
بيت لحم- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- تمكن أفراد العائلة، من إنهاض والدة الشهيد الفتى أمجد أبو سلطان (14) عاما، بصعوبة، من أمام جثمان ابنها في مشفى بيت جالا الحكومي، وهي تنشج: آه يا أمي، وتكررها، وسط الدموع على فلذة كبدها، الذي قتلته قوات الاحتلال، قبل أكثر من شهر، قرب شارع الستين الاستيطاني في مدينة بيت جالا، واحتفظت بجثمانه مدة 37 يوما.
كان ذلك يوم الأحد الماضي، بعد تسلم الجثمان ليلة السبت، وهو في حالة من التجمد، بعد حجزه في ثلاجات الاحتلال في درجة حرارة 40 درجة مئوية تحت الصفر، ليكون الشهيد التسعين الذي تحتجز سلطات الاحتلال جثمانه.
قبل يومين من تسلم الجثمان، عاشت العائلة دراما صعبة، عندما ذهب الوالد مع الجهات الرسمية لتسلم الجثمان، ولكن المفاجأة أن ما أحضره الاحتلال، لم يكن جثمان الشهيد أمجد.
نقل جثمان الشهيد، محمولا على أكتاف عناصر الأمن الوطني، للتشريح، الذي تصر عليه العائلة، قبل دفنه، لكشف ملابسات الجريمة الاحتلالية، التي وقعت في الخامس عشر من الشهر الماضي، وأسفرت عن استشهاد أبو سلطان، وإصابة زميل له، اعتقلته قوات الاحتلال.
تتذكر الأم، بحزن، كيف أنها اتصلت بهاتف ابنها، عندما انتشرت أنباء عن استشهاد فتى من بيت لحم، ولكن الهاتف الذي كان يرد دائما على الأم، ببساطة لم يرد.
يتمتع أسامة أبو سلطان، والد الشهيد بشخصية مقاتل، لا يستسلم بسهولة، فأصر على معرفة حقيقة ما حدث مع طفله الصغير، الذي أوصله ذات صباح إلى المدرسة، ثم بعد 37 يوما، يستلمه جثمانا، وهو الآن في انتظار ذوبان الجليد، حتى يشرح من طبيب شرعي مستقل، ليكشف تفاصيل جريمة الاحتلال، ويلاحق المجرمين في المحاكم المختلفة.
بعد تلقيه صدمة استشهاد ابنه، لم يستسلم أسامة أبو سلطان، وبدأ تحقيقه الخاص، في موقع الجريمة، وفحص المواد التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، واستنتج أن مخابرات الاحتلال، استدرجت ابنه إلى كمين.
يؤكد أبو سلطان، أنه لا يجب علينا قبول الرواية الاحتلالية، أو قبول أن يكون الشهيد رقما، فكل شهيد قصة، يجب أن تتابع على الصعد كافة. “سأحارب من أجل ابني، من أجل كشف الحقيقة، لقد استدرج طفلي إلى كمين على شكل دائرة، شارك فيه ما بين 40 – 50 جنديا، وقتل من مسافة صفر، بأربع رصاصات”.
يؤكد الأب، أن الاحتلال حاول، منذ قتل الابن، تشويه الحقائق، بدءا من ذكر عمره خطأ، ولكنه لم يستسلم، حتى تسلم الجثمان. يقول: “لن تنتهي القضية بدفن ابني، سأواصل ملاحقة المجرمين”.
ينتظر جسد الشهيد الطفل، حتى يذوب جليد الاحتلال عنه، ليخضع لتشريح مهني، يساهم في كشف ملابسات الجريمة.