غزة/ تضع عملية خطف ثلاثة اسرائيليين في الضفة الغربية والجدل بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية حول التنسيق الامني مع اسرائيل، المصالحة الفلسطينية أمام اختبار يهدد بانهيارها، كما يرى محللون.
ويقول البروفسور ابراهيم ابراش، استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر، ان عملية الخطف في الخليل “ربما تكون رصاصة الرحمة على المصالحة خصوصا اذا ثبت مسؤولية حماس عنها”.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة عدنان ابو عامر، ان “الرئيس عباس يريد بتأكيده على التنسيق الأمني مع اسرائيل ارسال، رسائل براءة ذمة والقاء الكرة بملعب حماس، ما يهدد المصالحة”، موضحا ان اسرائيل بيدها “القرار الميداني في الضفة بينما تعاني السلطة من الشلل وهي مهددة بالانهيار”.
من جهته، أوضح القيادي في حركة حماس يحيى العبادسة، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “وضع نفسه بمواجهة كل الشعب الفلسطيني وتنكر لدماء الشهداء وعذابات الاسرى وما يهمه حماية رأسه فقط”.
وكان عباس دافع خلال زيارته الى جدة مؤخرا عن التنسيق الأمني مع اسرائيل، مؤكدا عدم اللجوء الى السلاح وانه لن تكون هناك انتفاضة اخرى، وهو ما نددت به حماس بشدة.
واكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي انه اذا تبين ان الحركة الاسلامية خطفت المستوطنين، فان من شأن ذلك ان يهدد حكومة الوفاق الفلسطينية التي تم تشكيلها في وقت سابق هذا الشهر.
واعتبر المراقبون ان المصالحة الفلسطينية هشة، مشيرين بأن حركة حماس تخلت عن حكم القطاع للخروج من العزلة الاقليمية والدولية المفروضة عليها ومواجهة الازمة المالية التي تعاني منها.
ولم تكف اسرائيل عن التنديد بالاتفاق الذي توصلت اليه منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 نيسان/ابريل لوضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007.
ورأى ناجي شراب، استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بأن الدولة العبرية تقوم حاليا باستغلال عملية الخطف “للقيام بعملية مزدوجة في الضفة لتفكيك بنية حماس بالكامل (…)وكذلك رسالة قوية للسلطة بأن دورها المطلوب هو أمني وليس سياديا”.
وأضاف ان “اسرائيل تحاول اعادة رسم الضفة وابقاء غزة معزولة عنها والتعامل معها بشكل عسكري”.
اما استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية وليد المدلل فيوضح بان اسرائيل “ستستغل الانشغال الاقليمي والتفهم الدولي لردة فعلها لتوجيه ضربات قاسية لحركة حماس وتصعيد العدوان على قطاع غزة”.
واضاف انه “اذا تبنت حماس الخطف بشكل رسمي فان الوضع سيكون صعبا جدا ” مشيرا الى ان عباس قد يعلن انتهاء اتفاق المصالحة.
ويرى ابو عامر ان “عباس يشعر بالخوف على مشروعه السياسي برمته، ومن لجوء اسرائيل لتصعيد كبير في الضفة” الغربية.
وقام الجيش الاسرائيلي بأوسع عملية انتشار في الضفة الغربية منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في 2005 لمحاولة العثور على المفقودين الاسرائيليين.
ولم تتبن اي جهة خطف الاسرائيليين الثلاثة.
واختفى الشبان الثلاثة في 12 حزيران/يونيو قرب غوش عتصيون حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا الى القدس. وتقع كتلة “غوش عتصيون” الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية.
وقتل خمسة فلسطينيين بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بدء العملية قبل اسبوعين، ويقول الجيش ان عمليته تهدف الى العثور على الاسرائيليين الثلاثة وتفكيك البنية التحتية لحركة حماس المتهمة بخطفهم.
واعتقل 371 فلسطينيا بينهم 282 عنصرا من حركة حماس بحسب متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي و التي اشارت الى انه تم تفتيش 1995 مبنى بالاضافة الى مقرات 64 منظمة تابعة لحماس.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية “حماس” خالد مشعل قال في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية انه لا يملك معلومات عن هوية خاطفي الاسرائيليين الثلاثة.
وحول تصريحات عباس، قال مشعل انه من “غير المعقول ان يكافىء الاسرائيلي على جرائمه بالتنسيق الامني”.
والثلاثاء قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية قررت تخفيف حملة الاعتقالات والتركيز على البحث عن “المخطوفين” الثلاثة.
ولم يستبعد ابراش لجوء اسرائيل الى نفي قادة حماس في الضفة الغربية وابعادهم الى قطاع غزة، مشيرا الى انه “سيشكل ضربة قاسية للحركة، ولكن سيكون لديه تداعيات خطيرة سيتحملها الاحتلال”.
ويرى شراب ان توجيه ضربة لحماس “لا يعني التخلص منها لان وجود حماس قوية في غزة افضل من أي بديل من الجماعات المتطرفة بالنسبة لكل من اسرائيل ومصر ايضا”.
وتساءل المحلل هاني المصري عن جدوى التنسيق الامني. وقال: “الا يفترض اعادة النظر بمسار التنسيق الامني العقيم جذريا وليس العناد واعتبار ان التنسيق الامني مقدس بدلا من وقفه كليا خصوصا منذ ان جردت اسرائيل السلطة من كل شيء تقريبا وحولتها الى وكيل امني متعاون مع الاحتلال؟”.
القدس دوت كوم