خاص دنيا الوطن – غادة أبو العون – فرقتهم الحرب وأبعدتهم عن منازلهم وسلبت أحلامهم وآمالهم وراحتهم فاتخذوا من الكرفانات مكاناً للعيش قسراً، غرفة نوم وغرفة معيشة ومطبخ صغير وحمام لا راحة ولا أمان ولا دفء لا استقرار والأسوأ من ذلك أن تكون الأم المعيل الوحيد للأسرة والتي أجبرتها الظروف على العمل لتوفير لقمة العيش لأبنائهن في حين أن بعضهن مطلقات.
الحياة في صندوق حديدي
أحلام بكر تبلغ من العمر (41 عاماً) تعيش مع أطفالها العشرة بالرغم من تردي أوضاعهم الصحية والاقتصادية، وهذا ليس حال أحلام وحدها بل هناك العديد من النساء يتعايشن مع هكذا حال بصعوبة.
تقول أحلام التي انفصلت عن زوجها “أعيش مع أسرتي المكونة من عشرة أفراد في هذا الصندوق الحديدي، حياتنا لا تطاق أبداً وأصبحت أنا المسؤولة عن أولادي، فقررت العمل في بيوت الناس بأجرة 30 شيكلاً يومياً لكن هذا لا يكفي لإطعام أبنائي”، وتكمل بدموع غمرت وجنتيها، احترق جسد ابنتي كاملاً من شمعة صغيرة كنت أضعها للإنارة وتحتاج للدواء وهو غالي الثمن ولا أقدر على تلبية كافة احتياجاتهم.
الكرفان عبارة عن صندوق من الحديد بمساحة (30) متراً مربعاً تقريباً، يضم غرفة مع منافعها ومطبخاً صغيراً لا يصلح للعيش الآدمي.
مأساة متجددة كل عام
بعد مرور أكثر من عامين على انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال افتخار جبر تعيش في حالة مأساوية في الكرفان هي وعائلتها المكونة من 12 شخصاً.
وتقول والحرقة في قلبها “اضطررت للعمل كعاملة نظافة في مستشفى بيت حانون بسبب الوضع المادي السيء جداً.
وتكمل حديثها “إنا زوجة لرجل لديه ثلاث نساء وغير قادر على إعالة أسرته وتوفير الإمكانات الأساسية اللازمة للعيش.
وتضيف نحن لا نقدر على العيش في الكرفان ففي الشتاء نغرق بالمطر، وبالصيف نموت من الحر، وإحدى بناتي مصابة بحالة نفسية ولديها تخلف عقلى وتأخذ علاجاً، وبالنسبة لي أنا عندي تليف في الثدي وضغط في الدم.
وتناشد افتخار المسؤولين للنظر إلى حالتهم المأساوية والتعجيل في إعمار البيوت التي هدمها الاحتلال والتخفيف من معاناتهم ومعاناة باقي الأسر.
أطفال يطلبون وأهل يعجزون
وفي زاوية الكرفان تجلس سماهر قاسر (27 عاماً) تقول أعيش هنا أنا وزوجي المقعد وأولادي الستة منذ أن قصف بيتنا في الحرب الأخيرة ولا زلنا ننتظر بأن يعمر البيت، وتقول سماهر لجأت للعمل في بسطة صغيرة لتلبية احتياجات الأولاد، لكنها لا تكفي لكافة متطلباتهم الرئيسية، وتضيف لم أستطع تلبيه حاجات أطفالي، وملابسهم تكون إما من الجيران أو تبرع بها أحد من الناس، منذ 15 يوماً ونحن بدون غاز طهي وأصنع الطعام والمشروبات الساخنة على النار وبوجود الكهرباء على طنجرة الكهرباء، وتتمنى وعيونها تمتلئ بالدموع “نفسي أعيش أنا وأولادي كباقي العالم في بيت من الباطون ودخل شهري لكي أصرف على أولادي وأقدر على تلبية كافة احتياجاتهم.
تعطل عملية الإعمار
تأخر الإعمار زاد الأمر سوءاً، فحسب إحصائية للجهاز الفلسطيني للإحصاء المركزي فقد بلغ عدد المهجرين الذين يسكنون الكرافانات 60060 وتبلغ عدد النساء منهم 29730 9910 نساء في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويتحمل سكان الكرفانات ظروفاً قاسية وبالأخص النساء المعيلات لأسرهن، وتبقى معاناتهم نموذجاً لما تعانيه نساء فلسطين وأصحاب المنازل المدمرة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ولسان حال الجميع يقول: إلى متى تستمر معاناتنا؟
ومتى يعاد إعمار بيوتنا المدمرة؟
المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/11/28/994264.html#ixzz4RIOoKcFs
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook