القاهرة / نقلت وسائل إعلام حكومية عن مصدر عسكري قوله الجمعة إن قوات الجيش المصري اعتقلت ستة ‘إرهابيين’ في سيناء بعد هجوم على مركز حدودي في وقت سابق الأسبوع الحالي مما أسفر عن مقتل 16 من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع اسرائيل.
وأرسلت مصر مئات الجنود والمدرعات الى شمال سيناء امس الخميس لمواجهة المتشددين الذين يمارسون نشاطهم قرب الحدود وقال قادة إن 20 شخصا يشتبه بأنهم إرهابيون قتلوا.
وتمثل الحملة أهمية كبيرة للحفاظ على استقرار العلاقات بين مصر واسرائيل والذي ساد منذ وقعت الدولتان معاهدة السلام عام 1979. ووصفت القاهرة العملية بأنها الاكبر التي تشهدها سيناء منذ حرب عام 1973 مع اسرائيل.
وقال المصدر العسكري للتلفزيون الرسمي إنه تم إلقاء القبض على ستة متشددين في الشيخ زويد حيث أطلقت الطائرات الحربية المصرية صواريخ على مخابىء مشتبه بها للمتشددين.
في الوقت نفسه قال مسؤول بالجيش لصحيفة ‘الاهرام’ الحكومية إن الاستعدادات جارية لمداهمة منطقة جبل الحلال بوسط سيناء لتطهيرها من العناصر ‘الإرهابية’.
وقال شاهد من رويترز إن عدة دبابات تتجه الى العريش اليوم. وأضاف أنه في اليومين الماضيين لم ير سوى مدرعات مزودة بأسلحة آلية في المنطقة.
وقال مصدر امني في شمال سيناء لرويترز إن سبعة وليس ستة اعتقلوا لكن لم يتسن التحقق من صحة الرقم على الفور.
وأضاف أن الرجال المحتجزين كانوا قد اعتقلوا من قبل بعد تفجيرات وقعت في منتجعات على ساحل جنوب سيناء على البحر الاحمر بين عامي 2004 و2006 أسفرت عن مقتل او اصابة مئات السائحين الاجانب وسجنوا لعدة اشهر ثم تم الإفراج عنهم دون توجيه اتهامات.
لكن بعض سكان سيناء تشككوا في العملية التي أفادت تقارير بقيام الجيش بها قائلين إنهم لم يروا اي علامات على سقوط قتلى فيما وصفوها بعملية ‘غير منظمة’.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية في شباط/ فبراير العام الماضي ساد الاضطراب شمال سيناء التي ينتشر فيها السلاح ويشكو سكانها من إهمال الحكومة لهم.
ووعد الرئيس محمد مرسي الذي انتخب حديثا وتولى منصبه في حزيران/ يونيو بإعادة الاستقرار.
ونحى جانبا الاتهامات بأن انتماءه لجماعة الاخوان المسلمين والتقارب الفكري مع حكام غزة من حركة حماس قد يدفعه الى تبني نهج اقل حدة تجاه النشطاء.
وعزل مرسي رئيس المخابرات العامة يوم الاربعاء وأعلن تغييرات اخرى في الجهاز الامني.
وتجمع مئات المحتجين في العريش امس للتنديد بالهجوم على مركز الشرطة وإظهار التأييد للجيش، وطالبوا بتعديل اتفاقية كامب ديفيد حتى تتاح للجيش المصري السيطرة الكاملة على سيناء.
كما دعوا الازهر الشريف الى المساعدة في نشر فهم معتدل للدين.
وقال محمد احمد (43 عاما) ‘نتمنى ان تحقق حملة الجيش اهدافها… لم نشعر بالأمان منذ اكثر من عامين ونسمع عن اناس لديهم أسلحة في الجبال. نتمنى أن تصل الحملة وتستأصلهم’.
وتعهد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة امس بتقديم الدعم لجهات التحقيق المصرية في الهجوم لكنه حث القاهرة على إعادة فتح معبر رفح المغلق منذ ذلك الحين.
ورفضت حماس إشارات الى أن مسلحين فلسطينيين شاركوا في الهجوم على الجنود وانتقدت القاهرة لفرضها ‘عقابا جماعيا’ على القطاع بإغلاق الحدود.
ويمر عبر معبر رفح نحو 800 شخص يوميا لدخول مصر او السفر الى الخارج وهو النافذة الوحيدة على العالم للأغلبية العظمى من سكان غزة.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن مسؤول كبير قوله إن مصر فتحت معبر رفح اليوم لتسمح بعودة المعتمرين من السعودية ومن تقطعت بهم السبل في طريق عودتهم الى غزة لكنها لم تذكر الى متى سيظل مفتوحا.
واتجهت مصر الى هدم انفاق التهريب التي تربط سيناء بقطاع غزة منذ هجوم الاحد. وقالت صحيفة ‘الاهرام’ إنه تم هدم نحو 150 نفقا. ويعتقد أن هناك أكثر من الف نفق.
وقال القيادي في حماس احمد بحر للمصلين في مسجد بغزة الجمعة إن الفلسطينيين يريدون استمرار المعبر مفتوحا امام البضائع والناس حتى لا تكون هناك حاجة الى الأنفاق.
وأضاف ان الانفاق كانت اجراء استثنائيا، وقال إنه حين يكون هناك ممر للتجارة الحرة فإن هذه المسألة ستنتهي.
وقال قائمون على الانفاق بالجانب المصري إن القوات المصرية لا تغلق الأنفاق التي كانت معروفة لها من قبل وكانت تدخل عبرها الاغذية ومواد البناء الى غزة.
ورحبت اسرائيل بالعملية المصرية فيما واصلت التعبير عن قلقها من تدهور الوضع في سيناء.
وتقول اسرائيل إن جماعات جهادية فلسطينية تعبر من غزة الى مصر وتستغل الفراغ الأمني في سيناء وتوحد صفوفها مع متشددين محليين بهدف مهاجمة حدود اسرائيل التي تمتد جنوبا الى البحر الأحمر.
وراجت السياحة في سيناء خاصة في الجنوب على ساحل البحر الاحمر في السنوات العشر الماضية لكن تم تشديد الاجراءات الأمنية بعد التفجيرات التي نفذها متشددون من شمال شبه الجزيرة بين عامي 2004 و2006 .
من شيماء فايد- القدس العربي