نيويورك : نشرت صحيفة ‘انترناشنال هيرالد تربيون’ الاربعاء مقالاً افتتاحياً تحت عنوان ‘مصر بحاجة للقيام بعمل’ تقول فيه ان المعونة البالغة 250 مليون دولار التي قدمتها اليها الولايات المتحدة يجب ان تلهم الرئيس محمد مرسي ومعارضيه الى انقاذ دولتهم الفاشلة.
وهنا نص المقال:’ان قرار الرئيس اوباما تقديم معونة مقدارها 250 مليون دولار الى مصر هو تصويت بالثقة في بلد حاسم الاهمية بالنسبة الى استقرار المنطقة ولكنه ايضاً يتأرجح على حافة كارثة اقتصادية. ويتوقف على حكومة مصر – ومعارضيها – الآن خلق اجماع سياسي واقتصادي يمكن ان يشغل الاموال الاميركية من اجل انقاذ دولتهم المتعثرة.
واوضح وزير الخارجية جون كيري، الذي اعلن عن المعونة في القاهرة الأحد، ان المسؤولية عن العثور على ارضية مشتركة تقع اولاً على كاهل الرئيس محمد مرسي. ومهمة الرئيس مرسي هي ان يقنع المعارضة السياسية بالانضمام اليه في منظومة اصلاحات اقتصادية من شأنها ان ترفع الضرائب، وتقلص اعانات الطاقة وتمهد السبيل امام (الحصول على) رزمة قروض قيمتها 8،4 بلايين دولار من صندوق النقد الدولي. ومن شأن قرض صندوق النقد الدولي بدوره ان يفتح الباب حتى لمزيد من المعونات من مؤسسات مالية وبلدان اخرى.
والتعاون مطلوب ايضاً من المعارضة. ذلك ان مصر بحاجة ماسة الى مؤسسات ديموقراطية قوية واقتصاد اكثر متانةً لتصحيح اوضاعها والتوجه نحو مستقبل افضل. وبدلاً من ذلك، استقر المتخاصمون العديدون على نمط ازمات سياسية واقتصادية متكررة تشكل خيانةً للثورة التي اطاحت بالدكتاتور حسني مبارك. ووقعت احدث النكسات الاسبوع الماضي عندما حذرت مجموعة المعارضة الرئيسة، جبهة الانقاذ الوطني، بانها ستقاطع الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في اواخر نيسان (ابريل) لان حكومة الرئيس مرسي التي يقودها الاسلاميون لم تعط ضماناً بان الانتخابات ستكون حرة ونزيهة.
ان قلقهم مشروع. فبدلاً من العمل نحو حكم يشمل الجميع، عمد الرئيس مرسي وحزبه الى تعزيز سلطتهم، وعجلوا في تمرير دستور معطوب اثار خلافات مريرة، وفشلوا في اصلاح قوة شرطة فاسدة، واقترحوا قانوناً جديداً سيقيد بشدة حق التجمع السلمي الحر ويشجع على المزيد من اساءة استخدام الشرطة صلاحياتها. ومع ذلك فان المعارضة لم تعرض بديلاً متماسكا يمكن ان يتحدى الاخوان المسلمين عند صناديق الاقتراع. وتبدو مقاطعة الانتخابات البرلمانية هزيمة للذات.
بعد ان حضت وزارة الخارجية (الاميركية) كل الاطراف على المشاركة في الانتخابات، رفض بعض زعماء المعارضة الاجتماع بوزير الخارجية كيري لانهم ‘يرفضون الضغط الاميركي’. ويبدو ذلك ايضاً هزيمة للذات. وبصراحة، من الصعب معرفة ما تريده المعارضة في حقيقة الامر من واشنطن. في لحظة ما كانت ضد التدخل، وفي اللحظة التالية عابت على الاميركيين انهم ليسوا متشددين بما يكفي تجاه الرئيس مرسي.
لقد حض كيري جميع المصريين على ان ‘يوحدوا صفوفهم’ لمواجهة التحديات الماثلة امام البلاد، مطمئناً اياهم في الوقت ذاته الى ان الولايات المتحدة ‘ملتزمة ليس باي حزب، وليس باي شخص واحد، وليس باي وجهة نظر سياسية معينة’، وانما بالديموقراطية، وحقوق الانسان، وحرية التعبير والتسامح. وقد داعب هذا بدقة الوتر الصحيح’.