رام الله/بين 3000 مطالبة تعويض عن الاضرار، وبين مليارات الشواقل تكلفة العدوان، والمصانع المغلقة، وهبوط نسبة المشتريات، والعاب كرة القدم التي انتقلت الى قبرص وانهيار درامي في فرع السياحة، تتواصل عملية “الجرف الصامد” ويستمر تأثيرها على كافة الفروع الاقتصادية في اسرائيل.
وفي هذا السياق، جاء على الموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت احرونوت” ان العدوان على غزة من بداية شهر تموز الماضي تحت مسمى “الجرف الصامد” المستمر – عدا بعض الفترات القصيرة لوقف النار التي اُعلن عنها- يعطي مؤشرات عن الاضرار التي لحقت بجميع مناحي الحياة في اسرائيل من الامن الى الاقتصاد والتعليم والرياضة.
واشارت الصحيفة الى انه من المبكر الاعلان عن احصائية دقيقة للاضرار التي وقعت للفروع المختلفة، او عن كلفتها النهائية لميزانية الدولة (التي ستؤثر على جيب كل اسرائيلي)، ولكن من الممكن النظر الى الخلف ورؤية الاضرار الكبيرة التي وقعت للاقتصاد الاسرائيلي.
واضافت “يديعوت” ان الصناعة كانت اكثر الفروع تضرراً جراء الحرب المستمرة، حيث تعاني هذه المصانع من تباطؤ في النشاط نظراً لغياب الايدي العاملة، ومن نقص معدّل الطلبيات على منتجاتها بالإضافة الى الضرر الذي لحق بالمواد الخام نتيجة التباطؤ في الانتاج، هذا عدا عن الضرر الذي لحق بفرع الزراعة، حيث يُقدّر اتحاد الصناعيين في اسرائيل ان قيمة الخسارة في قطاع الصناعة وصلت الى 1.2 مليار شيكل، وان 40٪ من هذه الاضرار لحق بالمصانع في جنوب اسرائيل.
وبالاضافة الى ذلك، فقد تم لغاية الآن تقديم 2888 طلب تعويض بسبب الاضرار التي لحقت بالسلطات، يُضاف اليها 200 طلب تعويض بسبب الاضرار التي وقعت في الاسبوع الاخير فقط. كما ان مصلحة الضرائب دفعت لغاية الآن 20 مليون شيكل تعويضاً بسب الاضرار المباشرة و21 مليون شيكل كسلفيات للمشغّلين الذين ابلغوا عن اضرار غير مباشرة لحقت بهم.
واضافت الصحيفة ان سوق العقارات في اسرائيل شهد جموداً خلال فترة العدوان.
ووفقا للصحيفة، فقد هبط سوق السيارات ايضاً في شهر تموز بنسبة 15٪ بالمقارنة مع شهر تموز من العام الماضي.
وحسب “يديعوت”، فإنه منذ بداية العدوان تشوّشت حياة الاسرائيليين، وتحديداً سكان غلاف غزة والجنوب. وقالت إنه على الرغم من تزامن العدوان مع الاجازة الصيفية الا ان العديد من النشاطات والفعاليات الترويحية والثقافية بالإضافة الى المخيمات الصيفية تم تجميدها، حيث طال هذا التجميد ايضاً المخيمات الصيفية شمال اسرائيل.
وجاء في الصحيفة ايضاً انه مع اعلان وزارة المعارف عزمها افتتاح العام الدراسي في الاول من الشهر المقبل، فإن ذلك يعني انها ستكون ملزمة بدمج الطلاب من ابناء العائلات التي ترفض العودة الى اماكن سكنها في الجنوب، في مدارس المناطق التي لجأوا اليها مما يعني ذلك من كلفة مالية على الوزراة وترتيبات جديدة للتعامل مع الوضع الجديد الناشئ.
ولم يطال الضرر القطاع التعليمي فقط بل طال كذلك القطاعين الثقافي والتربوي في اسرائيل، بعد ان تم إلغاء العديد من المهرجانات الثقافية والفنية التي كان معد لها على غرار ما حصل في العام الماضي، بالإضافة إلى العديد من البرامج التلفزيونية التي كان من المقرر تصويرها في اسرائيل وتم الغاؤها.
واشارت الصحيفة إلى انه مع تحوّل جميع مناطق اسرائيل الى ساحة حرب، فإن ذلك يعني انهيار السياحة فيها، مع تلقي جميع مناطق السياحة التي تشكّل وجهة للسياح ضربات صاروخية بطريقة او بأخرى. وقد اظهرت المؤشرات هبوطا بنسبة 21٪ بعدد السياح الذي وصلوا اسرائيل في تموز الفائت، و26٪ هبوط عدد القادمين الى مطار بن غوريون. يُضاف الى ذلك هبوط نسبة حجز الغرف في الفنادق الاسرائيلية الذي يشهد زيادة بنسبة 10٪-20٪ عن النسبة المئوية لكل عام في مثل هذا الموسم.
ولم ينج فرع الرياضة من الضرر الذي لحق كافة الفروع في اسرائيل بسبب الخسائر المالية التي لحقت بإتحاد كرة القدم في اعقاب البدء بالعدوان نتيجة الغاء المباريات ووقف بيع بطاقات الدخول بعد ان اضطرت بعض الفرق اجراء مبارياتها على اراض خارجية كقبرص، وبذلك تكون قد فقدت مبيعات التذاكر للجمهور الاسرائيلي الذي كان سيحضر هذه المباريات، بالاضافة الى إرجاء اجراء الدوريين العادي والممتاز في اسرائيل لحين استقرار الاوضاع الامنية.
القدس دوت كوم – ترجمة غسان حلاوة