طولكرم : شارك د. أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، يوم أمس ، على رأس وفد كبير من قيادة وأعضاء الجبهة في محافظة طولكرم في المهرجان السياسي الذي نظمه حزب الشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى العاشر من شباط المجيد ، ذكرى إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني .
جاء ذلك خلال المهرجان الذي أقيم في سينما الأندلس بمشاركة الرفيق بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وحشد من أعضاء الحزب وممثلي قوى وفعاليات محافظة طولكرم .
وفي كلمته في المهرجان ، تقدم الرفيق د.أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، أمين عام جبهة النضال الشعبي بالتهنئة إلى قيادة وكوادر حزب الشعب بذكرى إعادة التجديد ، مشيداً ومستعرضاً دور الحزب في النضال الوطني الفلسطيني.
وجدد د.مجدلاني رفض القيادة والشعب لما يسمى صفقة القرن ، مؤكداً أنها تهدف لتصفية القضية ، وأكد أن المرحلة النضالية الراهنة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ، هي مرحلة التحرر الوطني التي تتداخل وتتكامل فيها استكمال مهام التحرر الوطني وإنهاء الاحتلال مع المهمات الديمقراطية والاجتماعية وبناء الدولة ، وشددت على أن التناقض الرئيسي في هذه المرحلة هو بين الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل تحقيق أهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وبين الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد د.مجدلاني أن المرحلة تتطلب تصعيد النضال من قبل القيادة والجماهير من أجل استكمال دحر الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفي مقدمتها القدس والضفة والقطاع ، وما يتطلبه ذلك من تحشيد طاقات وقدرات الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، بكافة طبقاته وفئاته الاجتماعية والفصائل والأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية ، من أجل تحقيق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار مجدلاني إلى أن المشروع الأمريكي التصفوي المسمى (صفقة القرن) هي الخطر الرئيس الذي يتهدد المصالح والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني ، وشعوب المنطقة العربية ، الأمر الذي يتطلب اتخاذ خطوات عملية ملموسة على الأرض في مواجهة (صفقة القرن) من خلال تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير ، واعتبار انتهاء المرحلة الانتقالية بكل ما حملته من التزامات والانتقال من السلطة إلى الدولة ، والبدء بإجراءات عملية من أجل الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال.
ودعا مجدلاني حركة حماس إلى ” الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي قادته حفاظاً على الوحدة الجغرافية ما بين شطري الوطن ووحدة شعبنا ووحدة نضاله أينما تواجد داخل الوطن وخارجه ، والتمسك بالحوار الديمقراطي ، ونبذ كل أشكال التناحر والاقتتال والعنف “.
كما أكد مواصلة النضال من أجل إنهاء الاحتلال عن مدينة القدس باعتبارها في مقدمة القضايا المحورية للنضال الوطني الفلسطيني وكونها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتصدي لكل محاولات التهويد والعزل ومصادرة الأراضي وتوسيع البؤر الاستيطانية فيها ، وهدم المنازل ، والعمل للحفاظ على عروبتها وطابعها كمدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاث ، وذلك بدعم صمود أبنائها والتمسك بحقوقهم فيها.
وقال الرفيق بسام الصالحي ، أمين عام حزب الشعب في كلمته : إن ذكرى إعادة التجديد تأتي والشعب الفلسطيني يمر وقضيته بظروف صعبة وخطيرة بعد إعلان ترامب ونتياهو ما يسمى صفقة القرن.
وأكد ” رفض الشعب الفلسطيني بشكل كامل مشروع وصفقة ترامب ونتنياهو ، وأن شعبنا متمسك بحقوقه في تقرير مصيره والعودة والدولة”.
وقال الصالحي : مع الإعلان الرسمي لصفقة ترامب- نتنياهو ، فإن الإشهار الفعلي لمساعي إسرائيل وأمريكا لتصفية قضية شعبنا وحقوقه باتت أكثر سفوراً وانكشافاً ، كما أن الاستغلال البشع لتردي الوضع الداخلي الفلسطيني بسبب الانقسام وغيره من السياسات الخاطئة، وتردي الوضع العربي والإقليمي ، يظهر بأبشع صوره في مسابقة الزمن من قبل إدارة ترمب ونتنياهو لفرض مشروعهما التصفوي للقضية الفلسطينية.
وأكد الصالحي أن ” الرد على هذا المشروع هو في تعزيز النضال ضد الاحتلال وتفعيل المقاومة الشعبية وتوحيد كافة إطاراتها وصولًا لانتفاضة شعبية شاملة في وجه الاحتلال ، والعمل على توسيع حملة مقاطعة إسرائيل وإعادة بناء حركة التضامن الدولي مع شعبنا الفلسطيني على قاعدة إنهاء الاحتلال والعنصرية ، وعلى قاعدة استعادة التحالف مع القوى الشعبية المساندة لكفاح شعبنا ، والإسراع في إنهاء الانقسام ، والتوقف عن تقديم أي ذرائع لاستمراره من أيٍّ كان ، كما يتطلب التوجه لمطالبة دول العالم والأمم المتحدة باحترام قراراتها والتدخل لحماية دورها في ظل استخفاف ترامب والحكومة الإسرائيلية بها ، وهي أولًا وأخيرًا تتطلب وقف العمل بكافة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل ، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو وإنهاء كافة الالتزامات المترتبة عليها ، إضافة إلى استعادة الجهد الوطني والعربي والدولي من أجل إنهاء الاحتلال.
وسبق المهرجان مشاركة واسعة لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى جانب قوى وفعاليات المحافظة في وقفة احتجاجية أمام مستشفى الهلال الأحمر بمدينة طولكرم ضد قرار إغلاق المستشفى وإنهاء عمل الأطباء والممرضين العاملين في المستشفى بقرار من الإدارة المركزية لجمعية الهلال الأحمر ، حيث ألقى عدد من الخطباء كلمات أكدت رفض طولكرم بكل مكوناتها لهذا القرار المتسرع وغير المدروس .
وأكد د. أحمد مجدلاني في كلمته أمام المحتشدين أننا مع المطالب النقابية والمطلبية لنقابة العاملين في الهلال وأننا ضد قرار إغلاق هذا المستشفى وإنهاء دور هذه المؤسسة التاريخية والعريقة بكل ما قدمته من خدمات عظيمة على مدار العقود السابقة .
وأكد د. مجدلاني دعم وإسناد الجبهة لهذه الخطوات على طريق معالجة الأزمة جدياً ومن خلال قرارات حكيمة وصائبة نحو مراجعة القرار المتهور بإغلاق المستشفى ، بل البحث عن حلول عملية لديمومة وتطوير عمل المستشفى الذي يشكل عنوان رئيسي لتقديم الخدمات الطبية والصحية إلى جانب المؤسسة الرسمية الصحية .
ووعد مجدلاني بمتابعة الرسالة التي تسلمها من العاملين في الهلال الأحمر مع الجهات ذات العلاقة في إطار اللجنة التنفيذية للمنظمة وفي إطار مجلس الوزراء الفلسطيني ومع المسؤولين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني .