هي موانىء أربعة: الزبارة – لنجة – البصرة – الشارقة.
الزبارة: وقد أسسها آل خليفة على الساحل القطري.
لنجة: وقد بناها عرب الساحل العربي الذي تمثله الآن دولة الإمارات العربية المتحدة.
البصرة: الميناء العراقي المعروف. وكان اتصالها في ذلك الزمن أكثر بالخليج منه بالعراق.
الشارقة: المدينة أو الإمارة التي تعد واحدة من دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي عاصمتها الثقافية، في وقتنا هذا.
وقد ازدهرت هذه المرافئ في القرن الثامن عشر أي حوالي عام 1750… وكانت هذه المرافئ تتبادل الركاب والسلع. وكانت رمز التبادل التجاري العربي في تلك الفترة. ولم تحظَ تلك المرافئ بحكام نابهين، وإن حظي بعضها.
لذلك، كانت التجارة التي مارستها من نوع «القطاع الخاص» لا «العام». وكانت القوارب الصغيرة التي تستخدمها تؤدي الغرض في مياه الخليج العربي، إذ كلها واقعة على سواحله. وعلى رغم الحروب التي كانت قائمة في ذلك الوقت إلا أنها كانت تمارس تجارتها، وكأن تلك الحروب لم تقع!
ومن القصص التاريخية التي وقعت لبعضها أن الزبارة القريبة من البحرين، فتحت شهية حكام طهران… فعينوا نصر بن سيار حاكماً على البحرين… وكان هذا فاتحة لقيام آل خليفة بغزوه في البحرين، وأن يصبحوا حكامها منذ ذلك الوقت.
ومما يروى عن آل خليفة من قصص إنسانية أن أحمد الفاتح، قائد الحملة الخليفية على البحرين، بعث بعائلة نصر بن سيار إليه، وهو في إيران.
وبالنسبة إلى البصرة، فقد ظل الفرس في إيران يرمقون تجارتها بعين الغيرة، إلى أن غزوها وخربوها. فقيل: بعد «خراب البصرة «. ورحل سكانها العرب إلى مرفأ الشارقة… من هنا تكونت إمارة الشارقة.
وقد انشغلت البصرة بالتجارة ولم تأخذ الاحتياط العسكري لذلك الغزو، فصارت المقولة «بعد خراب البصرة « شائعة في الخليج كله.
أما لنجة، فقد أخذ الفرس يتربصون بها إلى أن ضمت إلى أملاكهم… نظراً إلى وقوعها على الساحل الفارسي.
وأما الزبارة، فقد ظلت موضع نزاع بين قطر والبحرين إلى أن تم حل القضية أخيراً في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وقال ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة: «إن البلدين الشقيقين قد ربحا القضية».
وقد كان للإنكليز دور في نزاع قطر والبحرين على الزبارة. أرادت إنكلترا في ذلك الوقت السيطرة على جزر البحرين المنفصلة عن البر العربي وقد ظهر النفط في البر القطري، فكان ذلك داعياً لوقوف إنكلترا إلى جانب قطر في النزاع.
وتلك هي قصة التجارة العربية في الخليج العربي عبر الموانء الأربعة: الزبارة، لنجة، البصرة، الشارقة.
الحياة اللندنية