أمد/ باريس- وكالات: يدلي الناخبون الفرنسيون، الأحد، بأصواتهم في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي تمثل فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تهديداً غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة.
وينطلق التصويت في الثامنة صباحاً (06:00 بتوقيت جرينتش) وينتهي في (18:00 بتوقيت جرينتش)، إذ سيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا.
ويحق لحوالي 48.7 مليون فرنسي مسجلين في اللوائح الانتخابية، التصويت في تلك الانتخابات في المراكز القريبة من أماكن إقاماتهم.
ويختار الناخبون مرشّحهم في كشك، فيما تكون الستائر مغلقة، ثم يضعون ورقة الاقتراع في مظروف يسقطونه في صندوق اقتراع شفاف. وعليهم إظهار بطاقة هوية تحمل صورة، وتوقيع وثيقة، إلى جانب اسمهم، لاستكمال عملية الانتخاب.
وقبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة في الغزو الروسي لأوكرانيا، والتعافي الاقتصادي القوي بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.
لكن شعبيته تراجعت لعدة أسباب منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيباً للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية
لزيادة سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
في المقابل، قامت مارين لوبان المنتمية لأقصى اليمين والمشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا، وسط هتافات من أنصارها “سننتصر.. سننتصر”. وعززت موقفها من خلال التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في أقصى اليمين إريك زمور.
غير أن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى ويحقق الفوز في جولة الإعادة أمام لوبان في 24 أبريل الجاري، لكن استطلاعات رأي عدة، تقول الآن إن هذا يقع ضمن هامش الخطأ.
وقالت مارين لوبان في تجمع حاشد، الخميس الماضي، “مستعدون والفرنسيون معنا” وسط هتافات من أنصارها، ودعت إلى التصويت لها من أجل توجيه “العقاب العادل الذي يستحقه أولئك الذين حكمونا على نحو سيء”.
وأمضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاماً، والذي يتولى السلطة منذ 2017، الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير على الرغم من الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها “التجمع الوطني”.
وقال لصحيفة “لوباريزيان” إن “مواقفها الأساسية لم تتغير: إنها تنتهج برنامجاً عنصرياً يهدف إلى تقسيم المجتمع وهو قاس للغاية”.
وترفض لوبان مزاعم العنصرية، وتقول إن سياساتها ستفيد كل الفرنسيين بغض النظر عن أصولهم.
وعلى افتراض أن ماكرون ولوبان سيخوضان جولة إعادة، فإن الرئيس الفرنسي يواجه مشكلة، إذ أخبر العديد من الناخبين اليساريين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم لن يصوتوا لصالح ماكرون في جولة الإعادة لمجرد إبعاد لوبان عن السلطة، وذلك خلافاً لما حدث في عام 2017.
وسيتعين على ماكرون إقناعهم بتغيير موقفهم والتصويت له في الجولة الثانية. ويتفق ماكرون ولوبان على أن النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات.