غزة – الحياة الجديدة – نفوذ البكري – لليوم الأربعين على التوالي، يشيع الغزيون شهداءهم ويتفقد الأحياء بيوتهم ومحالهم، ويلملم النازحون دموعهم وأشياءهم في مراكز الايواء، في الوقت ذاته تتواصل حملات الاغاثة للعائلات المنكوبة.
تعود الحياة تدريجياً الى الشوارع في غزة، رغم الخوف من الطائرات الزنانة (طائرات الاستطلاع). وشكل العديد من اللجان والغرف التي تتابع وتحصر وتوثق الأضرار والمتضررين لعلها تكون قادرة على عمل شيء إن سمح لها بذلك في ظل الهيمنة والسيطرة على المساعدات وما يتبعها من تصريحات مثلما طائرات الاستطلاع التي تسيطر على الأجواء وتفرض ضجيجها وتهديدها على الجميع.
وفي هذا السياق قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد النحال لـ” الحياة الجديدة ” انه منذ بداية العدوان فان حركة فتح كانت تتابع بشكل ميداني أوضاع أهالي الشهداء والبيوت المدمرة حيث جرى توثيق الأضرار وتقديم ما يلزم للتخفيف من معاناة الشعب، وذلك من خلال خلايا الأزمة والطوارئ.
وعن استمرار ظاهرة الازدواجية والتمييز بشأن المساعدات أكد النحال أن العدوان لا يفرق بين فلسطيني وفلسطيني أو فصيل وآخر لأن العدوان طال الكل وحجم الدمار والتهجير بحاجة إلى جهود الجميع، مشيرا إلى انه من خلال المتابعة تبين غياب التنسيق وتبديد الجهود “ولهذا فإن عائلات تلقت مساعدات لأكثر من مرة وأخرى لم تستلم أي شيء خاصة التي تتواجد عند أقاربهم وهي الفئة المظلومة، لأنه لم يصلها أي نوع من المساعدات التي يتم بتوزيعها في المدارس مراكز الإيواء أو المؤسسات فقط“.
وشدد النحال على أهمية إجراء الدراسات الفعلية لحجم الدمار وتقديم المساعدات بصورة عادلة وثمن دور طواقمهم الصحافة والدفاع المدني والإسعاف الذين كان لهم الدور الفاعل ولا يقل عن دور جنود المقاومة.
من جهته أكد رئيس المجلس التنسيقي لتطوير خدمات البلديات يوسف أبو العجين انه تم مؤخرا عقد لقاءات مع رؤساء البلديات وجهات الاختصاص لوضع الخطط الأزمة لحصر الأضرار وإزالة الركام وإصلاح خطوط وشبكات المياه والصرف الصحي مشيرا إلى أن حجم الدمار والتدمير يحتاج للمزيد من الوقت والمعدات لا سيما وأن القدرة العملية للمعدات والآليات الحالية لا تزيد على 10% وفي حال توفير الآليات والوقود والعمل على مدار الساعة فان هذا يحتاج لحوالي العامين ما زالة الركام والأنقاض.
واعتبر أبو العجين أن إعادة الإعمار بحاجة إلى جهود فاعلة مشيرا إلى انه يتطلب تشكيل لجنة وطنية بعيدا عن الفصائلية والحزبية على أن يتم تسلم حكومة الوفاق الوطني مهام عملها الحقيقي في مختلف محافظات غزة وبإشراف مؤسسات الأمم المتحدة.
وطالب أبو العجين بالعمل الجاد للحفاظ على التواصل بين مصر والضفة شريان غزة وعدم البحث عن أي حلول أخرى من شأنها أن تساهم في الفصل بين غزة والضفة أو الشقيقة مصر على أن يتم الابتعاد عن التفكير الحزبي والضيق خلال الاجتماعات واللقاءات التي ستعقد في الأيام المقبلة لبحث أمور اعمار غزة بعد التوقيع على اتفاق التهدئة.