الخليل- الحياة الجديدة- وسام الشويكي- “غزة الخليل.. قلب واحد على نفس الخط”. يافطة التقطتها عدسات الكاميرات لطفل يرفعها في إحدى مسيرات الضفة التضامنية مع القطاع ضد العدوان المتواصل، وتناقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعكس عمق “الترابط الأخوي” بين جناحي الوطن، الضفة وغزة، اللتين يجمعهما شعور واحد “على نفس خط الفرح أو الحزن“.
ولم يكن هذا الكلام المكتوب على يافطة مجرد شعار حُمل وردد في المسيرة التضامنية، بل أنه “تضامن واقعي” مع دماء تراق من أبناء الجِلدة الواحدة تحت مفهوم واحد يمارسه الاحتلال بالعدوان على عموم الشعب الفلسطيني، لاسيما ما سبقه في الخليل ومختلف محافظات الضفة واستمر قرابة الثلاثة أسابيع على خلفية المستوطنين الثلاثة الذين “عُثر على جثثهم بالقرب من حلحول”، ثم مواصلته باستهداف أبناء شعبنا في القطاع.
ولطالما شكلت الخليل نقطة التقاء بين القطاع والضفة على اعتبار أنها تشكل أقرب نقطتين بينهما، ومنها “الممر الآمن” الذي ينتهي عند معبر ترقوميا غرب الخليل وشكل لسكان الضفة والقطاع لسنوات ما قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، حلقة الوصل بينهما.
وقال المواطن عبد العزيز خليل: “إن غزة تعد الرئة الثانية للوطن بعد الضفة ولا يمكن لأي منها الاستغناء عن الأخرى، ونحن في الخليل نقف الى جانب غزة في هذه الحرب العدوانية التي تستهدف المدنيين، ونشعر بألمها وفرحها“.
ويعبر أهالي الخليل، مثلهم مثل باقي مواطني الضفة، عن شعورهم بالغضب الشديد إزاء استمرار الحملة العدوانية على أهلنا في غزة، والذي تجلى ذلك من خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد في مقر بلدية الخليل لمؤسسات المحافظة وهيئاتها المحلية، للوقوف الى جانب سكان القطاع ورفض العدوان الذي يواصل استهدافه للأطفال والنساء والشيوخ، وقبلها تواصل بلدية الخليل مع نظيرتيها “غزة” و “البريج” لبحث إمكانية تقديم مساعدات عاجلة للقطاع.
ولعل أبرز مواقف التعاطف الذي أبداه المواطنون في الخليل، كذلك، صورة تدفق المئات منهم على شكل “سيول بشرية” وتقاطرها نحو المناطق الجبلية الغربية المرتفعة من المدينة لمشاهدة صواريخ المقاومة المنطلقة صوب المستوطنات و”المناطق الاسرائيلية” وإبراق “قُبل المحبة من أهل خليل الرحمن” لها.
ولم يقتصر تضامن الخليل مع غزة عبر توجيه رسائل “المحبة للصواريخ” و”الغضب للعدوان”، فحسب، وإنما أبدى العشرات من المصلين في مسجد المستشفى الأهلي بالخليل تعاطفهم مع مواطن غزي جاء برفقة مريض للعلاج في الخليل تقطعت به السبل جراء عدم مقدرته على العودة الى القطاع، ما حدا بالمصلين إلى جمع التبرعات له والتعبير عن الوقوف الى جانبه في هذه المحنة.
وقال أحد المصلين في المسجد: “بينما توارى إلى مسامعنا نبأ أخ لنا من غزة انقطعت به السبل لعدم استطاعته العودة الى بيته في غزة آثرنا على أنفسنا بجمع أموال له والوقوف إلى جانبه لأنه لا يقل محنة وألماً وحاجة ًعن الموجودين داخل القطاع.. ونحن هنا في الضفة أيضاً أهله“.
ويعتصر الألم قلوب أهالي الخليل، كما سائر مدن الضفة، ويعتمل في صدورهم الغضب لما يعانيه أهل القطاع من جرائم حرب وإبادة وقتل، معتبرين أن “الجرح لا يؤلم إلا من به ألم“.