واشنطن / قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، امس الثلاثاء انه لا حاجة لمزيد من المفاوضات، موضحا ان المطلوب الان هو اتخاذ القرارات.
جاءت اقوال عريقات خلال مشاركته في “ندوة حوار” مفتوحة في العاصمة الأميركية واشنطن في مركز “وودرو ويلسون”، لأول مرة منذ استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وحاور عريقات مسؤول قسم الشرق الأوسط في المعهد البحثي آرون ميلر الذي كان عضواً في الوفد الأميركي لمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في التسعينيات.
وفي معرض رده على أسئلة ميلير “الأربعة” بشأن المفاوضات، وصف عريقات زيارة الرئيس محمود عباس للعاصمة الأميركية ولقاءاته المتعددة فيها، “بالحافلة والطويلة والصعبة” معرباً عن تقدير الرئيس عباس وتقديره “للدعم الأميركي السياسي والاقتصادي للسلطة الفلسطينية كي تقف على قدميها كدولة مستقلة ذات سيادة” خاصة أن “وزير الخارجية كيري الذي استثمر من الوقت والجهد ما لم يستثمره سياسي أميركي في السابق حيت التقى مع الرئيس عباس 46 والتقى بي 26 مرة”.
واستطرد عريقات قائلاً “إن إمكانية التوصل لاتفاق إطار مع حلول 29 نيسان المقبل قائمة ، فهناك متسع من الوقت للاتفاق؛ لسنا بحاجة للمزيد من التفاوض فقد آن وقت اتخاذ القرارات”.
ونفى عريقات مجددا أن يكون هناك “مشروع مكتوب” مصراً على “إن الطرف الفلسطيني لم يتسلم حتى هذه اللحظة أي اقتراحات مكتوبة، وإن كل ما فعلناه حتى اليوم هو التبادل الشفوي للأفكار ولكننا جاهزون لاتخاذ القرارات”.
وبشأن دفعة الافراجات الاخيرة، قال عريقات “يجب أن لا نخلط هنا بين تاريخين: 29 آذار و29 نيسان (..) إسرائيل ملتزمة بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى يوم 29 آذار الجاري وأن هذا التاريخ ليس له علاقة بانتهاء فترة المفاوضات المحدد انتهاؤها يوم 29 نيسان، حيث انني اتفقت على ذلك ولدي تعهد من وزير الخارجية كيري أعطي لي يوم 19 تموز الماضي” أي 10 أيام قبل استئناف المفاوضات.
وأخبر عريقات محاوره ومستمعيه أن الرئيس عباس “أطلع الرئيس أوباما وبالخرائط على حجم استشراء الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة المخصصة للدولة الفلسطينية منذ استئناف المفاوضات في نهاية تموز الماضي حيث بلغت الوحدات الاستيطانية المصرحة 10589 وحدة سكنية وهو ما يتجاوز بأربعة أضعاف النمو الطبيعي لمدينة نيويورك الأميركية خلال الفترة ذاتها”.
وحول مصير المفاوضات المجهول في حال فشل الجولة الراهنة وفشل اتفاق-الإطار رد عريقات “انا مع التفاوض وفاوضت كل هذه السنين الطويلة- جزءًا مهما منها معك أنت (ميلير) وأقر بأنه على الرغم من أنني أقر بكوني أضعف المفاوضين خاصة أن إسرائيل تمتلك 300 دبابة و200 طائرة مقاتلة وأسلحة نووية؛ وعلى الرغم من قناعتي بأن التفاوض الطويل المرير أفضل من تبادل إطلاق النار ولو لخمس دقائق، إلا أننا فاوضنا بما فيه الكفاية ووصلنا لحظة القرار”.
وقال عريقات “إنه ليس هناك رئيس وزراء إسرائيلي واحد اعترف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967؛ نحن نعترف بإسرائيل في حدود عام 1967 مع تبادل أراض، ولكن إسرائيل ترفض القيام بالمثل”.
وفي إطار رده على سؤال توجهت به له إحدى الصحفيات حول “ما يضير الفلسطينيين في حال اعترافهم بيهودية إسرائيل؟” أجاب عريقات متوجها للجمهور ومن ثم لميلير الذي كان موجوداً أثناء توقيع اتفاق أوسلو “لقد اعترف الفلسطينيون بإسرائيل في اتفاق أوسلو 1993 وقبلوا ب22 % من فلسطين؛ ومن غير المنصف أن يطلب منهم التخلي عن تاريخهم وكأنهم الدخلاء على وطنهم” .
واستدرك عريقات مخاطبا للمفاوض الإسرائيلي السابق دان روبينشتاين “دان أنت على جواز سفرك دولة إسرائيل؛ ليس دولة إسرائيل اليهودية؛ نحن نعترف بإسرائيل كما تعترف بنفسها وفق جواز سفرك”.
واعتبر عريقات هذا الطلب “تقدمت به وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل ثلاثة أعوام ولم يكن جزءًا من قضايا الحل النهائي، فقط للعرقلة والتعقيد” مؤكداً “دعونا نلتزم بما اتفقنا على التفاوض عليه ومن ثم لتعرف إسرائيل نفسها كما تشاء”.
ولخص عريقات فرص نجاح أو فشل المفاوضات قائلاً “لقد فشلت المساعي لحل الصراع في الماضي لأن الولايات المتحدة كانت تعيد تغليف المواقف الإسرائيلية ومن ثم تحاول بيعها للفلسطينيين؛ على الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن مربع ما هو الممكن من وجهة النظر الإسرائيلية وتعالج الاحتياجات لتحقيق السلام”.
وكرر عريقات أكثر من مرة أن إدارة الرئيس أوباما “تظهر إشارات أصيلة باتجاه ما الذي نحتاجه لتحقيق السلام”.
القدس دوت كوم –سعيد عريقات