رام الله : ملامح شقراء هادئة، وجه ملائكي رائق، جلسة تصوير بسيطة، يرتدي فيها الكوفية، كالاف المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني، اختار علم فلسطين ليزين به صورته .. في مغارة فلسطينية متواضعة القى رحاله.
المتضامن الاسرائيلي مع الشعب الفلسطيني “اندريه يعقوب” او هكذا كان يبدو حتى قبل ايام من اعلان السلطات المصرية اعتقاله، متسللا الى سيناء.
شارك في المسيرات التضامنية مع الفلسطينيين ضد الجدار والاستيطان، وكذلك برز في رمي الحجارة على جنود الاحتلال في المظاهرات ضد الاستيطان والجدار في مناطق بيت لحم والولجة والمعصرة والخليل. كما يفيد احد الناشطين الفلسطينيين الذي كان برفقة يعقوب في المظاهرات التضامنية لـ دوت كوم.
استأجر يعقوب المتهم بالتجسس في مصر غرفة في مخيم الدهيشة بعد ان كسب ود الجميع، لما ابداه من كره لممارسات الجيش الاسرائيلي، وبرغبته في ان يصبح فلسطينيا ومقاوما”، كما يشير اهالي المخيم.
“النضال في سبيل تحقيق العدالة الانسانية، ورفضه للممارسات الاحتلال دفعه للتوجه الى مخيم الدهيشة”، كما اخبر الشبان بذلك. وكان حريصا على المشاركة في مختلف النشاطات برفقة متضامنين اجانب ويهود في الضفة الغربية ضد الاحتلال.
يعقوب يجيد اللغة العربية بطلاقة، وكان حريصا ان يتعلم أدق تفاصيل عادات العرب والفلسطينيين ، كما اشار الشبان الذين التقوا في اندريه يعقوب حينما اقام في المخيم مدة شهر في يناير من العام الماضي.
جدران غرفته الصغيرة في وسط مخيم الدهيشة في بيت لحم كانت تحتضن صورا للرموز المقاومة الفلسطينية، ياسر عرفات، وابو علي مصطفى، واحمد ياسين.. “كانوا ابطاله المفضلين يستحقون التخليد ولو على جدران غرفته”، كما يقول صاحب المنزل الذي استأجر يعقوب لديه، كما ان صورة ابو جهاد ( خليل الوزير ) الذي اغتاله الموساد في تونس كانت معلقة على جدار غرفته المفضله لديه.
صاحب المنزل القاطن في مخيم الدهيشة، الذي أجر يعقوب المنزل لمدة شهر وسط مخيم الدهيشة اشار الى أن، انطباعهم كان جيدا عنه وتعامله لطيف مع الجميع، وكان حريصا على اظهار تضامنه مع الفلسطينيين.
واضاف ان يعقوب يهودي من اصل روسي كما اخبره في ذلك، مضيفا أنه رفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي، لكنه بعد عدة ايام اعترف لأحد اصدقائه في المخيم انه عمل لمدة سنتين في الجيش الاسرائيلي وحصل على عدة اوسمة.
واشار صاحب المنزل ان يعقوب عمل في قسم برمجة الكمبيوتر في الجيش الاسرائىلي، واضاف حينما علمنا بذلك، “قطعنا جميعا علاقتنا به بشكل كامل”.
وقال صاحب المنزل، لـ دوت كوم، ان “رويات الاسرائيلي اصبحت تتناقض وتتغير من حين لآخر فاصبح لدى الشباب شكوك انه يعمل لصالح الموساد الاسرائيلي”، فتم تبيلغ اجهزة الامن الفلسطينية في بيت لحم، بذلك.
الاسرائيلي فر من المخيم، وقامت الاجهزة الامنية الفلسطينية بتفتيش المنزل وتم ضبط بعد البطاقات التي تؤكد انه ضابط رفيع في الجيش الاسرائيلي، وبعد الصور مع زملاء له. كما افاد صاحب الشقة.
واضاف لـ دوت كوم، انه لم يتم العثور على اي تسجيلات او معدات خاصة للتجسس.
وافاد اهال المخيم انه تم القبض على يعقوب في منطقة اخرى في بيت لحم من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية وتم التحقيق معه، واكد انه متضامن مع الفلسطينيين حينها، وتم تسليمه للارتباط الاسرائيلي في مدينة بيت جالا، وهذا ما أكدته وسائل اعلامية حينها برغبة جندي اسرائيلي بالحصول على جنسية فلسطينية.
الناطق باسم الاجهزة الامنية اللواء عدنان الضميري نفى لـ دوت كوم وجود اي معلومات لديه حول هذا الموضوع.
“الاسرائيلي كان يتردد على أحد المقاهي في المخيم، وكان حريصا ان يجلس وسط الشبان والتجمعات”، كما يقول صاحب مقهى في مخيم الدهيشة، لـ دوت كوم.
فيما اتهم أحد الشبان من رواد المقهى التي كان يتردد عليها يعقوب ان جميع اصدقائه ممن كانوا لديهم نشاطات ضد الاحتلال اعتقلوا بعد ان دخل اندريه إلى القهوة والمخيم.
وتكشفت حقيقة اندريه ماكسيم يعقوب، (25 عاما) بعد ان تسسل الى سيناء بطريقة غير شرعية وتم اللقاء القبض عليه من قبل السلطات المصرية، كما تم الاعلان عن ذلك قبل عدت ايام.
وفق المصادر المصرية فقد تم تمديد اعتقال الاسرائيلي بعد فشل التحقيقات المصرية الاولية بمعرفة سبب دخوله الاراضي المصرية، واشارت بعض الجهات انه ضابط موساد اسرئيلي مدرب جيدا على الصمود تحت التحقيق.
فيما اعلنت عائلة يعقوب اندريه انه كان بصدد التوجه الى طابا المصرية للقاء اصدقاء له من فرنسا، فيما تحدث يعقوب انه كان بصدد التسلسل الى قطاع غزة لانضمام للمقاومة الفلسطينية.
وأكدت بعض الجهات الامنية المصرية في تقاير اعلامية انه ينتمى الى احدى المؤسسات الامنية الاسرائيلية وانه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ودخل الى سيناء لمهمة خطيرة.
بعض الاشخاص ممن تظاهروا مع يعقوب اشاروا الى ان نشاطه التضامني قد يكون لاسباب انسانية واخلاقية كما يقول، او كان بصدد حصوله على هوية تضليلية لنشاطات اخرى وفي مناطق اخرى، او لتعلم اللغة والعادات الفلسطينية.
من جهته أكد الامين العام للحركة الشعبية في فلسطين يوسف ابو ماريا، ان اندريه يعقوب كان ناشطا في منطقة بيت لحم وهو ضابط في الجيش الاسرائيلي بعد ان تم التحري عنه، مضيفا ان اهالي المخيم تفاجئوا عندما سمعوا عن اعتقاله في مصر، موضحا انه شخص عادي في تحركاته.
واضاف ان اندريه يعقوب كان قد عرض على الاهالي تقديم مساعدات ودعم.
واشار ابو ماريا الى ان هناك اجراءات تتخذ من قبل اللجان حول مشاركة المتضامنين الاجانب واقامتهم في الاراضي الفلسطينية.
مؤكدا بعد هذه المعلومات انه بصدد اتخاذ اجراءات وتحريات بشكل اكبر عن اي متضامن اجنبي ممم يشاركون في الفعاليات والمسيرات ضد الجدار والاستيطان.
واشار ابو ماريا الى ان الموساد يحاول دس عناصر له لمعرفة طبيعة العمل الشعبي واين سيتوجه في المستقبل.
من جهته اكد امين سر حركة فتح في مخيم الدهيشة محمد الجعفري تواجد يعقوب في المخيم، موضحا أنه كان احد المتضامنين العاديين الذين يقيمون في المخيم.
مضيفا أن جهاز المخابرات الفلسطينية كان يبحث عن يعقوب بعد وصول معلومات واعترافات معينة، الا انه اختفى بعد ان تزوج فتاة فلسطينية.
وبين انه لم يكن لدينا اي معلومات تؤكد انه من الموساد الاسرائيلي.
القدس دوت كوم.