بقلم : محمد علوش
أهمية يوم الثقافة الوطنية الذي يصادف اليوم الثالث عشر من آذار ، يوم مولد الشاعر الكوني الفلسطيني محمود درويش ، تكمن بالتوجه نحو تعزيز الجبهة الثقافية وتمكين المثقفين والأدباء والشعراء الفلسطينيين ، وتشجيع النشر وحماية الإبداع باعتبار الثقافة عنوانا أساسيا من عناوين القضية الفلسطينية والمشروع الوطني التحرري التقدمي .
كل الاحترام لدور الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ودور وزارة الثقافة الفلسطينية بنشر الثقافة وترسيخ قيم ومضامين إبداعية وجمالية وفكرية لحماية التراث الفلسطيني والثقافة الوطنية الفلسطينية ومحاربة التطبيع الثقافي وبلورة الهوية الوطنية والذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي المخيمات والشتات .
وهنا نطالب بأهمية توفير كل مقومات الفعل الإبداعي للمثقف الفلسطيني وتعزيز البعد الثقافي بمضامينه المختلفة ، باعتبار الثقافة ركيزة ودعامة من ركائز ودعائم المشروع الوطني الفلسطيني ، وباعتبارها العامل الأساس في تحفيز وإطلاق الفعل الوطني والنضالي دائما في مواجهة سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس .
في يوم الثقافة الوطنية ، نستذكر نضالات وتضحيات وإبداعات المثقفين والأدباء الفلسطينيين الشهداء محمود درويش وماجد أبو شرار وحنا مقبل وغسان كنفاني وعلي فودة ونوح إبراهيم وتوفيق زيّاد وغيرهم من أعمدة وقامات الثقافة الوطنية الفلسطينية الذين قدموا أروع صور الإبداع وتجلياته ببعد وطني تقدمي وبرؤية متوازنة بين الفن كفن وبين الكلمة المبدعة المقاتلة لحماية حقوق وثوابت وذكراة لشعب يرزح تحت نير احتلال إحلالي كولونيالي غاشم يعمل من اجل طمس الهوية الفلسطينية ودثرها بين ركام النسيان والضياع والتشرد .
أننا ونحن نحيي يوم الثقافة الوطنية فإننا نستحضر روح وتجربة المبدع الكبير محمود درويش الذي قدم فلسطين إلى العالم عبر قصيدة عفوية وصادقة حلقت بجناحيها على امتداد الأرض لتجعل من فلسطين وقضيتها ومأساتها قبلة لكل الأحرار والمناضلين في العالم المؤمنين بالحرية والعدالة والسلم والتقدم .
بمناسبة يوم الثقافة استذكر أصدقائي الأعزاء الراحلين شكيب جهشان ونزيه خير ومحمد حمزة غنايم وعايد عمرو وطه محمد علي وكل الأدباء الراحلين الذين نسجنا علاقات المحبة والتواصل معهم ومع نتاجهم الأدبي الراقي ، نستذكركم ونستذكر مسيراتكم الحافة بالعطاء والتميز ، انتم جذر الجذر وانتم الصرخة الباقية والموعد المنتظر .
التحية لإبداعات وإسهامات كافة الأدباء والشعراء الفلسطينيين والعرب التي أسهمت في حماية وصون الحقوق التاريخية والذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني وعززت التصاق وانصهار الفلسطيني بأرضه وتراثه وقدسية وطنه ، ونوصل التحية للشاعر العربي الفلسطيني الكبير سميح القاسم وكوكبة الأدباء الفلسطينيين على مختلف منابتهم وتوجهاتهم والى الشعراء والأدباء الشباب خاصة الذين يكملون المسيرة على ذلت الخطى حاملين راية الإبداع والتجديد وحماية الثوابت .