رام الله / استؤنفت في القاهرة، مساء امس الأحد، المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة، التي تعقد برعاية مصرية، من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك دون تحقيق اي اختراق من شأنه التمهيد لاي اتفاق.
ونقلت وكالة (وفا) عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن الوفد الإسرائيلي حضر صباح اليوم وعقد جلسة مباحثات مع الجانب المصري وقدم ملاحظاته على الورقة المصرية ثم عاد إلى تل أبيب للتشاور.
وأضافت أن الوفد الإسرائيلي عاد الليلة إلى القاهرة واجتمع فور وصوله مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية من اجل التمهيد لمحادثات “ماراثونية” غير مباشرة ستعقد غدا (اليوم الاثنين).
وأشارت هذه المصادر الى ان مسؤولي المخابرات المصرية عقدوا اجتماعا مع الوفد الفلسطيني بكامل أعضائه في مقر إقامة الوفد، حيث تسلم رسميا الرد الإسرائيلي على الورقة المصرية، موضحة أن الوفد الفلسطيني عقد اجتماعا داخليا من أجل بلورة موقف فلسطيني في ضوء الردود الإسرائيلية على هذه الورقة على ان يبلغ هذا الموقف للجانب المصري غدا في المحادثات غير المباشرة.
وقالت المصادر “إن الوفد مصر على تحقيق مطالب شعبنا وفي مقدمتها وقف العدوان، والبدء بعملية إعادة إعمار قطاع غزة، وفك الحصار بشكل شامل”.
وكان رئيس الوفد الفلسطيني الموحد الى القاهرة، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد ، اعرب عن امله في “التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، وتثبيت التهدئة خلال الساعات المقبلة”.
واضاف الأحمد في تصريح صحافي نقلته وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عقب مشاركته وعدد من أعضاء الوفد في جلسة محادثات تشاورية مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية “لن نقبل بأي اتفاق هزيل، ونحن في الوفد أهدافنا واضحة، فأي اتفاق يجب أن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني وأهدافه، وفي مقدمتها وقف العدوان، والبدء بعملية إعمار قطاع غزة، وفك الحصار بشكل شامل”.
وأشار الأحمد إلى أن الجلسة التي عقدها الوفد الفلسطيني مع المسؤولين المصريين كانت هامة، وأن الوفد بكامل أعضائه سيعقد مساء اليوم الأحد اجتماعا مع الجانب المصري للاطلاع على الرد الإسرائيلي بشأن المطالب الفلسطينية.
يذكر أن وفد حركة “حماس” سيصل من قطاع غزة والدوحة في وقت لاحق من مساء اليوم (الاحد) للانضمام الى الوفد في اجتماعه مع الجانب المصري.
من جانبه، قال مصدر سياسي اسرائيلي تعليقا على المحادثات التي تجري في القاهرة بشأن التوصل لاتفاق دائم لاطلاق النار في غزة، انه “ليس من الواضح بعد ان كان سيكون هناك اتفاق ام لا”.
واضاف المصدر وفقا لما نقلته صحيفة (يديعوت احرونوت) على موقعها الالكتروني:”هناك خياران على جدول الاعمال في حال لم يتم التوصل الى اتفاق، الاول هو تجدد إطلاق النار وفي هذه الحالة سيكون الرد شديداً من قبل اسرائيل والثاني ان لا يتجدد إطلاق النار وعندها يتم البحث بكيفية التقدم لتسوية الوضع”.
وشدد على ضرورة “المحافظة على برود الاعصاب في حرب الاعصاب التي تحاول حماس ان تشنها على سكان اسرائيل”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اكد صباح اليوم الأحد إن أي اتفاق بشأن مستقبل غزة يجب أن يفي بمتطلبات أمن إسرائيل، محذرا حركة (حماس) من أنها ستواجه “ضربات قاسية” اذا استأنفت اطلاق النيران على اسرائيل.
ومع اقتراب الموعد المحدد لانتهاء وقف لاطلاق النار مدته خمسة أيام في وقت متأخر مساء غد الاثنين، عاد المفاوضون بعد مشاورات الى القاهرة سعيا لانهاء خمسة أسابيع من الحرب التي قتل فيها أكثر من ألفي شخص.
ويقول الجانبان إنه لا تزال هناك فجوات في التوصل لاتفاق طويل الأجل.
وتطالب حماس برفع الحصار عن القطاع وتشغيل ميناء ومطار في اطار أي وقف طويل لاطلاق النار.
ولم تبد إسرائيل التي أطلقت عمليتها في القطاع في الثامن من تموز (يوليو) الماضي رغبة قوية في تقديم تنازلات كبيرة ودعت إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في القطاع الذي يعيش فيه 1.8 مليون نسمة.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية أمام حكومته إنه ينبغي على حماس ألا تستهين بعزم اسرائيل على مواصلة القتال.
واضاف “لن نقبل التوصل إلى تفاهمات إلا إذا كان هناك رد واضح على احتياجاتنا الأمنية”.
وتابع “إذا كانت حماس تعتقد أنها عبر اطلاق النار المتقطع ستجعلنا نقدم تنازلات فهي مخطئة. طالما لم يرجع الهدوء ستظل حماس تتلقى ضربات قاسية للغاية”.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه “حتى الآن لم توافق إسرائيل على أي مقترح”.
وقال وزير الاتصالات الاسرائيلي جلعاد اردان وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر متحدثا لتلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلي “حسب ما تبدو عليه الأمور الآن .. اعتقد اننا لن نتوصل لاتفاق”.
وردا على تصريحات نتنياهو، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ” الطريق الوحيد للأمن هو أن يشعر به الفلسطينيون أولا وأن يرفع عنهم الحصار وأن يتم الاستجابة لمطالبهم”.
وقال أسامة حمدان ،عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” في صفحته على موقع (فيسبوك) أمس السبت “على اسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة”.
وقال عزت الرشق وهو مفاوض من حماس في القاهرة في تعليق عبر حسابه على موقع (تويتر)، ان التخلي عن “اسلحة المقاومة” ليست مسألة مطروحة للنقاش.
القدس دوت كوم