نيويورك/ من سعيد عريقات- قال الرئيس محمود عباس إنه يأتي إلى الأمم المتحدة بإجماع وتأييد فلسطيني شامل شعبي وسياسي يمثل كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، معربا عن ثقته بعدالة القضية الفلسطينية.
وأوضح عباس خلال لقاء خص به الصحافة، الليلة، أن الجهود الفلسطينية في الأمم المتحدة تأتي في سياقها الطبيعي بعد خوض المفاوضات الطويلة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى حل يرضي طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية في قيام دولته المستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس وأن العالم بأسره يعرف تماماً أطر ومعطيات الطلب الفلسطيني.
واستعرض الرئيس عباس، المراحل الفلسطينية التي سبقت التقدم بطلب العضوية الكاملة في أيلول من العام الماضي، والذي أدرج في ملفات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولم ير النور تحت ثقل التهديد الأمريكي باستخدام الفيتو في مجلس الأمن، كما استعرض الأسابيع الأخيرة قبل قدومه بالطلب الحالي أمام الجمعية العامة لدولة فلسطين كعضو مراقب واصفاً إياها بـ ” لفترة الصعبة حيث تعرضنا لضغوطات جمة من الولايات المتحدة ومن أعلى المستويات استمرت حتى مساء اليوم”، أي عشية التصويت.
ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت صرحت مساء الأربعاء، بأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي وحدها التي يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وذلك عشية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقب، قائلة “قلت مرارا أن الطريق إلى حل الدولتين الذي يلبي تطلعات الفلسطينيين يمر عبر رام الله والقدس وليس عبر نيويورك”، مشددة من جديد على معارضة الولايات المتحدة للطلب الفلسطيني برفع تمثيل فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، ومؤكدة كلام عباس على استمرار الضغوط الأمريكية الكبيرة على الفلسطينيين بشأن ثنيهم عن هذه الخطوة.
وكشف عباس الذي أصر في لقائه أنه صديق لأمريكا ووفيٌ في التعامل معها منذ اليوم الأول وسيظل كذلك، وكشف أن محاولات الضغط الأمريكية شملت أسلوب “أنت جيد ولكن مستشاروك يقدمون المشورة شعب الفلسطيني لك، إلا أنني كنت صريحاً معهم منذ البداية وحتى هذا المساء بأننا نذهب إلى الأمم المتحدة ونعتبر مساعينا فيها خطوة إلى الأمام على طريق تحقيق السلم العادل للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته تحت الاحتلال”.
وفي إطار رده على سؤال وجهته له عن دينامية اليوم التالي بعد التصويت أقر الرئيس محمود عباس بأن هناك من يرى في توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة مجازفة غير محسوبة، قد توقف الدعم الأمريكي والأوروبي، واحتمال وصول حدود إقدام إسرائيل على سحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية والتهديد بالتنصل من كافة الاتفاقيات التي تربط الطرفين وبما يجعل الناس يتساءلون عن دوافع القيادة الفلسطينية لمثل هذه “المجازفة” التي قد تفقدها الكثير من الامتيازات.
وقال الرئىس عباس الذي نبه الصحافة إلى الاستماع الجيد لخطابه أمام الجمعية العامة بعد ساعات قليلة، وتفضيله لعدم قول الكثير واستباق خطابه “في اليوم التالي سنكون قد طوينا صفحة إن نذهب للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل حسب الشرعية الدولية؛ كدولة تحت الاحتلال مثل ما كانت عليه النرويج وهولندا وإيطاليا فرنسا أبان الحرب العالمية الثانية”.
ولدى سؤاله ماذا يعني ذلك شرح الرئيس “يعني ذلك أنه بعد التصويت مباشرة ينطبق علينا بنود مؤتمر جنيف الرابع”، موضحا “يعني أن الأراضي المحتلة عام 67 هي أراضي محتلة وليست مناطق متنازع عليها كما تدعي إسرائيل، وأن الشعب الفلسطيني أصبح دولةً تحت الاحتلال”، مؤكدا أن “الدولة الفلسطينية لن تستعدي أحداً وأنها ستكرس كل جهودها للعيش بالسلام من أجل توفير الكرامة الوطنية للفلسطينيين”.
ويجدر بالذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا يخشون من ملاحقة الفلسطينيين للإسرائيليين كمجرمي حرب ومقاضاتهم في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي في هولندا نتيجة التصويت في الأمم المتحدة عصر الخميس والمتوقع أن يمر بسهولة حيث يحظى الفلسطينيون بأغلبية كبيرة بين الدول الأعضاء أل193. .
وحول استعدادات السلطة الفلسطينية لاستيعاب تداعيات العضوية كدولة مراقب بالأمم المتحدة خاصة ما ذكر عن نية الولايات المتحدة قطع المعونات المالية التي توفرها للسلطة الفلسطينية بما فيها ألـ 450 مليون دولار الأمريكية التي أركنها الكونجرس الأمريكي رهن الحجز “ريثما يثوب الفلسطينيون إلى رشدهم والعدول عن هذه الخطوة الحمقاء” بحسب قول عضو الكونجرس عن ولاية تكساس الجمهورية كيت غرينجر من لجنة تخصيص المساعدات، بين عباس “قالوا لنا عن احتمال قطع المساعدات المالية الأمريكية بالكامل وقد تلحقها المساعدات الأوروبية، فقلنا لهم نأسف لسماع ذلك ونأمل أن يفي العرب بتعهداتهم تعويض خسارة الدعم الأمريكي والغربي المالية”.
وقال الرئيس محمود عباس في معرض رده على سؤال وجهته بخصوص المصالحة الوطنية “نحن سنذهب للمصالحة الوطنية فور انتهائنا من التصويت والعودة لربوع الوطن وأن الشرط الوحيد للتصالح الوطني يكمن في موافقة حركة حماس على موعد انعقاد الانتخابات”.
واضاف أنه دائما متمسك في حواراته مع حماس على ضرور توفر ثلاث شروط لضمان تعافي المصالحة الوطنية، وهي الموافقة على وحدة السلطة والقانون والبندقية”.
وأكد عباس “أننا نذهب اليوم للتصويت ونحن واثقون من عدالة القضية الفلسطينية وبالتالي عدالة مساعينا وأن اقرار الحقوق الفلسطينية الوطنية بات وشيكاً”.
القدس -دوت كوم.