بيت لحم / أكد الرئيس محمود عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بيت لحم اليوم الثلاثاء، ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو.
وقال سيادته إن الطريق الوحيدة للسلام هي المفاوضات، ومن الضروري عقد مؤتمر سلام في موسكو.
وعبّر سيادته عن جزيل شكره وتقديره لدعم ومساندة جمهورية روسيا الاتحادية لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ووقوفها إلى جانب شعبنا في جميع محطات نضاله.
وفيما يلي كلمة الرئيس خلال المؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين الصديق العزيز على قلوب جميع أبناء شعبنا الفلسطيني
السيدات والسادة
يسعدني أن أرحب بفخامتكم يا سيادة الرئيس وأنتم تحلون ضيفا كبيرا وصديقا عزيزا على فلسطين، هنا في مدينة بيت لحم الجميلة والعريقة مهد السيد المسيح علية السلام، وإحدى أهم الحواضر الروحية والتاريخية في العالم، إلى جانب قدسنا الحبيبة والعريقة مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، معربين لفخامتكم عن جزيل الشكر وعميق التقدير على دعم ومساندة جمهورية روسيا الاتحادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
لقد دأبت روسيا على وقوفها الى جانب شعبنا الفلسطيني في جميع محطات نضاله من أجل تطلعاته الوطنية وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأكثر ما يعتز به شعبنا متانة الروابط الثقافية والدينية مع الشعب الروسي الشقيق، وما يشهد على ذلك إحياؤنا هذا الشهر للذكرى السنوية 130 لتأسيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وافتتاحنا العام الماضي مبنى المتحف الروسي في أريحا أقدم المدن، وسنقوم هذا اليوم بمرافقة فخامتكم لافتتاح المركز الثقافي العلمي هنا في مدينة بيت لحم.
تناولنا اليوم مع فخامة الرئيس جملة من القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها سبل تطوير العلاقات الثنائية، وما آلت اليه العملية السلمية، والنشاطات الاستيطانية التي تعتبر عقبة أساسية في طريق هذه العملية.
كذلك طلبنا من فخامة الرئيس مساعدنتنا على إطلاق سراح الأسرى، وخاصة أولئك الذين اعتقلو قبل عام 1994 وتم الاتفاق بيننا وبين الإسرائيلين منذ زمن، ولم يتم الإفراج عنهم بعد.
أكدنا لفخامة الرئيس أن الطريق الوحيدة للسلام هي المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين، وما زلنا نقول ونؤكد أنه من الضروري عقد مؤتمر سلام في موسكو، كما تم الاتفاق عليه منذ سنوات.
نحن نعرف اهتمام الأشقاء والأصدقاء في روسيا بالوضع الداخلي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، ولقد أكدت لفخامة الرئيس أننا ماضون في هذه المصالحة، ونؤكد أنه إذا تم تحديد موعد للانتخابت الرئاسية والتشريعية ستكون بوابة المصالحة.
كذلك تناولنا بالبحث الأوضاع العربية في كثير من الدول العربية التي تواجه ما يسمى بالربيع العربي، وناقشنا تفاصيل هذه الأوضاع كوننا نعرف تماما أن مثل هذا الوضع يهم روسيا وأيضا يهمنا كذلك.
مرة اخرى أرحب بفخامة الرئيس والصديق العزيز على قلوبنا والوفد المرافق له، معربين عن عميق الاحترام والتقدير لكم ومن خلالكم لشعبكم صديقنا، ولحكومتكم الموقرة، وأهلا وسهلا بكم في ربوع فلسطين، ونأمل أن تكون الزيارة التالية قريبا لدولة فلسطين المستقلة.
من جهته، قال الرئيس بوتين إن الاجتماع مع الرئيس عباس كان بناء، وتناول الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، والشرق الأوسط، ومشاريع الدعم والتعاون في مختلف الميادين.
وأضاف: بالنسبة لنا لا مشكلة لدينا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، حيث قمنا بذلك منذ 25 عاما، ولن نغير موقفنا.
وشكر بوتين الرئيس عباس على دعمه المستمر للتواجد الروسي في الأرض المقدسة، وعلى دعمه الفعال في تنفيذ المشاريع بهذا الصدد، وقال: ‘أنا على يقين أن عمل المركز الروسي العلمي الثقافي في بيت لحم، سيوسع التعاون في شتى المجالات.
وتابع: إن مواقفنا من أهم القضايا الإقليمية والدولية متقاربة، تحدثنا عن التغلب على مأزق العملية التفاوضية، وأشير هنا إلى المواقف المسؤولة التي تتخذها قيادة السلطة الفلسطينية والرئيس شخصيا الساعية لتوصل لحل سلمي بناء على أساس حل الدولتين، وأنا على يقين أن كل الأعمال أحادية الجانب تؤدي إلى حل غير بناء.
المصدر وكالة وفا