بقلم: عوزي برعام /شخص ما توجه لي بسؤال – تساؤل عندما التقينا في مناسبة احتفالية. “عوزي، لا تقل لي بأنك ما زلت تصوت لحزب العمل”. هو لم يظهر سروراً زائداً أو ازدراءً. لقد رسم امامي بصورة طبيعية وعابرة تفكيراً بسيطاً وهو أنه من الغريب التصويت اليوم لحزب العمل.
حاولت الفهم لماذا إمكانية أنني ما زلت أصوت لحزب العمل هي إمكانية لا أساس لها بالنسبة له. هل هذا يتعلق بوجهات النظر التي يمثلها حزب الله في هذه الأيام؟ أو ربما أن الحديث يدور عن قضية عالمية؟. في نهاية المطاف نحن رأينا منذ فترة طويلة الـ 2 في المئة التي حصلت عليها آن هدلغو الاشتراكية في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة في فرنسا. أيضاً في اسرائيل، في الوقت الذي فيه تراكم عقيدة اليمين قوة أمام تلعثم اليسار الصهيوني والوسط العلماني، وفي الوقت الذي نمتدح فيه ميراف ميخائيلي بسبب انجازاتها، يجب علينا التذكر بأن حزبها حصل على سبعة مقاعد. ليس فقط حزبها، بل ايضا أحزاب صغيرة اخرى في المنطقة نفسها. هذا هو مصير معسكر لا ينجح في ترك بصمة قيمية في الجمهور.
نحن نشهد ضعفنا في الوقت الحقيقي؛ نحن نرى كل من “استيقظوا من حلم البديل للخط المهيمن في إسرائيل؛ نحن نرى بأم أعيننا الانتهازيين، عميحاي شكلي وعيديت سلمان، اللذين تم جرهما الى داخل الإجماع الدافئ لليمين البيبي. يرتكز التيار العميق للجذب اليميني على ايديولوجيا للجماهير، مصاغة بوضوح وخالية من أي موانع. وهاكم بعض المربعات التي تشكل هذه الايديولوجيا التي هي عبارة عن توليفة بين القومية اليهودية وبين دينية عملية الخلاص:
· يجب على الدولة أن تدار من قبل رئيس حكومة قوي، مستعد لمواجهة الأعداء من الخارج ومواجهة منظومة القانون والإعلام من الداخل.
· اليهودي هو شخص إيجابي، صادق وحازم. العربي هو شخص غير إيجابي، إلا اذا كان جندياً في حرس الحدود وقتل أثناء أداء عمله.
· العالم يعادي إسرائيل. لذلك، يجب عدم الاعتماد إلا على قوتنا وإرادة الله (هكذا اصبح يتحدث الليكوديون الطبيعيون). لا يوجد أي حل سياسي مع الفلسطينيين. نحن نحاول استيعابهم، لكن اذا فشلنا في ذلك فستقوم دولة واحدة ليس فيها مساواة في الحقوق. هكذا يؤمن ايضا من يؤيدون عملية الخلاص.
· اليسار هو الشر. هو لا يتبنى قيم اليهودية وقدسية الله. يوجد لديه ميل للاستعانة بمنظمات أجنبية، التي تقوم بالافتراء.
على الرغم من أنها هي الآن تنتمي للمعارضة إلا أن مكونات كثيرة في هذه الايديولوجيا تميز بالتحديد نهج نفتالي بينيت وجدعون ساعر واييلت شكيد. الثمن الجماهيري الذي يدفعونه الآن ليس بسبب تمسكهم بهذه الايديولوجيا، بل بسبب ارتباطهم بآخرين، الذين مواقفهم مناقضة لها.
هكذا نشأ وضع غريب. ربما أن الحكومة الحالية التي جاءت من معارضة مؤقتة ومبررة لحكم نتنياهو (فقط ليس بيبي)، هي الأفضل من بين الحكومات التي كانت لدينا في القرن الواحد والعشرين وحتى الآن. هي لا تحصل على الاعتماد الذي تستحقه فقط بسبب تمسك رجال اليمين بنتنياهو، ولأن أحزاب اليمين الموجودة في الائتلاف انضمت لمعارضيها. بالنسبة للوسط واليسار الليبراليين هذا المعنى واضح: كلما أرادوا “الاختباء” في حكومات يمين، فلن يسمح بذلك مصوت اليمين طوال الوقت. لذلك، يجب عليهم رفع رؤوسهم والإعلان بتفاخر: ليبرالية، حرية، مسؤولية اجتماعية وإخلاص للدولة؛ تحديد أهداف سياسية مع الفلسطينيين؛ احترام الدين ومن يؤمنون به، ولكنْ نضال ضد سفراء الدين المتطرفين، إيتمار بن غبير وأمثاله.
عن “هآرتس”