الناصرة – كشف النقاب أمس الجمعة عن أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كانت قد حذرت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، من اتخاذ إجراءات تؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية، في أعقاب تصويت الأمم المتحدة المرتقب، على قبول فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، كما ظهر أن اسرائيل حاولت خلال الأيام الماضية ممارسة ضغوط على القيادة الفلسطينية لحملها على التراجع عن قرارها بالتوجه للأمم المتحدة بطلب الاعتراف بالدولة، وفي المقابل فقد قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز أمس، إن الرئيس محمود عباس هو شريك للسلام وعلى اسرائيل أن تعلن عن مبادرة سياسية.
وقالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، إن كلينتون التقت خلال زيارتها الى اسرائيل، في إطار المفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، كلا من نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وفي إطار الحديث عن شروط وقف إطلاق النار، طرح الجانب الاسرائيلي مسألة توجه منظمة التحرير الفلسطينية الى الأمم المتحدة بطلب الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، وأن تكون عضوا مراقبا في الأمم المتحدة.
وتقول مصادر اسرائيلية، إن الفلسطينيين سيحصلون على تأييد ما لا يقل عن 150 دولة من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، في حين إن موقف الباقي سيتراوح ما بين الامتناع والمعارضة، أو عدم المشاركة في التصويت.
وحسب تلك المصادر، فإن تخوف اسرائيل الفوري، هو أن يتوجه الفلسطينيون فورا بعد الاعتراف، بطلب القبول في عضوية المحكمة الدولية في لاهاي، ومن ثم يشرع الفلسطينيون في تقديم شكاوى في اسرائيل تتعلق بجرائم الحرب، ومن بينها مسألة الاستيطان، التي يعارضها القانون الدولي.
وكما يستدل من التقرير، فإن اسرائيل قد تكون مررت تهديدات مبطنة عبر كلينتون للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إذ جاء أن اسرائيل هددت باتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية في حال الإصرار على التصويت في الأمم المتحدة على الدولة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة، إن كلينتون طلبت من أبو مازن إعادة النظر في التوجه الى الأمم المتحدة، أو على الأقل تأجيل التصويت الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وكما يبدو فإن طلبا مماثلا عرضه على أبو مازن، السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلا أن رد الرئيس أبو مازن كان حازما، بأن لا عودة عن قرار طلب التصويت يوم الخميس المقبل التاسع والعشرين من الشهر الحالي، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة، إن أبو مازن رد على التهديدات بأنه في حال اتخذت اسرائيل إجراءات عقابية من السلطة الفلسطينية، مثل تجميد أموال الضرائب وغيرها من الإجراءات، فإنه سيدعو نتنياهو الى المقاطعة في رام الله ويسلمه المفاتيح، ويعود أبو مازن الى بيته.
وبعد هذا الرد الحازم، عادت كلينتون الى اسرائيل، مساء الثلاثاء، والتقت مجددا الثلاثي نتنياهو وباراك وليبرمان، وعرضت عليهم الموقف الفلسطيني الرسمي، ولكنها حذرت اسرائيل من أن أي إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية ستؤدي الى انهيار السلطة، في الوقت الذي تعززت فيه قوة حركة حماس، بعد العدوان على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن موظف أميركي مسؤول، لم تذكر اسمه، قوله، إن رسالة واشنطن الى تل أبيب، أن على الأخيرة أن لا تقدم على خطوات من شأنها أن تدمر كل ما هو قائم، وقال، “نحن نعتقد أن علينا تقليص الأضرار المفترضة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية الى أدنى حد ممكن، فالخطوات المتطرفة لن تساعد في الحال، وإنما تصعد الأوضاع القائمة الى ما هو أكثر”.
هذا وفي المقابل، فقد قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، في مقابلة مع موقع “واينت” الإخباري على شبكة الإنترنت، والتابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنه يرى بالرئيس أبو مازن شريكا للسلام، وقال، “من ناحية أبو مازن، فأن يقول أنه ضد الإرهاب، وأنه مؤيد للسلام، وأنه يؤيد قيام دولة عربية (فلسطين) منزوعة السلاح، وأن مسألة اللاجئين تحل في المفاوضات، وبشكل متفق عليه، فهذه أمور ليست مقبولة على الشارع العربي، ورغم ذلك فهو يصرح بها بصوت عال، وبالتأكيد أنا أرى به شريكا للسلام”.
وتابع بيريز قائلا، “يجب النظر الى الأمام للمرحلة المقبلة، وهي مرحلة يجب أن تكون سياسية، يجب العودة الى طاولة المفاوضات، فهناك لاعبون جدد، ومجموعات جديدة في الشرق الأوسط، وعدد منهم يفاجئون للأفضل، وبعضا منهم يفاجئون للأسوأ، فإيران مثلا، ألم ترسل قذائف الى حماس كي يطلقوها على اسرائيل، وهي أرسلت صواريخ لحزب الله، وقد ملأت الشرق الأوسط بالصواريخ، ولهذا فإيران خطرة ليست فقط من باب مشروعها النووي، وإنما أيضا لكونها الإرهابية رقم 1 في العالم”، حسب تعبير بيريز.
وقال بيريز، إن على اسرائيل أن تكرس الأيام، التي تلي المواجهة العسكرية، من أجل أن تطرح مبادرة سياسية، يكون فيها الكثير مما يمكن فعله، وعلينا أن نذكر أن من ظهر بتصرفه بشكل سليم وخارج عن المألوف، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وقف بصوت عال، بدون حسابات الى جانب اسرائيل، وقد عمل من أجل وقف إطلاق النار وهذا شأن كبير”.
كما امتدح بيريز الرئيس المصري محمد مرسي، بقوله، إن الرئيس المصري الذي انتخب أثبت روح القيادة السياسية، كما أثبت أنه ينظر الى الصورة الأوسع، وليس المصالح الضيقة المحلية”.
برهوم جرايسي- الغد الاردنية .