بيت صفافا- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- تهيمن قبة مسجد الرحمن الذهبية الجديدة، على المشهد الذي تتداخل فيه المشاريع الاستعمارية، المقامة على أراضي قرية بيت صفافا، جنوب القدس المحتلة، التي تصنف وفق بلدية القدس الاحتلالية، بحي، له إدارة محلية، مشتركة مع قرية شرفات القريبة.
قسمت بيت صفافا، خلال النكبة، وعاشت العائلات المقسمة على طرفي سياج، يمنعهم من التواصل، واعتبرت حدوده سكة حديد القدس- يافا، وفي حزيران 1967، وقعت القرية كلها تحت الاحتلال، ولكن ذلك لا يفسر كل قصة الأطماع الاحتلالية بأراضي القرية التي بدأت مبكرا، وأصبحت المستوطنات تحيط بها.
يطلق الأهالي على مسجد الرحمن، المسجد الشرقي، وهو أحد المساجد القديمة في بيت صفافا، يحيطه الآن، مبنى البلدية، ومنشآت عامة، كمقر النادي العربي الصفافي، وملعب كرة القدم، وغيرها.
في عام 2021، أطلقت لجنة مسجد الرحمن (الشرقي)، حملة تبرعات، لتوسعة المسجد، وتمكنت من إكمال البناء، ووضع قبة صفراء ذهبية، تحاكي قبة الصخرة المشرفة، والتي أضحت مهيمنة عمرانيا، على المشهد العمراني الهجين، قريبا من منطقة “تل بيوت” الصناعية، التي بنيت على أراضي القرية، وشارع واسع يربط بين شارع القدس- الخليل، وقرية المالحة المحتلة، وجبل القطمون، الذي هجر أهله، بعد معارك ضارية عام النكبة.
وتبدو القبة، بارزة، وحاضرة، تتطاول على الجسر المقام على شارع تطلق عليه دولة الاحتلال موشيه برعام، وهو ما اعتبرته جماعات استيطانية، مستفزا لها، يذكرها بفلسطينية المكان، الذي تحاول المشاريع الاستيطانية، ومن بينها الشارع طمس هويته.
بدأ المستوطنون يتوقفون على الجسر، ويلتقطون الصور للقبة، وينشرونها، مع عبارات تحريضية، مطالبين بلدية القدس الاحتلالية، بالتدخل لهدمها.
وتطور الأمر، إلى إقدام جماعات استيطانية، إلى رفع كتب إلى البلدية الاحتلالية، لهدم القبة، والتحريض في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ليس فقط على القبة ومسجدها، ولكن أيضا على بلدة بيت صفافا.
يسود بيت صفافا، صمت الترقب، رغم الحركة الدؤوبة في مبنى المجلس المحلي، ويفضل من التقاهم مراسل “الحياة الجديدة”، من مسؤولين، عدم التصريح والترقب، حتى تظهر بلدية الاحتلال ما لديها، بشأن التحريض حول القبة الذهبية.
في الوقت ذاته، يؤكدون، أنهم، وخلافا لما نشرته وسائل الإعلام، لم يتسلموا، أية قرارات هدم تخص القبة أو توسعة المسجد، الذي بني في عشرينيات القرن الماضي.
واعتبروا التحريض الاستيطاني، لا مبرر له أبدا، وإنما يكشف مدى العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، التي تجعل المستوطنين، لا يريدون أن يروا حتى ترميما للمساجد، التي هي بيوت عبادة، يدعى فيه لكل ما هو خير، ولكنها تواجه بالتحريض.
تواجه القرية، الآن، خطر بناء مشروع استيطاني ضخم، على أرضها، وأراض أخرى تابعة لمدينتي بيت جالا وبيت لحم، قبالة دير مار الياس، على شارع القدس- الخليل، وتعمل الجرافات الاحتلالية، منذ شهور في تجريف الأرض، تمهيدا للبناء الاستيطاني، الذي سيكرس فصل مدينة القدس، عن مدينة بيت لحم، ويتضمن المشروع الاستيطاني منشآت سياحية، للتأثير على مكانة بيت لحم، الدينية، والسياحية.