واشنطن / في سياق سلسلة اللقاءات التي يعقدها مع زعماء العالم لبحث الأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، استضاف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس في مبنى وزارة الخارجية في العاصمة واشنطن كل من: السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في الصباح، وكاثرين آشتون، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بعد الظهر ، حيث سيطرت الأزمة السورية الدامية على هذه المباحثات، فيما حظيت عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي والتي تعاني من موت سريري “بالأهمية المناسبة”.وتأتي هذه اللقاءات في اطار التحضير لزيارة كيري المرتقبة إلى المنطقة والمقرر القيام بها مطلع الشهر القادم. وكان الوزير كيري حذر في مؤتمر صحافي مشترك الأربعاء الماضي مع نظيره الأردني ناصر جودة أن “نافذة الفرص امام حل الدولتين تُغلق” وهو الانطباع الذي طغى على محادثات كيري مع كل من بان كي مون وآشتون. واتفق كيري مع ضيفيه على “ضرورة عقد اجتماع للجنة الرباعية (ربما في العاصمة الأردنية عمان) قبيل أو في مع بداية زيارته القادمة إلى المنطقة نهاية الشهر الجاري”، حيث أبدت آشتون أهتماما بالغا بعقد اجتماع للرباعية بغية “الاستفادة من زخم النوايا الحسنة ومشاعر الأمل المتجدد التي انبعثت مع الإعلان عن أن الزيارة الأولى للرئيس الأميركي باراك أوباما بعد انتخابه لولاية ثانية وكذلك زيارة الوزير كيري الأولى بعد استلامه منصبه الجديد مخصصة للمنطقة (الشرق الاوسط)” وتعتبر آشتون الداعم الأول لممثل اللجنة الرباعية توني بلير وضرورة بقائه على رأس هذه اللجنة رغم أن هناك اتفاق شبه عام على أن بلير لم يحقق نجاحاً يذكر منذ استلامه منصبه قبل حوالي ستة أعوام أظهر خلالها انحيازه للجانب الإسرائيلي وعمل على إثراء نفسه خلال الفترة السابقة مستفيداً من منصبه. وعلمت أن كيري وآشتون وبان كي مون سيحثون الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على “العودة لطاولة المفاوضات وإظهار بوادر حسن النية وعدم اتخاذ خطوات انفرادية استفزازية والتزام إسرائيل بعدم توسيع الاستيطان طالما وأن المفاوضات جارية”.كما حث بان كي مون وآشتون الوزير كيري على استخدام ما لديه من نفوذ لإقناع الكونجرس الأميركي بالإفراج عن أموال الدعم الأميركي المحجوزة “لتفادي انهيار السلطة الفلسطينية بسبب الاختناق المالي، وتبديد فرصة تحقيق حل الدولتين وتحطم مؤسسات السلطة الفلسطينية التي شيدت بجهد ومثابرة عبر سنوات طويلة بزعامة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، خصوصا مؤسسة الأمن التي تحفظ السلام في الضفة الغربية”. وبخصوص الموقف من حركة “حماس”، اتفق كيري وبان كي مون وآشتون على “ضرورة نبذ حركة (حماس) للعنف واعترافها بإسرائيل وإعلانها الالتزام الكامل بكافة الاتفاقات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل مثل اتفاقات أوسلو (وملحقاتها) إذا كانت تريد أن تكون شريكاً في عملية السلام”. ولعله ليس من باب الصدفة أن تتزامن اجتماعات كيري مع قرار الحكومة البلغارية التي كانت تستضيف وفداً برلمانيا من حركة “حماس” منذ الأربعاء الماضي في زيارة هي الأولى من نوعها لهذا البلد الأوروبي، وضم كل من إسماعيل الأشقر وصلاح البردويل ومشير المصري، طردهم من البلاد الجمعة (15 فبراير/ شباط) بعد أن مارست واشنطن ولندن وإسرائيل ضغوطاً مكثفة عليها. ولا ترحب واشنطن بخطوات المصالحة الفلسطينية بين حركتي (فتح) و(حماس) قبل “قيام حماس بفعل ما هو مطلوب منها لجهة نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقات المبرمة مع السلطة الفلسطينية”، حسب قول مسؤول في الإدارة الاميركية، مشيرا الى ان “مفاوضات المصالحة بين حركتي فتح وحماس تجعل من الصعب على الوزير كيري إقناع الكونجرس بالإفراج عن الاموال المخصصة للفلسطينيين”. من ناحية ثانية، تستعد الإدارة الأميركية لتحضير رد على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن آخر تطورات حوار المصالحة. يشار إلى أن الرئيس عباس صرح الأربعاء الماضي بخصوص تطورات المصالحة “أن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى إنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية باعتبارها مصلحة عليا لفلسطين”، قائلاً “لقد اتفقنا مع الإخوة في حماس ضمن اتفاق الدوحة على ضرورة بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية لتسجيل الناخبين في قطاع غزة، وتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، والعودة إلى المفاوضات على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس”. كما قال الرئيس في تلك التصريحات : “اتفقنا كذلك على تشكيل حكومة توافق وطني برئاستي، والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني خلال 3 أشهر من إعلان لجنة الانتخابات جاهزيتها لإجراء الانتخابات، لكن الإخوة في حماس لا يريدون إجراء الانتخابات خلال هذه الفترة”.
القدس دوت كوم – سعيد عريقات .