كتب هشام ساق الله – يزداد احترامي وتقديري لهذه الجبهة المناضله وقادتها بعد مخالطتي الكبيره والدائمه لعدد من كوادرها وقياداتها المميزين الذي اتابع تصريحاتهم ونضالهم ونلتقي بمناسبات كثيره بان هذه الجبهه لا تستحق الا الاحترام والتقدير والدعم فمواقفها وطنيه وثوريه وهي لا تجامل فيها حتى وان سبحت عكس التيار وكثيرا اشعر بان مواقفها بدعم ومساندة حركة فتح اعمق بكثير من تصريحات قادة فتح انفسهم .
يمارس قادتها قناعاتهم بشكل وطني يجبر كل الفصائل الفلسطينيه على احترام تلك المواقف الوطنيه العاليه ويكونوا في بعض الاحيان يعبروا عن الكل الوطني من خلال تصريحاتهم الجريئه ومواقفهم المبدائيه والتي تساند وتدعم منظمة التحرير الفلسطينيه والسلطه الوطنيه الفلسطينيه ولعل زيارتهم الاخيره لمقر لجنة الانتخابات المركزيه التي اوقفتها حكومة غزه والتي تبعها زيارات لمختلف التنظيمات الفلسطينيه حتى تحذوا حذوها وانتقادها للاعتقالات السياسيه التي تحدث في قطاع غزه .
هذا التنظيم الصغير بعدده والنوعي بافكاره قادته المبدئيين الذين حملوا هم الوطن ويخوضوا معاركه البطوليه سواء بالاضراب عن الطعام داخل السجون وداخل خيام التضامن معه كما حدث بالاضراب الاخير حين خاض المناضل الوطني الكبير محمود الزق ابوالوليد اضرابه مع الاسرى وهو العضو بالمكتب السياسي للجبهه اعلى مرتبه حزبيه تخوض الاضراب بشكل تطوع بين كل الفصائل الفلسطينيه رافضا ان ينوب عنه شاب صغير او مناضل اخر وحتى لا انسى فهناك كوكبه من قيادات الجبهه اعرفهم واخالطهم بشكل دائم يعطونني انطباعا رائعا عن طرح هذا التنظيم الصغير بعدد اعضائه الوطني والمنفتح بطرحه وفهمه الوطني الكبير .
فقد افتتح اعضاء الجبهه احتفالاتهم بالتظاهر ضد جدار الفصل العنصري في بلعين المكان الذي انتصرت فيه المقاومه الشعبيه كاشاره في الاستمرار بنهج المقاومه الشعبيه حتى يتحقق الانتصار ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري .
وأضافت الجبهة في بيانها بمناسبة ذكرى الانطلاقه المباركه إن قرية بلعين شكلت نموذجا للمقاومة الشعبية بصمود أهلها ومقاومتهم السلمية ، ونحيي الشهداء الذين سقطوا في سبيل مقاومة الجدار والاستيطان ، ونؤكد أن شعبنا ماضي في مقاومته المشروعة في سبيل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
وقالت الجبهة أنها تحي ذكرى انطلاقتها من وسط الميدان ضد جدار الفصل العنصري،الذي يؤكد العنصرية والوحشية التي تمارسها حكومة الاحتلال تجاه شعبنا .
واكدت الجبهة على ضرورة تفعيل المقاومة والنضال الجماهيري في مواجهة جدار الفصل العنصري وكافة النشاطات الاستيطانية ومصادرة الأراضي،وأهمية التواجد في مناطق التماس والمواجهة مع الاحتلال ، محذرة من الخطر الذي يحيط بقضيتنا وشعبنا جراء اعتداءات حكومة الاحتلال المتمثلة بمصادرة الأراضي والاستمرار ببناء جدار الفصل العنصري ،داعية إلى انتفاضة شعبية تجاه ما تقوم به حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة .
وأوضحت الجبهة أن اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يحاول فرض رؤيته على أرض الواقع عبر الممارسات العدوانية تجاه شعبنا ،ومواصلة تحديه للمجتمع الدولي ،يتطلب الوحدة الوطنية والضغط الجماهيري والرسمي لإنجاح الحوار الوطني الشامل لمواجهة ما يتعرض له شعبنا وقضيتنا .
ودعت الجبهة ، العالم إلى ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية، بعدم قانونية جدار الفصل العنصري، وان على المجتمع الدولي الاضطلاع بدور بناء وأكثر نشاطا،مضيفة أن قرار المحكمة في التاسع من يوليو عام 2004 يمثل فرصة واضحة للمجتمع الدولي للتحرك باتجاه وقف بناء جدار الفصل العنصري، حيث مادام العالم يسمح لإسرائيل بالعمل كدولة فوق القانون سيبقى السلام وهماً.
تدخل جبهة النضال الفلسطيني بزعامة الأمين العام الرفيق احمد المجدلاني عامها الخامس والأربعين وهي أكثر ثقة وفهم لطبيعة الموقف على الساحة الفلسطيني تمارس قناعتها ودورها النضالي المميز الذي اختطتها لنفسها على درب الشهيد المغفور له سمير غوشه ذلك الفتى المقدسي المثقف الذي لم تتلطخ يديه بأي دم داخلي ولم يزاحم على مغنمه سياسيه والمصلحة الوطنية كانت نصب عينيه طوال الطريق .
هذه الجبهة التي تحمل أفكار يساريه وتحمل مضامين ثوريه لم تتخلى عنها طوال تاريخها النضالي وحافظت على احتفاظها بمبادئها واختارت النوعية المناضلة الملتزمة بمجمل المبادئ الثورية التي نادي فيها قادتها الأوائل ولم تزاحم او تاطر وتحشد وتزيد من حجمها لمجرد أنهم يريدون الكم واللم بل أرادوا النوعية المثقفة المناضلة وكانت بوصلتهم تتجه دائما باتجاه القدس التي انطلقوا من جاراتها وأزقتها .
تأخرت انطلاقتهم بعض الشيء رغم ان قائدهم الأول الدكتور صبحي غوشه هو احد مناضلين القوميين العرب ومعه المجاهد الكبير شيخ الثوار بهجت ابوغربيه الذي التحق بالجبهه عام 1970 وأصبح عضو باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1971 بعد ان أصبحت الجبهة عضوا فيها وكان لهذا الرجل المناضل اهميه كبرى بانضمامه الى صفوف الجبهه فهو رجل يحظى بتاريخ نضالي كبير .
أعلنت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تأسيسها في شهر يوليو/1967 وكان نشاطها مقتصراً على الاحتجاج السلمي وذلك بالاعتصام وتوزيع منشورات وكتابة شعارات على الجدران والتحريض على مقاطعة السلع الإسرائيلية وتعود محدودية ذلك النشاط إلى افتقار الجبهة إلى الأسلحة والأفراد المدربين.
اضطرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بوصفها جماعة محلية ليس لها امتداد تنظيمي في الدول العربية المجاورة إلى الاعتماد على عدد قليل من الأسلحة التي أخذت من مخلفات ميدان القتال في الضفة الغربية كما اقتصر تدريب الأعضاء على تعليمات شفوية في المنازل تتعلق بطرق استعمال الوسائل البدائية مثل قنابل المولوتوف.
تم انتخاب الرفيق سمير غوشه أمينا عاما للجبهة في مؤتمر الجبهة وكانت هذه البداية الجديدة في حياة هذا التنظيم المناضل الذي استمر على رأسها وشغل منصب عضو باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكان أول وزير للعمل في السلطه الفلسطينيه وعينه الشهيد ابوعمار بعد استشهاد القائد فيصل الحسيني مسئول ملف القدس وشارك في كل احداث التاريخ الفلسطيني الطويل كقائد معارض ومؤيد حسب مصلحة الشعب الفلسطيني وحسب رؤية الجبهة الخاصة .
فقد شارك بالانضمام إلى جبهة الرفض الفلسطينية المعارضة لاتفاقيات التسوية ولاتفاقية السلام المصرية الاسرائيليه وشارك بالدفاع عن الثورة في معركتي الليطاني وبيروت وكذلك عارض اتفاقيات أوسلو عام 1993 وعاد مع العائدين الى الوطن وشارك بأول حكومة فلسطينيه من منطق بناء مداميك الدولة الفلسطينية المستقلة .
هذا الرجل المناضل الذي لم يترك الرئيس الشهيد ياسر عرفات في أي ازمه او مشكله حتى ولو كان معارضا لها الا وقاتل وناضل الى جانب الرئيس ابوعمار وحافظ على فكرته ومنطق جبهته الخاص وكيف وحور الفهم حتى يصبح نهجا ومنطقا وطنيا فهذا الأسلوب والنوع من النضال لا يمكن ان يقوم به إلا رجلا واعيا فاهما لطبيعة المرحلة السياسية مستندا الى ثله من المناضلين الذين يمدوه بالأفكار ويصححون النهج ويعملون على إخراج موقف متميز يليق بهذه الكوكبة المناضلة .
كان لي شرف اللقاء والاجتماع مع الرفيق المغفور له سمير غوشه وقد تحدثنا طويلا في عدة مواضيع سياسيه واجتماعيه وتحدثنا يومها عن الجمعيات التعاونية وقد خرجت يومها بانطباع كبير عن ثقافة هذا الرجل الذي سمعت عنه طويلا من خلال حديث دائم ومستمر لم ينقطع مع بداية الثمانينات مع رفيقي وأخي وصديقي عاطف السويركي احد قادة الجبهة في قطاع غزه وعضو لجنتها المركزية وكان لي الشرف واللقاء والتعرف مع المناضل محمود الزق ابوالوليد عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئولها في قطاع غزه الرجل المناضل الذي امضى سنوات في المعتقل وتم تحريره ضمن صفقة عام 1985 الى خارج الوطن ولكنه عاد الى الوطن بعد وصول السلطة متسللا وبدون هويه ورقم وطني تجاوز حدود التنظيم الصغير وحلق في أفاق العمل الوطني الكبير على مستوى القطاع والوطن ونال شرف قيادة الحركة التظاهرية السلمية لمقاومة الجدار الحدودي التي تحاول سلطات الاحتلال الصهيوني فرضه على حدود قطاع غزه الشرقية وقاد المتظاهرين الأجانب وأبناء شعبنا من مختلف التنظيميات الفلسطينية لهذه الساحة من النضال الوطني الفلسطيني وتعرفت على مجموعه من الرفاق وخاصة العاملين بالمجال الإعلامي منهم .
هذا التنظيم الصغير له ثلة من الشهداء والمناضلين الذين سقطوا بمعارك الثورة الفلسطينية منذ انطلاقة الجبهة حتى تاريخنا نورد بعض هؤلاء الأبطال حتى يعرف شعبنا أسمائهم الشهيد خليل سلمان سفيان ابوالحكم والشهيد فايز حمدان الرائد خالد والشهيد نبيل قبلاني ابوحازم وخالد عبد الفتاح العزه والرائد الشهيد مصطفى الزيتاوي والشهيد احمد بنر و الشهيد عيسى صالح غانم والشهيد صلاح قاسم عزت شريم و الشهيد نايف عليان والشهيد جمال ابو شليح والشهيد ابراهيم حمدان والشهيد محمد سويدان والشهيد يوسف هرمز والشهيد هشام زيدان والشهيد منير ايوب والشهيد مصطفى شعبان والشهيد محمد زيدان و الشهيد سعيد حمدان و و الشهيد خالد مرعي و الشهيد حسين اسعد و الشهيد اسماعيل عوده و احمد شقص و الشهيد جمعه السبتي و الشهيد حسن كرديه و الشهيد رزق الرحمان والشهيد على احمد عيسى و الشهيد لطف جرار و الشهيد خليل حجيج و الشهيد سمير طعان رحمهم الله وتقبلهم في عليين وتقبل دمهم الطاهر الذين خطوا بدمائهم الطاهره تاريخ الجبهه عبر عمليات ومعارك ومواقع شاركوا فيها واستشهدوا فيها .
عاشت ذكرى انطلاقتكم المجيدة ودمتم على مبادئكم وأفكاركم ووجهة نظركم الثوريه وتمنياتنا لكم بتحقيق أمالكم العامة والخاصة وإنها لثوره حتى النصر والشهادة .