[نتغدى فيهم قبل ما يتعشو فينا].. هكذا يمكن وصف اللحظات الصعبة التي سبقت خطاب الرئيس محمود عباس والدوافع التي جعلت الرجل المعروف داخل حركة فتح بـ “صاحب العقل الاستراتيجي” لما يتمتع به من هدوء، وصبر، وطول بال، واتزان خطوات، واتساع رؤية- وعلى نحو مفاجيء بان يخرج عن مألوف هدوئه ليكسر الانماط التقليدية التي طالما حكمت اللعبة السياسية السائدة، عبر القيام بقفزة عريضة قلبت الطاولة وخلطت الاوراق، كانت بمثابة القاء حجر في المياه الراكدة، بعد ان تبين له ملامح ما بات يعرف بـ “صفقة بولارد” التي أعدت كفخ نصب له في اجتماع [كيري نتنياهو] في تلك الليلة الطويلة، التي لم يتمكن بعدها كيري من اتمام برنامجه بالوصول الى رام الله مرجئا الزيارة الى اليوم التالي، بعد عودته من بروكسل لحضور اجتماع وصف بالهام لحلف الاطلسي.
وبينما كانت الرئاسة تبلغ الصحفيين بالغاء زيارة كيري للمقاطعة كان كبير المفاوضين د. صائب عريقات ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج يتوجهات للقدس للقاء الوزير الامريكي حيث فوجئا بما عرض عليهما من اتفاق لم يكن للجانب الفلسطيني راي فيه.
وفي التفاصيل التي رواها مصدر مقرب من اجواء ما وصف بـ “ليلة الدراما الفلسطينية” في المقاطعة، فان الوزير الامريكي خضع لابتزاز اسرائيلي، ووقع على صفقة ثنائية دون علم او استشارة الجانب الفلسطيني.
وحسب المصدر فان الرئيس الذي اتم الثمانين قبل ايام، أدرك ان تفاهما ثنائيا امريكيا- اسرائيليا دبر بليل سيضعه امام أمر واقع جديد، سيكون من الصعب عليه افشاله بدون اتخاذه خطوة من العيار الثقيل تربك تفاهمات “المتفاهمين” وتعيد حساباتهم!
الصفقة التي دبرت خلال لقاء [ كيري – نتنياهو ] تكونت من ستة بنود، ينص بندها الاول على الإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى، بينما ينص بندها الثاني على الافراج عن الجاسوس الامريكي المحتجز في الولايات المتحدة جوناثان بولارد، وينص بندها الثالث على تمديد المفاوضات حتى نهاية العام، فيما ينص البند الرابع على ان تفرج اسرائيل عن 400 اسير ممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء، تختارهم هي شريطة ” الا تكون أيديهم ملطخة بالدماء”.
ويقضي البند الخامس من الصفقة بتجميد “هاديء” للاستيطان في كافة المستوطنات باستثاء القدس الشرقية”، بينما قضى البند الأخير “بمنح لم الشمل لـ “مئات” العائلات الفلسطينية.
وحسب المصدر فانه وامام هذه الصورة المفاجئة والمربكة،لها لم يكن أمام القيادة الفلسطينية من سبيل سوى اللجوء لخيار يربك حسابات “المتفاهمين” ويفشل الصفقة ويقطع الطريق على اي محاولات ضغط، قادمة تستهدف وضع [اتفاق اطار ] جديد يكون بديلا للمرجعيات الدولية وهو الخيار الذي ليس منه بد!
القدس دوت كوم