الولجة- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- عندما قرر نصري عبد ربه (58) عاما، مواصلة درب شقيقه الراحل عبد الفتاح، في الحفاظ على الأرض، كان يعلم بمخاطر تلك الدرب.
تعيش عائلة عبد ربه في مخيم الدهيشة، في بيت لحم، بعد تهجيرها من قرية الولجة، جنوب القدس، التي احتلت في عام 1948م، فتهجر سكانها، ومنهم من انتقل لأراضي القرية شمال سكة الحديد التي يسير عليها قطار القدس- يافا، وبنوا الولجة الجديدة.
تمكن ابن العائلة عبد الفتاح، من إعادة إحياء جزء من أرض العائلة في قرية الولجة، ولم يكن ذلك بدون ثمن، حيث تعرض للملاحقة، وهدم وتدمير مزروعاته، وجزء من مغارته التي عاش فيها وحيدا، طوال سنوات. وتمكن عبد ربه، من تكوين شبكة علاقات تضامنية معه في الخارج، وداخل دولة الاحتلال نفسها، واشتهرت الأرض التي دافع عنها عبد التفاح باسم (عبد الفتاح لاند)، ولكنه رحل عام 2014م، متأثرا بتداعيات إجراءات الاحتلال المكثفة ضده قبل رحيله.
واستعدت قوات الاحتلال، جيدا لإحباط فكرة دفن عبد الفتاح في أرضه، حيث طوقت المنطقة، بينما دفن الراحل في مقبرة قبة راحيل الإسلامية في بيت لحم.
قرر نصري عبد ربه، أن يحل مكان شقيقه بالدفاع عن الأرض التي أصبحت بمثابة شوكة، في مخططات احتلالية لبناء وحدات استيطانية تشكل تواصلا بين كتلة مستوطنات منتشرة على أراضي مدينتي بيت جالا والقدس، ليبدأ صراعه مع قوات الاحتلال، التي أغلقت الطريق المؤدية إلى أرضه، ومنعت إدخال الأشجار إليها، واتخذت إجراءات أخرى بحقه.
صباح يوم الثلاثاء الماضي، وفي نحو الساعة العاشرة، كما يروي نصري الذي كان يعتني بالأرض، تفاجأ بجيب لحرس الحدود وشاحنة تحمل جرافة، يتوقفان بمحاذاة أرضه.
يتابع نصري: “نزل أفراد حرس الحدود من الجيب، وقصدوني، وقال لي المسؤول عنهم، بأنني معتقل، وسيتم نقلك إلى مركز تحقيق عطروت، وسألته عن الجرافة، فأخبرني بأن وزارة الداخلية الاحتلالية ستنفذ عملية هدم في أرضي”.
اعتقل جنود الاحتلال عبد ربه، ليذهب في رحلة لطالما خبر مثلها شقيقه عبد الفتاح، وخضع للتحقيق في مركز عطروت، قرب القدس، لمدة سبع ساعات.
يقول عبد ربه: انه تم التحقيق معه حول مكوثه في أرضه، بدون تصريح من سلطات الاحتلال، وان ذلك يشكل مخالفة. ويضيف “أطلق سراحي، بعد تعهد بدفع 5 ألاف شيقل غرامة، وعندما عدت إلى أرضي، رأيت الفاجعة، لقد دمروا ما زرعته”. وجد عبد ربه، كلبه الأمين وسط الدمار ينتظره، ولا يكف عن تحريك ذيله، كأنه يريد أن يحكي ما جرى، باعتباره شاهدا على التدمير الاحتلالي.
ليس لدى عبد ربه، وقتا للبكاء على الأطلال، فبدأ من جديد بإعمار ما خربه الاحتلال، والأمر بالنسبة له، صراع طويل مع احتلال قاس جوهره الأرض، وقرر أن ينتصر فيه.
– See more at: http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=1ff1ff1y33497073Y1ff1ff1#sthash.pS1ygcCd.dpuf
عطفة… محطة قصيرة في صراع طويل مع الاحتلال

Leave a comment