رام الله : توجهت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والضفة وفي كل أماكن اللجوء والشتات، هذا الشعب العظيم الذي يواصل النضال ليزيل آثار العدوان وهزيمة الخامس من حزيران 1967، والتي تصادف ذكراها اليوم، فبعد 57 عاماً ما زال شعبنا متمسكاً بحقوقه وثوابته الوطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وقالت الجبهة، في بيان لها، بأن جماهير شعبنا سطرت بصمودها ملحمة بطولية رغم كل جرائم الحرب والسياسات والاجراءات العدوانية التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي وحكومته اليمينية العنصرية الفاشية والمتطرفة، مشيرةً إلى أن الوضع الذي كان قائماً من تنكر لحقوق شعبنا، واستباحه لأرضه، وانتهاك لمقدساته لا يمكن قبوله، وشعبنا سيظل يمارس حقه في المقاومة والنضال حتى دحر الاحتلال ونيل كامل حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الخالية من الاستيطان وذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
وأشادت الجبهة بالوحدة الوطنية التي تتجلى في التصدي لمحاولات الاحتلال تهجير أهلنا في مناطق مختلفة في قطاع غزة والذي يتعرض لحرب عدوانية شرسة وارهابية عنوانها الإبادة الجماعية، وكذلك ما يجري في العاصمة المحتلة لتفريغ القدس من أصحابها الحقيقيين والاعتداءات على المسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني، والممارسات العدوانية اليومية في كافة محافظات الضفة الغربية التي يسعى الاحتلال من خلالها الى تقويض المنجزات الوطنية وفرض سلطة الاحتلال في انسجام تام مع “اعلان بايدن” الذي يستهدف ضرب القضية الفلسطينية وتقويضها وفرض الحلول الأمريكية أحادية الجانب بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية.
وأكدت الجبهة بأن الحرب الهمجية التي تشنها حكومة الفاشية الاسرائيلية على شعبنا في قطاع غزة تعبر عن إفلاس سياسي، تعكس طبيعة عدوانية يتسم بها المجتمع الإسرائيلي الذي أخذ بالانزياح لليمين العنصري المتطرف، مشيدةً بالنهوض الوطني الشعبي في شتى المواقع وميادين النضال، والتي تتمثل بالمشاركة الواسعة من كل شرائح وقوى شعبنا في كل أشكال الفعل النضالي، وتوفير الحاضنة الشعبية للمقاومة، والذي يجسد وحدة الهدف والمصير والنضال والآمال والتطلعات لشعبنا في شتى أماكن تواجده.
وأشارت الجبهة إلى جملة من النتائج التي ترتبت على العدوان والحرب الأمريكية الاسرائيلية على قطاع غزة والصمود البطولي الذي حققه شعبنا، وأهمها استعادة القضية الفلسطينية مكانتها في المحافل الدولية، وتصدرها اهتمامات المجتمع الدولي من خلال تواصل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتعزيز مكانتها القانونية في الأمم المتحدة، وكذلك المنجزات المهمة في القضاء الدولي وبخاصة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وشددت الجبهة على أن الوضع الجديد وطبيعة المرحلة يتطلب إجراء مراجعة وطنية شاملة لكافة السياسات السابقة، وتبني خطة وطنية تستند إلى خطاب جديد وأدوات وأساليب عمل نضالية، واتخاذ خطوات جادة وملموسة، أهمها معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي، من خلال توفير كل سبل النجاح للحوار الوطني الشامل للفصائل الفلسطينية في الصين والذي سيعقد برعاية الخارجية الصينية، والتي تعتبر ضرورة واستجابة للتطورات السياسية ولمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني ونظامه السياسي ومستقبل قضيته الوطنية.