بنغازي : في استطلاع رأي أجرته صحيفة (الموقف الليبي) نشرته يوم الاثنين، 20-11-2023 وشمل قادة فصائل فلسطينية، أكد عوني أبو غوش، نائب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن ما يجري من حرب عدوانية شرسة ضد شعبنا يمثل عدواناً بربرياً غير مسبوق على الاطلاق، وقد ارتقى الى مستوى جرائم الحرب من خلال الإبادات الجماعية والتطهير العرقي واستهداف النساء والأطفال والعزل، واستهداف المساجد والكنائس والمشافي والمدارس ومراكز إيواء النازحين.
وقال أبو غوش : يرتكب الاحتلال سياسة التهجير القسري وقصف وتدمير المباني والأحياء السكنية، وهذا التصعيد جاء بمحاولة هستيرية لكي الوعي الفلسطيني كردة فعل طبيعية على الأحداث التي جرت في السابع من أكتوبر 2023 وبالتالي إيصال رسالة للإسرائيليين بأن سادة وقادة الحكومة الإسرائيلية وجنرالات جيش الاحتلال لا زالوا يمتلكون المبادرة في القضاء على المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وفي جوهر هذا الامر وفي ذات الاطار تأتي الاستراتيجية الصهيونية لإبادة الشعب الفلسطيني وحسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية، وللتدليل على ذلك أن ما يجري من إبادة جماعية في قطاع غزة وتدمير الحجر والبشر يتقاطع مع ما تقوم به قوات الاحتلال من جرائم وقتل وتدمير في الضفة الغربية والقدس .
وأضاف أبو غوش، أما من شأن الأهداف المعلنة لنتنياهو وحكومته الفاشية والعنصرية فلم يتحقق أي منها، ففي الأيام الأخيرة تم استهداف المستشفيات والتي جاءت في سياق الضغط على المواطنين للانفضاض عن المقاومة في غزة، وكذلك سقط مشروع التهجير القسري أمام الصمود الأسطوري لشعبنا، وبقي الخطر القائم لعملية التهجير سواء التهجير القسري أو الطوعي ومن هنا نحذر من هذه السياسة الاحتلالية الخبيثة والعدوانية، ونشيد بمواقف الدول التي عبرت عن رفضها لها وفي مقدمتها الأردن ومصر التي وقفت بصلابة في مواجهة هذا الأمر .
وقال : اننا نثمن كل هذا التحرك الجماهيري الواسع على مستوى العالم والذي يشكل تحركاً شعبياً كبيراً وغير مسبوق والذي بدأ يلقي بظلاله على الدول بما في ذلك على دول محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت شريكاً فعلياً في تنفيذ العدوان البربري والهمجي، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة فما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله على كافة الصعد والمستويات، فما جرى أعاد للقضية الفلسطينية اعتبارها وأوصل شعوب العالم بما في ذلك دول العالم والمنظومة الدولية على ان لا امن ولا استقرار في المنطقة دون إيجاد جل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على قاعدة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وهذه المسألة لها دلالة من خلال يوم السابع من أكتوبر الذي لم يكن محصورا بقطاع غزة فقط بل تعدى ذلك الى نقطة الغلاف ومن هنا وصلت الرسالة للاحتلال وكيان الاحتلال على ان موضوعة حق عودة اللاجئين هو حق ثابث ولا يسقط بالتقادم.
وشدد أبو غوش، على أهمية صياغة رؤية سياسية موحدة ، قائلاً : فلسطينياً يجب استثمار ما جرى من مكتسبات ومنجزات من خلال منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد استنادا للاعتراف الدولي بذلك من قبل الشرعية الدولية، حيث نالت دولة فلسطين في العام 2012 عضويتها في الأمم المتحدة بصفة مراقب والعمل على بذل الجهود السياسية والدبلوماسية للاعتراف بها كدولة تحت الاحتلال، وبشأن الرؤية والفصائل فنحن في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ننطلق من أن أي حل يجب أن يرتكز الى رؤية استراتيجية ترتكز على وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس كأولوية فورية وملحة وفتح المعابر من أجل تأمين دخول المساعدات الإنسانية والاغاثية والطبية، وتقوم على وحدة الأرض والشعب ووحدة النظام السياسي الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، وقد آن الأوان للعمل على طي صفحة الانقسام بشكل نهائي والتفاهم والاتفاق على برنامج وطني واحد موحد وأن يكون الحل فلسطينياً، وهنا لن نسمح لأية جهة كانت لا عربية ولا دولية أن تشكل قيادة بديلة لشعبنا وفرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني لا في غزة ولا في الضفة الغربية ولا في القدس .
وأضاف : باختصار نحن نطلق مبادرة كجبهة تنطلق من التمسك بحق شعبنا بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على الأراضي التي احتلت في عام 67، بما في ذلك حل قضية اللاجئين طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، واليوم علينا التأكيد على التمسك بخيارتنا الوطنية ورفض أي محاولة لتقويض منجزات شعبنا وفرض معادلات جديدة بعيدة عن السلام الفلسطيني بمسميات السلام الإقليمي أو الإبراهيمي واستمرار الضغط للوقف الفوري للعدوان على مدينة غزة والضفة الغربية والقدس، وادانة الجرائم الوحشية للاحتلال من قبل محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الدولية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، ورفض التهجير القسري بكل أنواعه وأشكاله، وأن المطلوب الآن من قبل منظمة التحرير الفلسطينية أن تتحرك في هذا الاتجاه، فالحرب الحقيقية هي الحرب السياسية وهي التي ستكون ما بعد انتهاء العدوان، وان استثمار هذا التحرك الدولي واستنهاض حالة الشعوب العالمية والعربية لتوظيفها من أجل الإسراع في عقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة قرارات الشرعية الدولية والقدس العاصمة وعودة اللاجئين، وهذه المسالة مهمة ويجب تأكيد الإسراع بإطلاق مبادرة سياسية وطنية من خلال منظمة التحرير .
وأكد أبو غوش أن هذا العدوان البربري والهمجي يبين صورة إسرائيل والكيان الصهيوني فقد أصبح أمام شعوب العالم غير مرغوب به، كما أن استمرار هذه العنترية بدأ يهدد مصلحة الدول الداعمة والشريكة بهذا العدوان التي بدأت تنفض من حول نتنياهو، بمعنى آخر أن من انعكاسات وحيثيات هذه الحرب أن المشهد داخل الكيان سوف يتغير.