غزة – خليل الشيخ – “الأيام الالكترونية”: انتشرت ظاهرة عمالة الأطفال في الأسواق مؤخراً على الرغم من بدء العام الدراسي، في محاولة لمساعد أسرهم التي تعاني من الفقر.
وينشط عدد كبير من الأطفال في تقديم خدمات نقل البضائع وبيع الخضروات، رغم مواجهتهم بالكثير من اعتراضات مرتادي السوق.
ومن بين هؤلاء من تركوا مسيرتهم التعليمية، وتحولوا لمعيلين لأسرهم التي تعاني من الفقر.
وكثرت عربات نقل البضائع التي يقف وراءها أطفال، فيما لوحظت أعداد أخرى من الأطفال والفتيان الباحثين عن فرص العمل من خلال بيع حزمات البقدونس والخضار في جنبات السوق، وكذلك العمل خلف بسطات بيع الخضروات.
الوقت ضيق
وغالبية هؤلاء الأطفال يأتون للسوق في الساعات المبكرة قبل دوامهم المدرسي في الفترة المسائية، وآخرون يبدؤون عملهم بعد عودتهم من المدرسة.
قال الطفل ربيع طنبورة (12عاماً) من حي بئر النعجة غرب جباليا، أنه يصل إلى السوق مع ساعات الصباح الباكر، ويعمل بنقل خضروات من وإلى البسطات، مقابل شيقلين لكل مرة، موضحاً أنه قد يعود مع نهاية يوم عمله بنحو (20 شيقلاً).
وأضاف، وفق ما نشر في “الأيام” بعددها الصادر اليوم، إن أسرته فقيرة جداً ولا يستطيع والده توفير احتياجات أشقائه فيقوم هو بمساعدتهم، مشيراً إلى أنه يتوجه لمدرسته قبل بدء الدوام بدقائق قليلة.
وقال الفتى وسام النديم (15 عاماً) إن أحد معارفه وفّر له فرصة عمل في بيع الخضراوات خلف بسطة يمتلكها، موضحاً أنه يتقاضى (10 شواقل) كل يوم، معتبراً أنها فرصة عمل مناسبة له، وفي ظل حاجة أهله.
ويعترف الطفل”النديم” بحاجته للهو، ورغبته الأكيدة في مشاركة أقرانه في ممارسة ألعاب مسلية، لكن ظروف أسرته لا تسمح بذلك كونها تعاني من الفقر.
ويتشارك الشقيقان محمود (11عاماً) ونادر أبو جراد(14عاماً) في عمل خاص بهما وهو بيع بقدونس وأصنافا أخرى من الخضروات في مكان ضيق في سوق “العودة” في مخيم جباليا، موضحين أنهما يكسبان نحو (30 شيقلاً) في اليوم الواحد، وفي أيام الجمع أكثر من ذلك.
قال “نادر”: إنه يشتري الخضروات من أحد التجار ويبيعه عبر عربة صغيرة في جنبات السوق بينما شقيقه “محمود” ينتظر خلف البسطة التي يُعرض عليها أصناف أخرى من الخضروات.
وأضاف أنهما يقضيان ما بين ست إلى ثماني ساعات يومياً في السوق ليعودا لأسرتهما بعشرات الشواقل يومياً، مشيراً إلى أن هذا العمل وفر قوت أسرتهما، في وقت تعاني من حالة الفقر الشديد، حيث لا معيل لها بعد وفاة والده قبل عدة سنوات، وهو ما دفعهما إلى ترك المدرسة.
على الصعيد ذاته لم يقلل بعض المواطنين من حاجة هؤلاء الأطفال للمال بسبب فقر أسرهم، لكنهم عبروا عن تذمرهم من الزيادة الملحوظة للأطفال الذين يعملون على نقل البضائع عبر عربات صغيرة، مسببين مضايقات كبيرة.
قالت المواطنة “أم محمد”، التي تواجدت بالصدفة في سوق “العودة”:”يتكدس هؤلاء الفتية في جنبات السوق ويغلقون الممرات ويصعبون على المشترين التجول بحرية”.
وأوضحت، أنها اشتكت أكثر من مرة من زيادة عددهم، وشدة المضايقات التي يسببونها، ولا أحد يستطيع تقنين عملهم أو حتى تنظيمه، دون أن تقلل من أهمية الخدمات مدفوعة الأجر التي يقدمونها للمشترين في السوق.
وقال عبد الله الشرافي (51عاماً) في حديث خاص، أن زيادة عددهم حتى في غير أيام الإجازات يثير تذمر واستياء المارة والمشترين، ويصعب على المواطنين المرور في جنبات السوق الضيقة.
ويشهد سوق العودة اكتظاظ كبيرا طيلة أيام الأسبوع لزيادة أعداد المواطنين في المخيم والمناطق المجاورة له.
كما تنتشر الظاهرة في أسواق مجاورة كسوق “الشيخ رضوان” وسوق الزاوية في مدينة غزة.
ودفع تذمر المواطنين الشرطة للتنسيق مع بلدية جباليا لتوسيع ممرات السوق ومنع البائعين من التعدي عليها، وتنظيم عمل هؤلاء الأطفال والفتية وتحديد أعمارهم وأسمائهم ومدى حاجتهم للعمل، في محاولة لإعادة تنظيم السوق والتقليل من حالة الازدحام واعتراضات المواطنين.
ظاهرة عمالة الأطفال تتسع في غزة.. رغم بدء العام الدراسي

Leave a comment