رام الله/ انبهر الفلسطينيون، امس، وهم يتابعون مراسيم تنصيب الرئيس المصري، عبد الفتاح السياسي، رسميا كرئيس منتخب للجمهورية العربية المصرية، بمشاركة قيادات عربية ودولية، والامل يحدوهم في ان تشكل نتائج الانتخابات المصرية الجديدة مصدر استقرار وأمن للشعب المصري الشقيق كون تحقيق ذلك يشكل رافعة قوية لدعم القضية الفلسطينية.
انتخاب الرئيس عبد الفتاح السياسي بأغلبية ساحقة، بالنسبة لمعظم الفلسطينيين يشكل مدخلا لاحداث التوازن المطلوب في المنطقة التي أغرقتها قوى خارجية في اقتتالات داخلية تسال فيها الدماء وتسحق فيها الجماجم، ما يجعل تولي السيسي لمقاليد الحكم في فرصة ثمينة تستوجب من كافة الدول العربية والأجنبية الصديقة للشعوب والمحبة للسلام دعمه واسناده خاصة أنه أمام تحديات جسام أولها توحيد الشعب المصري والحفاظ على وحدته التي واجه بها كل محاولات التشويه والتفريق، اضافة الى تحديات اقتصادية واجتماعية وتنموية.
وحسب آراء ومواقف العديد من القيادات الفلسطينية في أحاديث منفصلة لـ( الحياة الجديدة)، فان التطورات السياسية الحاصلة في مصر بتولي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم هناك ستساهم في فتح آفاق جديدة أمام الشعب المصري أولا الذي قام بثورتين متتاليين لتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية واستعادة الدور والمكانة المرموقة لجمهورية مصر على المستوى الاقليمي والدولي، في حين ان مراقبين ومحللين فلسطينيين يرون ان ما قام به السيسي لا يقل اهمية في الوزن والتوقيت عن القرار الجريء الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، بل ان بعضهم قال: “عبد الناصر أمم القناة لكن السيسي يأمم مصر بعد محاولات تمزيقها”، في اشارة واضحة الى الدور الذي لعبه السيسي في وأد ابشع مؤامرة كانت تحاك ضد الشعب المصري ودورها الريادي في المنطقة.
القيادة الفلسطينية كانت من اولى القيادات التي باركت فوز السيسي في الانتخابات وتعول كثيرا على الدور المصري في المنطقة لا سيما ان القيادة المصرية وشعبها الشقيق يعتبران القضية الفلسطينية قضية مركزية تهم كل مواطن مصري وبالتالي فان الموقف الرسمي والشعبي في مصر ينظران الى فلسطين على انها خارج كل الخلافات والصراعات وتستوجب حشد كل الطاقات لنصرتها ودعمها واسنادها في مواجهة دولة الاحتلال.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.احمد مجدلاني قال: “هذا يوم تاريخي في حياة المنطقة والامة العربية لان مصر لها دور اقليمي مهم ومن شأنها توحيد الصف العربي ولعب دور اقليمي في المنطقة كلها بما يساهم في خلق توازن افتقرته المنطقة لمصلحة قوى اقليمية مثل تركيا وايران واسرائيل“.
واضاف: “بالتالي فان مصر الجديدة بعد ثورتين كبيرتين احدثتا تغييرا في العالم العربي كله وليس فقط في مصر، فنعتقد ان مصر ستكون قادرة على استعادة الاستقرار السياسي والامني ولعب دور مهم على صعيد المنطقة وبالتالي تشكل رافعة للقضية الفلسطينية في مواجهة الضغوط الامريكية والاسرائيلية.
وتابع: “ان انتخاب وتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي من شأنه تصحيح مسارة الثورة التي اقتعلت حركة الاخوان المسلمين، ويعزز امال المصريين الشعوب العربية في نيل حريته وكرامته وتعزيز الديمقراطية وانهاء سياسة قمع الحريات“.
وقال مجدلاني: “نحن مع خيارات الشعب المصري الذي يسير في الاتجاه الصحيح من خلال اقتلاع حكم الاخوان وتوجيه ضربة قاصمة للمشروع الاميركي الذي يقوم على اساس تسليم الاسلام السياسي مقاليد الحكم في العالم العربي نحو انجاز مصالحة تاريخية مع الحركة الصهيونية، الامر الذي وضع مصر امام مخاطر كبيرة اقلها التقسيم“.
وقال امين عام حزب الشعب، بسام الصالحي،: “انها مرحلة جديدة في حياة الشعب المصري ونقدم التهنئة للشعب المصري وللرئيس عبد الفتاح السياسي على هذا النجاح الكاسح، وما نتوقعه حقيقة هو تعزيز دور ومكانة جمهورية مصر العربية على المستوى الاقليمي والدولي.
وشدد الصالحي على ان الشعب المصري الذي قاد هذه الثورات ليقطف ثمارها بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة ووضع في مكانتها الطبيعية، مشيرا الى تقوية مصر بقيادة مصرية منتخبة سوف ينعكس على القضية الفلسطينية بصورة مباشرة.
وقال الناطق الرسمي باسم حركة فتح، احمد عساف،: “اليوم مهم وتاريخي للشعب المصري وفي تاريخ الامة العربية بوجود رئيس قوي قادر على حماية مستقبل مصر ونقلها من محطة الارهاب الى محطة الاستقرار والازدهار”، مشددا ان نجاح قيادة مصر في تخطي العقبات والصعوبات سوف ينعكس مباشرة على استعادتها لدورها الاقليمي والدولي وبالتالي ينعكس على القضية الفلسطينية حيث حرصت مصر على حماية قضيتنا الوطنية ولم تتخلى عنها يوما في جميع المحطات الصعبة التي واجهتها مصر سابقا.
واكد عساف حرص القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس على حضور حفل التنصيب على رأس وفد فلسطيني رسمي يعكس مستوى الاحترام والتقدير لجمهورية مصر العربية وقيادتها ورئيسها الجديد عبد الفتاح السيسي، مشيرا الى ان الرئيس محمود عباس وصف ما جرى في مصر بانه معجزة استطاع فيها الشعب المصري من قيادة ثورتين متتاليين وصولا الى انتخاب الرئيس عبد الفتاج السيسي في انتخابات ديمقراطية ويحقق فوزا كاسحا يساهم في تطوير مصر ويضعها في مكانتها الطبيعية.
واشار عساف الى ان المواقف والتصريحات التي اطلقها الرئيس السيسي تؤكد انه رجل وطني وقومي ومخلص للشعب المصري وقضايا الامة العربية، ما يؤكد قدرته على قيادة مصر ونقلها نحو التطور والازدهار وبالتالي فان هذه النجاحات سيكون لها بالغ الاثر على تعظيم الدور المصري في حماية القضية الفلسطينية من اجل محاولات اسرائيلية للاستفراد بالشعب الفلسطيني.
من جانبه قال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، د.ياسر وادية،: “اننا قدمنا التهنئة بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية وحلفه اليمين امام المحكمة الدستورية“.
واضاف: “اننا نرى ان مصر دخلت مرحلة جديدة ما يبشر باستعادة والمكانة الطبيعية لمصر في المنطقة وفي العالم (..)، ونرى ان هذه خطوة في الاتجاه الصحيح ونحن مع خيار الشعب المصري الذي تربطه مع الشعب الفلسطيني علاقة توأمة ابدية”، مشددا على ان تحقيق الامن والاستقرار في مصر ودفع عجلتها نحو العمل والازدهار والتقدم سوف يساهم في تعزيز مكانة مصر في المنطقة لانها قلب الامة العربية النابض والداعم لشعبنا وقضيتنا الوطنية.
واضاف: “هذا الشعب يستحق الاحترام والتقدير ولا ننسى مواقف قادته على مدار سنوات ماضية وما حققوه من انجازات للشعب المصري خصوصا القائد الخالد والمرحوم جمال عبد الناصر“.
|