رام الله: أكد صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن اللجوء لمجلس الأمن هو جزء من محاولات طرق كل أبواب الشرعية الدولية، مشددًا على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي – الذي يتحدث ليل نهار عن وجود تطبيق للقانون الدولي – دوره ويلزم إسرائيل بالتوقف عن عدوانها كما تم الاتفاق عليه في نوفمبر 2012.
وقال عريقات – في تصريح له صباح اليوم الخميس – “نحن شعب تحت الاحتلال.. وليس كما يقول البعض إن إسرائيل تدافع عن نفسها، فإسرائيل لا تدافع عن نفسها بل تدافع عن احتلالها وعدوانها واستيطانها وهذه هى الحقيقة”، مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا هو حرب شاملة تقوم بها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى سقوط 76 شهيداً خلال ال48 ساعة الماضية بقطاع غزة ومئات الجرحى.
وفي حال استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد اتخاذ أي قرار في مجلس الأمن بإدانة إسرائيل وإجبارها على وقف هذا العدوان، أوضح أن الوجهة الفلسطينية ستتجه نحو الجمعية العامة والمؤسسات الدولية، كاشفاً أن الرئيس محمود عباس وقع بالأمس رسالة إلى رئيس الفيدرالية السويسرية طلب منه تفعيل دور الدول المتعاقدة السامية لمواثيق جينف لعام 1949 والبرتوكول الإضافي لعام 1977، وطلب من الرئيس السويسري – وهى الدول الحاضنة لكل هذه المواثيق – أن يوزع هذه الرسالة على كل الدول المتعاقدة لكي تتحمل مسئوليتها.
وأعرب عريقات عن أمله في أن يتم عقد اجتماع لجميع هذه الدول حتى يتم وقف هذا العدوان، مضيفا “إلى ذلك نعد العدة الآن للتوجه لميثاق إزالة كافة أشكال التمييز، لأنه لابد أن يتم التصويت ضد إسرائيل وهى (دولة ابرتهايد) بكل معنى الكلمة حتى تبدأ محاسبتهم من قبل دول العالم.. وطبعا هناك دول لن تتخذ القانون الدولي قاعدة لها،ولكن غالبية دول العالم ستفعل ذلك”.
وأضاف أن الرئيس عباس أجرى اتصالات بالأمس مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وأمير قطر تميم بن حمد، فضلاً عن اتصاله مرة أخرى مع الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية والرئيس التونسي منصف المرزوقي، وكذلك اتصاله أول أمس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك لبناء أكبر جهد ممكن لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والتهدئة عبر الاتفاق الذي تم في نوفمبر عام 2012.
وعن نتائج قريبة لهذه الاتصالات والجهود المكثفة، أعرب عريقات عن أمله في ذلك على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل هذه المحاولات الدولية.
وأوضح أن الرئيس عباس التقى أمس بمساعد رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي، كما طلب تدخل الولايات المتحدة عبر مكالمة مع جون كيري وزير خارجية أمريكا، مضيفاً أن إسرائيل لديها مخطط ممنهج لشن حرب شاملة على المصالحة وعلى الشعب الفلسطيني وعلى مبدأ الدولتين، قائلا “ولا حرب لمجرد الحرب .. بل هذا جزء من المخطط يسعى لضرب المشروع الوطني الفلسطيني”.
وأضاف “ونحن نسعى بكل ما نملك للدفاع عن شعبنا وأنفسنا وأبنائنا.. يجب أن نتكاتف ونوجه كل طاقتنا نحو الوجهة الحقيقية وهو العدوان والاحتلال الإسرائيلي .. هذا وقت وحدتنا الوطنية، سوف نسرع خطوات المصالحة.. ومطلوب من الجميع الارتكاز إلى عوامل الوحدة والتكاتف والتعاضد”.
وحول أجندة اجتماع اللجنة السياسية التي شكلتها القيادة الفلسطينية والتي تعقد اجتماعا اخر اليوم وستبقى في حالة انعقاد دائم في ظل هذه التطورات والعدوان الإسرائيلي، أكد عريقات أن الأمر الأول أنها ستبحث استمرار الاتصالات الدولية لإلزام إسرائيل بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني والأمر الثاني هو متابعة تدويل القضية الفلسطينبة ومحاسبة إسرائيل عبر المؤسسات الدولية والقانون الدولي.