير غذائية (1 مليون دولار) ووقود من أجل المنشآت الحيوية (2,5 مليون دولار).
تظاهرة في كفرمندا
وتظاهر نحو 4000 مواطن داخل الخط الأخضر في بلدة كفرمندا احتجاجا على العدوان على قطاع غزة وتعبيرا عن تضامنهم مع شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية.
وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة من لجنة المتابعة العليا العربية داخل الخط الأخضر وشارك فيها اعضاء عرب في الكنيست ورؤساء بلديات ومجالس محلية، وحمل المتظاهرون اعلاما فلسطينية ولافتات تندد بالهجوم على قطاع غزة.
وكانت لجنة المتابعة دعت في بيان لها “الجماهير العربية في اسرائيل الى التظاهر تعبيرا عن الغضب والنداء لوقف العدوان الدموي على الشعب الفلسطيني ونداء العدالة والحرية، وضد الاحتلال وجرائمه وضد عصابات المستوطنين الإرهابية“.
واضاف البيان ان التظاهرة تأتي ايضا “للتأكيد على هويتهم الوطنية وانتمائهم لشعبهم وعلى حقهم بالحياة الحرة في وطنهم وحقهم في الدفاع وحماية أنفسهم في وجه حملات التحريض الدموية.” واعتبر البيان “ان الحراك الشعبي المتواصل والمتصاعد، هو ايضا تعبير عن غضب متراكم على مدار سنين من الاحتلال والنهب والقهر والقتل في الأرض المحتلة عام 1967 وتعبيرا عن غضب على سنين من نهب الارض والتهويد، والتمييز العنصري وسياسة القمع، وملاحقة القيادات السياسية داخل الخط الأخضر“.
وكان من المفروض ان تجري التظاهرة في مدينة الناصرة الا ان رئيس بلديتها علي سلام رفض اجراءها بحجة انه رئيس بلدية جديد ولا يستطيع تحمل مسؤولية آلاف المتظاهرين فيها خشية ان تخرج عن السيطرة حسب تصريحاته الصحفية.
وقال عضو الكنيست محمد بركة “ان هذه التظاهرة هي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني وهي للاحتجاج على جرائم الحرب والعدوان على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي”. واضاف بركة “ان اسرائيل معنية بادخال المجتمع العربي في اسرائيل في مواجهة شاملة لتبرير دعوات نتنياهو، ووزير خارجيته ليبرمان لمبادلة السكان العرب في المفاوضات خصوصا في منطقة المثلث”. وتابع بركة “اثبتنا لهم اليوم ان القيادة هي التي تقود الشارع ولن نقع في فخ مخطط خلط الأوراق“.
السياح يغادرون اسرائيل
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أمس أن أعدادا كبيرة من السياح المتواجدين في إسرائيل طلبوا تقصير زيارتهم بسبب الوضع الأمني، وفي موازاة ذلك قال مسؤولون في الفنادق الإسرائيلية إن الكثيرين من الإسرائيليين الغوا حجوزات في فنادق بأنحاء البلاد.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين في فرع الفنادق قولهم، أمس إن سياحا كانوا يقضون اجازاتهم في جنوب إسرائيل طلبوا الانتقال إلى شمالها، وأن سياحا يقضون اجازاتهم في تل أبيب طلبوا مغادرة إسرائيل كليا.
وقال مدير عام شبكة فنادق “فتائيل”، رؤوفين ألكس، إنه على ضوء سقوط الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة في إسرائيل، فإن “هذا الأمر بدأ بضيف هنا وآخر هناك ثم تزايد ذلك في اليومين الأخيرين”. واضاف “لدينا عدد كبير من إلغاء الحجوزات، سواء من جانب إسرائيليين أو من جانب سياح. وطلب الكثيرون أن يغادروا، لكنهم يواجهون مشكلة لأن جميع الطائرات المغادرة مليئة بالمسافرين، ويصعب حجز مقاعد في الطائرات“.
وقال مسؤول آخر في مجال الفنادق لـ”يديعوت أحرونوت” إن “كافة التوقعات الوردية بشأن عام آخر تسجل فيه السياحة أرقاما قياسية تبددت”. وأوضح أنه “لا يوجد نزوح للسياح بعد، لكن توقف كافة الحجوزات في خارج البلاد لمجموعات كانت ستأتي في أيلول وتشرين الثاني، وكذلك إلغاء حجوزات بدأت بوتيرة عالية في خارج البلاد، تؤكد لنا أننا نتجه إلى فترة ليست هينة أبدا“.
اسرائيل تقصف مناطق في جنوب لبنان ردا على اطلاق صواريخ
وأعلن جيش الاحتلال ان صاروخا اطلق من جنوب لبنان سقط صباح أمس شمال اسرائيل من دون ان يؤدي الى اصابات أو اضرار، مؤكدا قيام مدفعيته بالرد عبر قصف مناطق في جنوب لبنان.
وأكد الجيش اللبناني من جهته ان ثلاثة صواريخ اطلقت من جنوب البلاد، مشيرا الى ان دورياته قامت بتعطيل صاروخين آخرين معدين للاطلاق.
وقالت المتحدثة باسم جيش الاحتلال لوكالة فرانس برس ان الصاروخ سقط في حقل قرب كفر يوفال بين مدينتي المطلة وكريات شمونة.
من جهتها ذكرت الاذاعة العامة ان صاروخي كاتيوشا سقطا في منطقة تقع الى شمال كريات شمونة واصاب احدهما طريقا في وقت لم تكن تعبر أي سيارة، من دون اعطاء تفاصيل حول موقع سقوط الصاروخ الثاني.
واعلن المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر خلال مؤتمر صحفي ان المدفعية الاسرائيلية ردت باطلاق عدد من القذائف على لبنان.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني من جهتها في بيان انه “ما بين الساعة الواحدة فجرا والسادسة صباحا، أقدمت جهة مجهولة على إطلاق ثلاثة صواريخ من منطقة مرجعيون – حاصبيا باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة“.
واشارت الى ان دوريات عسكرية تمكنت على اثر “حملة تفتيش واسعة” من العثور على “منصتي إطلاق صواريخ مع صاروخين مجهزين للإطلاق” قام خبير عسكري بتعطيلهما.
واكد الجيش تعرض “خراج بلدة كفرشوبا (الحدودية) لإطلاق 25 قذيفة مدفعية مصدرها العدو الإسرائيلي من دون الإبلاغ عن إصابات“.
وفي حين اعلنت اسرائيل انها ستفتح تحقيقا في الهجوم، استبعد مسؤولون عسكريون ان يكون المسؤول عنه عدوها اللدود حزب الله، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة والنفوذ الواسع في جنوب لبنان.
وقال ليرنر “سنجري تحقيقا لمعرفة ان كان عملا رمزيا أو تحركا أكثر جدية“.
واعتبر مسؤولون عسكريون تحدثت اليهم الاذاعة ان “لا مصلحة له (حزب الله) على الاطلاق في الدخول في مواجهة مع اسرائيل“.
واضافت الاذاعة “لا بد انها منظمة فلسطينية صغيرة تريد ابداء تضامنها مع حماس التي يهاجمها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
وتكررت في الأعوام الماضية حوادث اطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، في عمليات تبنت بعضها مجموعات متطرفة.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الدولة العبرية تقدمت بشكوى الى قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
واعلنت هذه القوة في بيان بعد ظهر أمس تقلت فرانس برس نسخة منه، انها عززت دورياتها على الحدود بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
ونقل البيان عن قائد اليونيفيل الجنرال باولو سييرا قوله ان اطلاق الصواريخ “يمثل حادثا خطيرا وخرقا لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ويهدف بشكل واضح الى زعزعة الاستقرار في المنطقة“.
ووضع القرار 1701 في آب 2006، حدا لحرب استمرت 33 يوما بين اسرائيل وحزب الله، وادت الى استشهاد نحو 1200 شخص في لبنان غالبيتهم من المدنيين، ومقتل نحو 160 اسرائيليا غالبيتهم من الجنود.
والحادث هو الأول الذي تشهده الحدود منذ 14 آذار الماضي، حينما انفجرت عبوة ناسفة بدورية عسكرية اسرائيلية على الحدود، ما دفع اسرائيل الى الرد بقصف مدفعي على مناطق في جنوب لبنان.
وتبنى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقابلة صحفية في نيسان هذه العملية التي اتت بعد أقل من شهر على قصف الطيران الاسرائيلي موقعا للحزب الحليف لدمشق، على الحدود اللبنانية السورية.
الحياة الجديدة