رام الله ـ غزة /تواصل حركتا فتح وحماس اتخاذ خطوات عملية على ارض الواقع لتهيئة الاجواء لتنفيذ اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام الداخلي المتواصل منذ منتصف عام 2007 حيث سمحت كل منهما للاخرى باقامة احتفالات بانطلاقتهما في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لاول مرة منذ حدوث الانقسام.
وفي ذلك الاتجاه دعت حركة حماس في محافظتي الخليل ونابلس بالضفة الغربية الاثنين لأوسع مشاركة في الفعاليات التي ستُنظم يومي الخميس والجمعة المقبلين في المحافظتين، احتفالاً بذكرى الإنطلاقة الخامسة والعشرين للحركة التي احتفلت فيها يوم السبت في غزة بحضور رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الذي زار القطاع لاول مرة. ففي محافظة نابلس، أعلنت حماس أن الفعالية ستُنظم تحت عنوان ‘حجارة السجيل’، وستبدأ بعد صلاة عصر الخميس بمسيرةٍ حاشدةٍ ستنطلق من مسجد النصر نحو دوار الشهداء، حيث سيكون هناك مهرجان خطابي حاشد، تُلقى فيه الكلمات وسيشارك فيه مختلف القوى والفصائل.
وفي محافظة الخليل، أعلنت الحركة عن تنظيمها فعاليةً للإنطلاقة يوم الجمعة القادم ستبدأ بمسيرة حاشدة ستنطلق من مسجد الحرس بعد صلاة الجمعة، باتجاه دوار ابن رشد وسط المدينة، حيث سيكون التجمع وسيُنظم مهرجان خطابي تلقى فيها كلمات المشاركين.
و تعتبر هذه المرة الأولى التي تحتفل فيها حركة حماس بذكرى الانطلاقة بمهرجانات رسمية في الضفة الغربية منذ أحداث الإنقسام في العام 2007، حيث سمحت أجهزة الامن الفلسطينية بإقامة هذه الاحتفالات، وذلك في ظل دفع الكل الفلسطيني سواء السلطة او حماس او الفصائل باتجاه انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
واكد خليل عساف رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية في تصريحات صحافية أن السلطة وافقت وبشكل رسمي على السماح لحماس بإقامة احتفالات في ذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية. وتأتي موافقة الاجهزة الامنية العاملة بالضفة الغربية والمحسوبة على حركة فتح على السماح لحماس بتنظيم احتفالات بذكرى انطلاقتها الـ 25 في الضفة بالتزامن مع تواصل الاستعدادات في فتح بقطاع غزة لتنظيم احتفال مركزي كبير هناك بمناسبة ذكرى الانطلاقة الـ48 لفتح. وأعلنت حركة فتح انطلاقتها في 1 كانون الثاني (يناير) 1965، كواحدة من حركات التحرر الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والحكومة المقالة في قطاع غزة تحظر إقامة مهرجانات لكل من حماس في الضفة وفتح في غزة وذلك منذ الانقسام في عام 2007.
ومن جهته أكد يحيى رباح مفوض حركة فتح في قطاع غزة ان الحركة ستنظم هذا العام مهرجانا مركزيا كبيرا في قطاع غزة في ذكرى الانطلاقة الـ48 لحركة فتح، وذلك في ظل الاجواء التصالحية والاجواء الوحدوية التي تسود الساحة الفلسطينية.
وأكد عضو الهيئة القيادية لحركة فتح في غزة عبد الله أبو سمهدانة أن حركته تلقت موافقة مبدئية من حركة حماس على إقامة مهرجان لإحياء الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الحركة في غزة.
وقال أبو سمهدانة في تصريح صحافي الاثنين إن ‘النوايا طيبة، وهناك موافقة مبدئية، وليست نهائية، ونرجو أن تتم الأمور على خير‘.
ونقل عن مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة الاثنين بان حماس رفضت إعطاء حركة فتح أرض الكتيبة لإقامة مهرجان إنطلاقة الحركة الثامنة والأربعين، ذلك المكان الذي احتفلت حماس فيه بالذكرى الـ 25 لانطلاقتها بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، فيما طرحت الأخيرة مكانين بديلين لإقامة مهرجانها الجماهيري وسط الأجواء التصالحية التي تسود قطاع غزة.
وأشارت المصادر عينها إلى أن حماس لم تبد أي معارضة لاقامة مهرجان فتح بغزة مثلما كان سابقاً لغاية اللحظة، سوى معارضتها إقامة المهرجان في أرض الكتيبة التي تسيطر عليها حماس منذ عدة سنوات غرب مدينة غزة.
إلى جانب ذلك أكد الدكتور فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي أن حركة فتح ستقيم لأول مرة مهرجان إنطلاقتها في قطاع غزة منذ خمس سنوات في الأول من يناير كانون الثاني (يناير) المقبل. وقال ابو شهلا في تصريح صحافي ‘إن الأجواء التصالحية السائدة حالياً بين فتح وحماس ستلعب دوراً في تعزيز المصالحة وإنهاء الانقسام ونأمل أن يتم مهرجان فتح بغزة‘.
وأضاف ‘حركة حماس تحظى بحرية كاملة في الضفة الغربية دون أي مشاكل تذكر ونحن في غزة كذلك حيث مثلنا حركة فتح لأول مرة في مهرجان إنطلاقة حماس في ظل الأجواء التصالحية لإنهاء الانقسام السياسي وتحقيق الوحدة الوطنية‘.
‘القدس العربي’