نابلس / يتصاعد التوتر في الأرض الفلسطينية مع تزايد اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم بشكل لافت، وخاصة عقب حادثة اختفاء ثلاثة مستوطنين ومقتلهم قرب الخليل بحسب رواية الاحتلال.
محافظة نابلس تشهد بشكل دائم اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، كان آخرها الاعتداء على الشاب طارق عديلي (22 عاما)، من قرية أوصرين جنوب نابلس، وإصابته بجروح خطيرة، بحسب رواية والده زياد عديلي، هذا عدا عن الاعتداء على ممتلكات المواطنين، وحالات العربدة في مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس، وحالات الخطف التي كان آخرها الطفل محمد أبو خضير من قبل مستوطنين من بلدة شعفاط في القدس وإحراقه حيا، حسب ما ذكر التقرير الصادر عن النائب العام عبد الغني العويوي.
وتعيد هذه المشاهد والممارسات الى أذهان الفلسطينيين ما كانت تقوم به عصابات ‘الهاغانا’، والتي نفذت اعتداءات كثيرة بحق الفلسطينيين، حيث شهد عام 1937 هجوما على سيارة باص تابعة لشركة الحافلات الوطنية الفلسطينية، وقتلوا ثلاثة من ركابها الفلسطينيين. وفي العام التالي، ألقت العصابات اليهودية قنبلة على حافلة عربية في المدينة المقدسة ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من ركابها، وإصابة آخرين بجروح، وبعد ثلاثة أيام من هذه الجريمة، اقترفت العصابات جريمة أخرى بإلقاء متفجرات على حشد من المقدسيين عند باب الخليل، ما أدى إلى استشهاد عشرة منهم، وفي عام 1939 هاجمت عصابات الهاغانا الإرهابية منطقة باب العمود في القدس، فقام أحد أفراد هذه العصابات بإلقاء برميل من المتفجرات من سيارة مسرعة وسط حشد من المقدسيين، ما أدى إلى استشهاد ستة منهم وجرح عشرين آخرين.
ويحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، المواطنين من تصاعد اعتداءات المستوطنين، ويقول: إن هذه الاعتداءات انتقلت من استهداف الممتلكات والشجر والحجر إلى أجساد المواطنين والتنكيل بهم؛ خاصة أن المستوطنين أطلقوا عنوانا لهذه المرحلة ‘الانتقام بالدم’.
ويضيف، ‘تدريجيا تدخل الأمور في نفق مظلم، والمطلوب مواجهة هذه الاعتداءات والتصدي لها قدر المستطاع، والتحذير والإرشاد من هذه الاعتداءات، خاصة أن كل المناطق مهددة بالاعتداءات من قبل المستوطنين، وبمشاركة عدد من الجنود الإسرائيليين بهذه الهجمات’.
ويرى زكريا السدة من مؤسسة حاخامين لحقوق الإنسان الإسرائيلية، أن الضفة الغربية اصبحت الآن مسرحا لاعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، موضحا أن المستوطنين يستغلون مناطق غير مراقبة من قبل جيش وشرطة الإحتلال، وبعيدة عن أعينهم، ويقومون بالاعتداء على الفلسطينيين.
ويؤكد السدة’، أن منطقة جنوب نابلس تعتبر من المناطق الساخنة التي تشهد اعتداءات من قبل المستوطنين، بحكم وجود مستوطنة ‘يتسهار’، التي تعتبر مركزا لهذه الاعتداءات، لكنه استدرك قائلا ‘هذا لا يعني أن المستوطنين لم ينقلوا الاعتداءات وعمليات الانتقام إلى كل فلسطين من شمالها إلى جنوبها إلى أراضي 48.’
ويدعو السدة المواطنين الى اخذ الحيطة والحذر من هذه الاعتداءات؛ خاصة العمال الفلسطينيين الذين يعملون باراضي العام 48. كما يدعو إلى السهر والمراقبة، والتبليغ عن أية تحركات مشبوهة، وإبلاغ الجهات المعنية من أجل رصد ووقف هذه الاعتداءات.
ويعتقد السدة أن عمليات الانتقام كما يسميها المستوطنون، سوف تستمر لفترة من الزمن، رغم وجود محاولات من قبل جيش وشرطة الاحتلال، من أجل منع هذه الاعتداءات، لكن خلايا المستوطنين غير مخترقة من قبل الشرطة، وتعمل بطريقة منظمة جدا، إضافة إلى وجود وحدات داخل جيش الاحتلال تنادي بتنفيذ عمليات انتقام، وهذا سيؤدي إلى توسيع الاعتداءات في مناطق الضفة.
ويقول مسؤول لجان الحماية الشعبية في بلدة بورين بلال الدخيل، ان لجان الحماية تسعى لمراقبة ورصد تحركات المستوطنين، تحسبا من تنفيذ اعتداءات، خاصة في ساعات الظلام.
ويضيف إن ‘هذه اللجان الموزعة على أطراف البلدة، تعمل ليل نهار تحسبا لأي اعتداء، خاصة في ظل وجود مستوطنين إرهابيين في مستوطنة ‘يتسهار’، ووجود معسكر لجيش الاحتلال.
وفا- بسام أبو الرب